مقالات

بوتين سيعلن انتهاء الحرب مع أوكرانيا وتبين أن القرار العالمي عند السيد نصر الله

بقلم ناجي أمهز

بعد الخلط الذي أثاره حديث كيسنجر في قمة دافوس 2023 حول روسيا والرئيس الروسي بوتين، سألني أحد السياسيين اللبنانيين، ماذا تعتقد سبب حديث كيسنجر، خلال مداخلة عبر الفيديو في “منتدى دافوس” الاقتصادي، عندما قال كيسنجر إن الحرب الجارية في أوكرانيا “أظهرت أن على على الأرجح ليس لديها على على غزو أوروبا من خلال الوسائل التقليدية”.أجبته للسياسي اللبناني أن كسينجر يقول بكل بساطة: “إن روسيا هذه أضعف بكثير مما يصورها الإعلام فإن كانت عاجزة عن غزو أوكرانيا، فكيف ستكون قادرة على غزو أوروبا، مما يعني أن اتهام روسيا بغزو أوروبا هو اتهام باطل” كما أنه يقول لصديقه الرئيس بوتين “ماذا ستستفيد من هذه الحرب أن كانوا سيغتالونك بحال تجاوزت الخطوط الحمراء”، وخاصة أن العقول الناضجة والكبيرة في عالم السياسة لا تفكر كثيرا بالانتحار تحت شعارات البطولات وان التاريخ سيسجل اسمها، بل العقول السياسية هي أكثر العقول التي تحارب وتقاتل من أجل البقاء، وتستخدم كافة الأساليب من مراوغة ونقل البندقية من كتف إلى كتف وتبيع مواقفها لمن يضمن بقائها.منذ ثلاثة عقود تقريبا كنت أسير مع أحد الحكماء، فسألته من هو السياسي البطل، فنظر إلى وابتسم حتى ظننت أن طقم أسنانه سيقع وقال لي، لا يوجد ساسة أبطال، الأبطال هم فقط الشهداء، وردد أمامي مقولة، الثورة يفجرها مغامر ويخوض غمارها ثائرا ويجني ثمارها الجبان المتسلق الساسة جبناء، ويجب أن يكون السياسي جبانا ليستخدم عقله بكامل إمكانياته وطاقته، بينما البطل يستخدم قوته ويقدم بالختام روحه…كما تبين، ان الصراع الروسي الاوكراني امام ازمة غزة شيء تافه للغاية، بل بالكاد احد يتذكر ان هناك حربا دائرة بين روسيا واوكرانيا، حيث تبين ان الاعلام العالمي وساسة العالم يتابعون خبر الشاب الفلسطيني الذي طعن جندي اسرائيليا في فلسطين، اكثر من متابعة ان روسيا اطلقت صاروخا نوويا على اوكرانيا.لذلك لا داعي لهذا الصراع الروسي الاوكراني الذي لا يقدم ولا يؤخر بالمعادلة السياسية العالمية، فلا احد يتابع الانتصارات كما لا احد يفرح بالهزائم، ولا ضجيج صواريخ اسكندر لفتت انظار الاعلام، ولا زناخة الرئيس الاوكراني احد يتابعها على السوشيال ميديا.وحقيقة لا خيال فالجميع أصيب بالذهول بعد أن ابتلعت الأحداث في غزة كافة الأخبار العالمية، فقد انتهى الحديث عن الأوبئة وتوقف الإعلان عن الاكتشافات، ولم نعد نسمع شيئا عن الانهيارات المالية، وحتى التلسكوب جيمس ويب أصبح يركز من وسط الكون الخارجي عدسته على غزة،.غزة قلبت كل شيء وتبين أن فلسطين قلب العالم ونقطة ارتكازه، وان العاصمة واشنطن ليست إلا مكتبا صغيرا عمله متابعة ما يجري في فلسطين، كما كان من قبل قصر باكنغهام في لندن، والساحة الحمراء والكرملين وحتى الصين الشعبية، هم أشياء تتواجد على مكتب الصراع حول فلسطين.وإن قوة أمريكا وبقاء روسيا وظهور الصين رهن دورهم بما يجري في فلسطين.اليوم حتى لو قرر بايدن واتفق مع بوتين على عقد مؤتمر صحافي في 13 الجاري، فإن العالم سينتظر ما سيقوله السيد نصر الله، كون كلام السيد هو الأساس في معادلة فلسطين فالقرار العالمي اليوم ليس مرتبطا بما تقوم به واشنطن أو الحلف الأطلسي، بل بما يقوم به حزب وعلى وعلي أساسه يكون رد الفعل العالمي لواشنطن والحلف الأطلسي. وللأسف فإن غالبية الدول العربية قد تنازلت عن أهم مقومات وجودها وهي القضية المركزية فلسطين، لذلك أصبحت هذه الدول خارج المستقبل وخارج التاريخ…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى