وكالات

معهد دراسات الحرب (وكالة بدر)..

منذ بداية التصعيد الاسرائيلي ضد إخواننا وأهلنا في غزة، تطالعنا بعض البيانات والتحليلات التي إن أحسنا الظن بأصحابها قلنا بأنهم لا يفقهون وإلا فهم مندسّون متآمرون، ونضع بعض الملاحظات للتبيين:

🔸 نظرية المؤامرة بين حماس وقطر والعدو للإيقاع بحزب الله، فهل نتخايل أن العدو الصهيوني يسمح لفصيل مقاوم بتوجيه ضربة قاصمة له في البعدين الامني والعسكري يذهب ضحيته اكثر من ٢٠٠٠ قتيل صهيوني، وأسر اكثر من ٢٥٠ جندي ومستوطن، والسيطرة على ١٢ مستوطنة لعدة ايام، كل ذلك لاستدراج حزب الله؟! بينما يمكن للاسرائيلي ان يفعل ذلك في غارة واحدة على المدنيين في جنوب لبنان!

🔹 نظرية تشفّي المقاومة في لبنان من تفرّد حماس،
الكل يعلم ان حزب الله هو حليف أساس لكل فصائل المقاومة في المنطقة، ولكنه ليس آمراً عليها بحيث يمنعها من اتخاذ قراراتها دون الرجوع إليه، بل يؤمن حزب الله ان كل فصيل له ظروفه التي يقدّرها بنفسه ويتصرف بناء عليها (يوم استشهد الحاج قاسم خرج سماحة الامين العام ليقول للفصائل المقاومة انتم تشخصون كيفية الرد).
فلو سلمنا ان حماس لم تخبر حزب الله بالعمل الهجومي، فهل يجوز لمقاومة ذات دين وشريعة وأخلاق ان تتركهم في فم التنين تشفياً؟! بل هذه مسؤولية شرعية وأخلاقية وإنسانية تلتزمها المقاومة رغم كل الظروف.

🔸 استحضار الفتنة الشيعية-السنيّة
ان استحضار مفردات الفتنة بين المسلمين وفي هذا الظرف بالذات ما هو الا مكيدة من إبليس والاعداء، او حماقة بعض المغفلين في بيئتنا، لأنه لا يخدم سوى أهداف اسرائيل وأعوانها
في هذا الظرف الحساس، ومع انسكاب دماء الابرياء في غزة، لا يجوز لمسلم الحديث الا عن الوحدة الاسلامية، وضرورة نصرة المستضعفين والدعاء لهم والترحم على شهدائهم، هذا ما ورثناه عن أئمتنا عليهم السلام.

🔹 استراتيجية حزب الله وفتح الجبهة الشمالية

١. نسأل، لو فتحت المقاومة من لبنان جبهة على مصراعيها ضد العدو ومستعمراته، هل ستتوقف مجازر نتنياهو في غزة؟ هل سيمنعه ذلك من قصف المستشفيات؟ ام سنصبح أمام مجازر مفتوحة دون حد في غزة ولبنان وغيرهما؟

٢. ماذا لو كان باستطاعة المقاومة في غزة رغم كل التضحيات، الثبات والصمود وتحقيق انتصار عظيم دون مساعدة أحد كما صنعت ذلك النصر التاريخي الهجومي دون مساعدة احد؟ والدفاع أيسر من الهجوم. حتما سيكون النصر أجلى وأوضح.

٣. ان ما يقوم به حزب الله اليوم وبهذه المشاغلة على الحدود أدى بالعدو الى تقسيم قواته بين غزة ولبنان، وحرمته المقاومة من تركيز ضرباته وعملياته في جبهة واحدة، وهذه نتيجة عسكرية مهمة جدا تحسب للمقاومة في لبنان.

٤. ان الثوابت الدينية والفقهية والعقائدية والانسانية والاخلاقية لحزب الله تفرض عليه لزاما ان يقدم كل ما يستطيع للمقاومة في فلسطين وغيرها حين تحتاج إلى ذلك، أما مع قدرة غزة على الصمود والمواجهة وحدها، فليس من الحكمة تقديم فرصة للعدو كي يمعن القتل في غزة وفي جبهات أخرى.

وإن شاء الله
قريبا سنكون أمام انتصار فلسطيني سيذلّ الكيان الصهيوني اكثر فأكثر، كما أذلّه في عملية طوفان الاقصى التاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى