قراقوشات أوروبة .. هكذا يبدأ انحطاط الحضارات !
نارام سرجون
اوروبة صارت لاتثير الشفقة بل هي مسرح للضحك والسخرية .. لأن الانسان الاوربي المتفوق تبين انه طرطور وكراكوز وهو كالمهرج مهما كان يأكل بالشوكة والسكين ويرتدي البدلات وربطات العنق .. وهو محكوم بطريقة لايرضى بها اي مشرقي .. وأكثر مايثير الاستغراب هو تلك الطريقة في استكانته للقرارات الفوضوية .. والبعيدة عن المنطق .. والتي من الواضح ان فترة الرأسمالية الطويلة وحكم البنوك قد سلبته ارادته نهائيا .. واذا كنا نضحك من تاريخنا ونقول ان هناك حكم قراقوش كناية عن ان القرارات التي يقررها شخص مثيرة للسخرية والاستغراب فاننا نجد ان اوروبة اليوم يحكمها قراقوشات وكراكوزات ..من يتأمل في القرارات الاوروبية لمحاصرة غزة واي دعم لغزة .. يحتار ان كانت هذه هي اوروبة التي أنجبها عصر النهضة وعصر الحريات والثورات .. وعصر الجماهير والقوانين .. وعصر المنطق والرأي .. هل هذه هي بلاد جان جاك روسو وموليير وهوغو .. تتهيب اسم الاوروبي من أجل اسم بسمارك واسم غوته واسم هيغل واسم كانط واسم ديفيد هيوم .. واسم موتزارت .. وبيتهوفن .. لأن الفلسفة الراقية والعلم المنطقي والموسيقى المؤثرة لم تكن وليدة شيء الا الانسجام في الفكر والعقل والمنطق .. فكلها ابداعات ظهرت بسبب تناغم العقل والمنطق والطبيعة والذائقة ..لكن من يسمع كيف تتخبط اوروبة وهي تقرر ان قصف المدنيين في اوكرانيا ارهاب وجريمة الا انه في غزة حق مشروع لاسرائيل يحس ان اوروبة فقدت توازنها النفسي والمنطقي وهي لن تمر بمرحلة من الفوضى الحواس وفوضى الافكار كما هي اليوم .. وتستغرب اكثر كيف ان رفع راية فلسطين صارت تأخدك الى السجن لسنوات … وانك ان قلت رأيك في قضية فلسطين فانت قد تتعرض للنفي وخسارة عملك .. وسحب الجنسية ورميك خلف الحدود .. رغم ان قلب الحرية وهي ان تعبر عن رأيك .. وقلب المنطق ان تكون حرا في التفكير والتعبير ..هذه لم تعد اوروبة التي تفوقت بالمنطق والموسيقا والفلسفة عندما كانت تفكر بطريقة صحيحة تسببت في اعجاب امم الارض بها وتأثرها بكل أفكارها .. ولكنها اليوم تبدو قارة سخيفة هزيلة لاتنتج الا افكار المثلية وأفكار تبديل الجنس .. والتحول المثلي في السياسة عندما لاتعرف الفرق بين الحق والباطل .. بل ولاتفكر في ان تغطي عورة قراراتها بل تقدمها وهي فاقعة في فجاجتها وتناقضها مع الحرية والذوق السليم والمنطق ..علينا الاعتراف ان اروبة فقدت بريقها منذ الحرب العالمية الثانية .. وتحولت الى حديقة امريكية تقاتل مع امريكا ولايتختلف فقهاء السياسة فيها عن اي مفتي شرعي عند ابو محمد الجولاني او البغدادي ..بدأت شكوكي في أهلية اوروبة لقيادة العالم القادم منذ ان أوقعت نفسها في فضيحة المحاكمة بانكار الهولوكوست .. فهذه القضية تعني انها ضد فكرة البحث العلمي والبحث التاريخي .. وهي محاولة لتقديس الموروث زتحويله الى كتاب مقدس تفقد حياتك اذا حاولت التشكيك فيه .. وتتحول الى غاليليو وكوبر نيكوس .. ستحرق وتوصف بالهرطقة اذا ناقشت كهنة الحرية والديمقراطية .. واذا قلت لهم ان مايحدث في غزة لايتناسب مع كل كتب اوروبة ولا كل انتاجها القانوني والاخلاقي والمعرفي والمنطقي والفلسفي .. وهي تدل على دخول زمن انحطاط اروربي .. فكل زمن انحطاط يبدو زاهيا بالحضارة والعمران ولكنه يظهر جليا في التدهور الاخلاقي والقيمي والتراجع في قيمة المنطق والقانون والحرية ..معركة غزة لم تعد تعني الفلسطينيين بل هي معركة اوروبية مع اوربة نفسها .. اوروبة المريضة التي يحكمها القراقوشات .. وحرية قراقوش .. ومنطق قراقوش .. وديمقراطية قراقوش .. والمعركة اليوم هي بين الأخلاق والمنطق والفلسفة الصحيحة للانسان .. وبين اللااخلاق .. واللامنطق .. وصدقوني لاأحد في الكون يمكن ان يقهر المنطق .. ولا أن يهز أخلاق الانسان .. لأنها وسيلته الوحيدة كي لايعود حيوانا .. واروبة تربي مجموعة من الحيوانات في تل ابيب .. ولكن المربي صارت له أخلاق حيوانه أيضا ..سننظف المنطقة من أخلاق اوروبة الجديدة ومن قراقوشاتها .. ومن كلابها ..
انتظروا كيف يخرج المنطق كله ضد التفاهة كلها ..