مقالات

اذ تنهض افريقيا.. يولد العالم الجديد… هل تذهب ريح العرب …؟

بيروت؛ ٢٩/ ٩ / ٢٠٢٣
ميخائيل عوض
تتجه الانظار وتتركز الابحاث والتحليلات على الجاري في افريقيا، وقد شهدت سلسلة من التحولات والانقلابات تركزت في دول الساحل، واصابت النفوذ الفرنسي والاوروبي بصورة خاصة قدم الاعلام الامور وكأنها قاب قوسين من حرب ضروس تتقاتل فيها افريقيا نيابة عن فرنسا ولتامين مصالحها وهدد تحالف اكواس باجتياح النيجر بعد الانقلاب واثر طلب السلطة الانقلابية رحيل القوات الفرنسية واعتبار السفير الفرنسي بلا صفة دبلوماسية، ما دفع الى تطور اكثر اهمية ونوعية مؤسس لما قد تذهب اليه القارة ودولها وشعوبها فقد اعلن تحالف عسكري استراتيجي بين الدول الثلاث التي شهدت الانقلابات؛ بوركينا فاسو والنيجر ومالي اجاز لقوات الدول الثلاث القتال معا ضد اي تهديدات ارهابية او تدخلات خارجية الامر المؤسس لإعادة هيكلة النظم والجغرافيا، لإنهاء نواتج الاستعمار الاوروبي وتقسيم الدول وانشاء الكيانات والنظم القاصرة لوظيفة خدمة المصالح الاستعمارية وتامين نهب الثروات، وبعد ان افلست فرنسا وسقطت جهودها لتوريط الدول والشعوب بالحروب نيابة عنها اتخذ الرئيس الفرنسي قرارا بسحب القوات الفرنسية من النيجر ما اعتبر بمثابة هزيمة دراماتيكية شبيهة بما جرى لأمريكا في افغانستان من انهيار وهزيمة مذلة، تدشن تحولات في القارة وتنعكس في تراجع حضور ووزن فرنسا والاتحاد الاوروبي وربما تسرع من تهديد استقرار الاتحاد الاوروبي ودوله.
اين تكمن اهمية القارة السمراء؟ ولماذا احداثها وتطوراتها تعتبر نوعية ومغيرة في احوال العالم وتوازناته ومستقبله، ما يوفر اسباب لاعتبار احداثها وتطوراتها تمثل محورا نوعيا يعمل بتنسيق وتفاعل مع محاور الاحداث الكبرى الجارية في أوروبا على وقع تطورات الحرب الاوكرانية ومحور التحولات الفرط استراتيجية في اقليم العرب والمسلمين بأحداثه النوعية الاربعة التي تؤسس لتحولات اعلى من استراتيجية وما يصح بوصفها فرط استراتيجية. الحدث الاقرب هو زيارة الاسد النوعية للصين شكلا ومضمونا وتوقيتا، والحفاوة الاستثنائية.
 الحدث النوعي يكتسب اهمية ايضا بحصوله بعد ان تحققت المصالحة العربية التي انهت قرن من الصراعات والحروب العربية العربية والمصالحة الاسلامية بين ايران والسعودية التي قطعت مع نصف قرن من الحروب والتدمير والتهجير واستهلاك الثروات والبشر، والاهم اعلان الصين عمليا وبالواقع انتقالها من زمن الى زمن اخر فقد انهت الصين عصور الدفاعية والكمون والانغلاق وتحولت الى قوة مبادرة وهجومية على المسرح العالمي وليس صدفة او عفوا ان   الصين اعلنت تحولها الهائل الاهمية والدلالات من بوابة الخليج واحتضان المصالحة السعودية الايرانية….
معلومات عامة؛
إفريقيا؛  هي ثاني أكبر قارات العالم من حيث المساحة وعدد السكان، تبلغ مساحتها 30.2 مليون كيلومتر مربع وتتضمن هذه المساحة الجزر المجاورة، وهي تغطي 6% من إجمالي مساحة سطح الأرض، وتشغل 20.4% من إجمالي مساحة اليابسة. يبلغ عدد السكان  حوالي 1.2 مليار نسمة (وفقًا لتقديرات 2016)، يعيشون في 61 إقليمًا، وتبلغ نسبتهم حوالي 14.8% من سكان العالم.يحد القارة من الشمال البحر المتوسط، وتَحدُها قناة السويس والبحر الأحمر من جهة الشمال الشرقي، بينما يحدها المحيط الهندي من الجنوب الشرقي والشرق، والمحيط الأطلسي من الغرب. تضم  54 دولة، بما فيها جزيرة مدغشقر وجزر القمر.
ويُنظر إلى وسط شرق إفريقيا على انها موطن اصل  الوجود البشري، تبعا لاكتشاف أقدم سلالات القردة ذات الشبه بالإنسان و يرجع تاريخها إلى سبعة ملايين سنة تقريبًا،  بالإضافة إلى اقدم سلالات الانسان التي اكتشفت في أثيوبيا ويرجع تاريخها إلى 200,000 عام تقريبًا.
يمر خط الاستواء خلال قارة إفريقيا، وهي تشمل مناطق مناخية متعددة؛ بل هي القارة الوحيدة التي تمتد من المنطقة الشمالية المعتدلة إلى المنطقة الجنوبية المعتدلة.
 تمتلك ثلث ثروات العالم المعدنية، و65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، 
تمتلك أفريقيا أغنى احتياطي عالمي من المعادن الثمينة مثل الذهب والكوبالت والبلاتين. 
معظم البلدان الأفريقية غنية بغابات طبيعية شاسعة متوفر بها أفضل أنواع الأخشاب.
استعمرت من قبل فرنسا وألمانيا والدول الاوروبية وامتدت الحقبة الاستعمارية من أواخر 1800 حتى سنة 1960 عندما أصبحت جمهورية أفريقيا الوسطى دولة مستقلة.
امبراطورية قرطاج الافريقية المطعمة بالفينيقة السورية” الشامية”، كانت في زمانها اعظم واكبر الإمبراطوريات والوسع والاقوى والاكثر تنظيما وحضارة وعلوم، والاطول مدة في تاريخ الامبراطوريات والبشر فقد عاشت ٨٠٠ سنة متصلة كمهيمنه.
قدما افريقيا الكتلة البشرية المنتجة التي استخدمها غزاة العالم الجديد ” القارة الامريكية” واستخدم عشرات الملايين من الأفارقة لإخضاع الهنود الحمر ولحراثة للأراضي واستخراج الفحم والثروات الباطنية وقد تم شحنهم ببواخر شحن المواشي ومات الملايين والقوا في البحر طعاما للأسماك، بينما شكلت القارة السمراء القوة البشرية للإمبراطوريات التي نشأت وحكمت العالم وتوطنت في بلاد العرب والمسلمين وكانت تجارة العبيد ناشطة في ازمانها.
يقطع الخبراء والمؤرخون والاقتصاديون بان كل ما حققته الحضارة الغربية من انجازات ومن ثروات ومستوى متقدم من الرفاه انما هي بناتج نهب ثروات القارة، ما يؤشر الى ان هزيمة فرنسا وخروجها ذليلة منها كمقدمة لهزائم الدول الاوروبية الاستعمارية وخروجها من افريقيا سيؤدي غالبل الى انفجار ازمات اقتصادية واجتماعية لا يمكن السيطرة عليها او ادارتها فليس من فرصة او مجال لتعويض الثروات الافريقية. ما يجعل من احداث افريقيا الجارية ذات اهمية استثنائية في تقرير مستقبل فرنسا وعموم أوروبا.
…/ يتبع
غدا؛ تحرر افريقيا يستعجل ولادة العالم الجديد…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى