السادس من تشرين والانتصار التاريخي
الدكتور محمد رقية
لقد كتب الكثير من التحليلات العسكرية والسياسية والاستراتيجية وألفت الكتب والمسلسلات الاذاعية والتلفزيونية والاغاني الوطنية عن حرب تشرين التحريرية ضد العدو الصهيوني في السادس من تشرين الأول (اكتوبر) عام 1973 . ودرست عملياتها ونتائجها في العديد من الأكاديميات العسكرية العالمية . لأنها شكلت المفصل الأساسي لبدء مرحلة جديدة في الصراع مع العدو الصهيوني ومحقت اسطورة الجيش الذي لا يقهر إلى غير رجعة . وقد كان لي شرف المشاركة بها من خلال حرب الاستنزاف على جبهة الجولان الغالية التي استمرت أكثر من ثلاثة أشهر.
لن أدخل في التفاصيل ولكن سأقول فكرة واحدة .وهي أن نتائج هذه الحرب أذهلت العدو الصهيو -أمريكي , التي كان يمكن أن تقضي على هذا الكيان لولا التدخل الأمريكي المباشر وعدم تنفيذ السادات الخطة الموضوعة للحرب .لذك حاول العدو مصادرة نتائجها من خلال العمل على ثلاث مسارات :
1- مسار عزل مصر وتوقيع اتفاقات كامب ديفد مع السادات وإخراجها من المعركة
2- مسار العمل على تأسيس الحركات التكفيرية المتطرفة وتعزيز عملها ، وأول ما استخدموها في تحريك الاخوان المسلمين في سوريا في نهاية سبعينيات القرن الماضي , بعد اتفاقات كامب ديفد التي لم توافق عليها سورية .
3- ضرب حركات المقاومة ضد العدو الصهيوني أينما وجدت
واستمر العمل بهذا المنوال مع العديد من الاعتداءت على حركات المقاومة في لبنان وفلسطين , وأهمها غزو لبنان وصولا لبيروت عام 1982.وعناقيد الغضب عام 1996 وغيرها . وجاء انتصار المقاومة في جنوب لبنان عام 2000 صفعة جديدة لهذا العدو ليغير من مسار مخططاته , إلى أن انقض على المقاومة في عدوان عام 2006 , وهنا كانت الطامة الكبرى بفشل العدوان وانتصار المقاومة مجددا . وهنا اقتنع الأعداء بأنه لايمكن الانتصار على محور المقاومة عسكريا . لذلك لجؤوا الى تعزيز دور المسار الثاني وصولا الى ماعرف بالربيع العربي للقضاء على أي صوت مقاوم في هذا المشرق . وهنا اصطدموا بالصمود السوري الذي غيّر كل معادلاتهم وقلب كل مخططاتهم , وها نحن الآن في الربع الساعة الأخير من الإنتصار على هذا المشروع الجهنمي الجديد لأدوات العدوان الداخلي – الخارجي .
تحية للجيش العربي السوري والجيش المصري في ذكرى انتصار تشرين , الذي سيبقى خالدا على مر السنين .وتحية للرئيس الخالد حافظ الأسد قائد حرب تشرين , والتحية موصولة لقائد الصمود والانتصار الجديد السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد حفظه الله .
والمجد والخلود لأرواح شهدائنا الأبرار