مقالات

المعادلة الجديدة بعد أل بي جر.

كتب د. المختار على صفحته.

— بنظرِ الإ.سر.ائيل.يين إنّ فرحتُهم لم تكتمل لأنَّ قادتَهم لم يحسنوا استغلالَ عمليةِ “البي.جر” التي لاتخلو من استعرلض التفوق التقني

بحر.بٍ شا.ملةٍ مستغلين حالةَ الإرباكِ التي أحدثَتها، والأرجح أنَّ قا.دتهم استعجلوا ونفَّذوا قبيل الوقت المخطط خوفاً من أن يكتشفها ا.لحز.ب، وهذا من حُسنِ الطالعِ لأنها لو تمَّت مع بدءِ عمليةٍ هجو.ميةٍ واسعة لكانَ هناك كلامٌ آخر..

بالرغمِ من حالةِ الابتهاجِ لدى الإ.سر.ائيل.يين بالعمليةِ إلا أنّ ابتهاجَهم كان مؤقتاً لأنَّه لم ينهِ حالةَ الإحباطِ لديهم فا.لتهد.يدُ بالشمالِ الفل.سطيني، ومساندة غ.زَّ.ة مازالا قائمين.

لا يوجدُ أحدٌ داخلَ ا.لكيا.نِ أنّبَهُ ضميرُه بسببِ وقوعِ ضحا.يا من المدنيين اللبنانيين الأبرياءِ جراءَ العملية.

– معظمُ الإ.سر.ائيل.يين يفضّلُ أن تظهرَ دولةُ ا.لكيا.نِ و.حشيةً وعد.وانيةً على أن تظهرَ دولةً ضعيفةً، وبنظرِهم كان يجبُ على النتن يا.هو أن يستغلَّ الضعفَ والفراغَ الأمريكي هذه الفترةَ، لكنَّ عدمَ استغلالِه الضر.بةَ وشنِّ هجو.مٍ شا.ملٍ كانت فرصةً وضاعَت، وقد أظهرَ ضعفاً بأن فضّلَ العملياتِ النو.عيةَ على الحر.ب حسب رأيهم.

لكنَّ الحقيقةَ الغائبةَ عن أذهانِهم أنَّ أمر.يكا وإ.سر.ائيلَ تعرفان أنَّ أيَّ حر.بٍ مع الحز.بِ ستتوسعُ لتشملَ جبها.تِ الم.حورِ الأخرى، وهنا نقطةُ التمايزِ بينهم فنتن ياهو يريدُها واسعة بمشاركةِ أمريكا، وأمريكا تتحاشاها.

– وفاتَهم أنَّ ا.لضر.بةَ لن تقصمَ ظهرَ الم.قا.ومةِ بل ستقويه، ولن تجعلها تفقد ثقة جمهورها بها، بل زاد قلقه وحرصه عليها والفارق كبير، وهي تشيرُ إلى أنَّ إ.سر.ائيلَ مازالت بمأ.زقِها ولها حساباتُها في خيارِ الذهابِ إلى حر.بٍ شا.ملةٍ أم لا، وتدركُ أنَّ ا.لحز.بَ استوعبَ الضر.بةَ منذ اليومِ الثاني وسيبادرُ إلى الر.دِّ الذي نراه حتمياً.وهذه العملية نبهت دول ا.لمحو.ر للتحضّر لهذا السيناريو في المو.اجهاتِ المقبلةِ وتأمين البدائل للتواصل بغير الأ.جهزة اللا.سلكية.

وفاتَهم أنَّ هذه العمليةَ حوّلت ا.لحز.بَ من ج.بهةٍ رد.يفةٍ تساندُ ج.بهةَ غ.زّ.ةَ إلى طرفٍ أساسي مستقلٍّ عنها، ولم يعد معه توقّفُ القتالِ على ج.بهةِ غ.زّ.ةَ يعني بالضرورةِ التوقفَ على ج.بهةِ الشمالِ الفل.سطيني، فمسرح العمليات تغيَّر وقو.اعد الا.شتبا.ك تغيرت لتصبح بلا سقف.

نعتقد أنَّ الخطةُ لم تكن كما حصلَ في اليومِ الثاني بموضوعِ تف.جيرِ الأ.جهز.ةِ اللا.سلكيةِ، بل كانوا ينتظرون توقيتاً حساساً لتف.جيرِ.ها لكنّهم سارعوا إلى تف.جيرِ.ها أيضاً لأنّهم عرفوا أنَّ ا.لحز.بَ أصبحَ على مسافةِ خطوةٍ واحدةٍ من اكتشافِ تفخ.يخِها وإ.حبا.طِه.

يبقى السؤالُ الأهمُّ هل ما تمَّ هو تغييرٌ للخطةِ، من ا.لحر.بِ على لبنانَ، إلى الاكتفاءِ بإعادةِ المدنيين إلى الشمالِ الفل.سطيني…؟

أم هو خلقُ حالةٍ من الإر.باكِ والبلبلةِ داخلَ صفوف ا.لحز.ب، وتشكيك جمهوره به، واستكمالُ التح.شيدِ وانتظارُ لحظةٍ دوليةٍ مواتيةٍ لضر.بِ لبنانَ…؟

يمكننا القول إنَّ النَّظرة إلى الم.قا.ومةِ بأنَّها أصبحت تهد.يد وجو.دي للكيا.ن يؤكد أنَّ المو.اجهة قادمةٌ لا محالة…لكن ما ظهرَ حتى الآن يُنبي أنَّ الهد.فَ من العد.وانِ غيرَ التقليدي هو محا.ولةُ ر.دعِ ح.ز.بِ اللهِ بعد خسا.رةِ الر.دعِ الإ.سر.ائيلي على كلِّ الج.بهاتِ، ومنعه من مساندة غ.زَّ.ة وتحسينُ مزاجِ الد.اخلِ الإ.سر.ائيلي ومحاولةُ إعادةِ ا.لمستو.طنين إلى الشمال، وقد يتغير ذلك مستقبلاً.

فالمعاييرُ الأ..منيةُ الإ.سر.ائيليةُ تختلفُ من ج.بهةٍ لأخرى، فنتن يا.هو يحاولُ أن يرفعَ سقفَ التوقعاتِ لدى الشارعِ الإ.سر.ائيلي ليشكّلَ رأياً عاماً داخلياً يضغطُ به على وز.يرِ الد.فاعِ والأ.جهز.ةِ الأ.منيةِ والقوى التي تناوئُه، ليوظفَه في مكانٍ آخر.

مهما كانت المساراتُ والخسا.راتُ فا.لحر.بُ سجا.لٌ، وخسا.ر.ةُ معر.كةٍ لا تعني خسا.ر.ةَ الحر.بِ، فعمليةُ “البي.جر” عمليةٌ استر.اتيجيةٌ ستكشف الأيام أنَّ قوى دوليةٌ وإقليميةٌ واسعةٌ أسهمت بنجاحها، لكنها لم تؤدِّ إلى هز.يمةٍ، ولا إلى كسرِ المعا.دلةِ، ولا إلى تغيرٍ استر.اتيجي في ميز.انِ القوى، ولا إلى تراجعِ ا.لحز.بِ عن خيارِ الم.قا.ومةِ ومسا.ندة غ.زّ.ة.

– لاشكَّ أننا أصبحنا أمامَ مرحلةٍ جديدةٍ من ا.لحر.بِ عنوانُها المعلن جلبُ الح.شودِ لاستعادةِ الر.دعِ في الشمالِ، لكنني أرى أنَّ الهد.فَ أبعدَ من ذلك بكثيرٍ إن تمكنوا.

ستكشفُ التحقيقاتُ قريباً أنَّ الشركةَ المجريةَ المصنعةَ للبيجرِ والتي باعت الأ.جهزة والتي تعمل بترخيصٍ من الشركةِ التايوانيةِ ” كولد أبوللو” هي شركةٌ وهميةٌ، وستختفي من الوجودِ ليظهر لاحقاً تواطؤُ أجهزةِ مخا.براتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ معا.ديةٍ مساهمةٍ في تصنيعِ الأ.جهزةِ و.تفخ.يخِها وإيصالِها عبر رحلتها إلى لبنان.

خلاصةُ القول يمكنُنا عدُّ ما حصلَ نموذجاً مصغراً عن نمطِ ا.لحر.وبِ السيبر.انيةِ المستقبليةِ واسعةِ الطيفِ والمجالاتِ، فحر.وبُ المستقبلِ ذاهبةٌ إلى أنماطٍ غريبةٍ ومختلفةٍ تماماً عما نعرفُه، وكلُّ هجو.مٍ سيكونُ له نمطُه الخاصُّ الذي يمارسُ لمرةٍ واحدةٍ، ولن يستطيعَ أحدٌ التكهنَ كيف ستكونُ إلى أن تكشفَ عن نفسِها، لذلك يجبُ إعادةُ النظرِ بتحصينِ كلِّ شيء والتحضير لكل الاحتمالات، والتدقيق بأجهزةِ الحاسوبِ والموبايل والمقاسم وكلّ ماتدخل في صناعتهِ الألياف الضوئية، والأجهزة الكهربائية، والأنظمة الألكترونية وبطاريات الليثيوم.

د. المختار 19.9.2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى