مقالات

في البداية كنت ذلك الشخص المتعب الباحث عن بعض الحنان… ثم ماذا؟! ثم أنه…قد تغير حالي عندما صادفتها فجأة ولأول مرة

الكاتبة دلع علاء حسون
في البداية كنت ذلك الشخص المتعب الباحث عن بعض الحنان… ثم ماذا؟! ثم أنه…قد تغير حالي عندما صادفتها فجأة ولأول مرة
وقلت لها دون تردد :مهلاً …لقد أحببتك كثيراً
قالت لي :انظر إلى قلادتي … هنا أعتقدتُ أنّها سخرت من حبّي وكلامي بكلامها اللا مبالي …و غرقت أفكر كم من الجمال تملك؟! كانت تلك الصدفة في زقاق قديم في مدينتنا وبعدها لم أعد أراها مجدداً رحت أجالس الحجارة هناك لأنتظرها كي تظهر لي مجدداً … هل تظهر يوماً ما ؟؟! أم أنها ذهبت ولن تعود .. كنت أبلغ من العمر حينها 18 عاماً وكل من هم حولي قالوا اني مراهق …حتى أهلي.. وأنني لا أعلم ماذا أفعل وعندما حاولوا منعي من الذهاب لإنتظارها باتت محاولاتهم بالفشل وجلست هناك انتظرها لأشهر حتى مضت السنة الأولى من عمر انتظاري لها وأبداً لم تظهر ثانية …. قررتُ أن أسافر لمدينة أخرى لأبدأ دراستي الجامعية هناك بعد ضياع سنة من عمري كما يقولون ولكن بالنسبة لي لم أعد تلك السنة من عمري ضائعة ولكن على أي حال قبل مغادرتي لمدينتي كتبت على حائط الزقاق القديم العبارة التالية
((“”إلى مدينة السلام الصغيرة لقد إنتظرتك يا صاحبة القلادة القرمزية “”))
وسافرت و وصلت هناك وبدأت رحلة الدراسة، وظننت أن تلك الفتاة غابت عن ذهني مع كمية الدراسة والضغط الجامعي. وأهلي حمّدوا اللّه الذي أنساني إياها ،وعدت لنفسي ودراستي لا افكر في شيء آخر حتى يوم الثلاثاء 16 أوكتوبر 2030 حين فتحت باب منزلي الأرضي الذي كان بمثابة السكن الجامعي لي ولصديقي مهووس الأسلحة وكان هوسه هذا يرعبني بعض الشيء، خرجت وكانت الشمس في منتصف السماء لأرى تللك القلادة تلمع مع إنعكاس الشمس أمامي ولقد جاءت تلك الفتاة اليّ ولم تكن قلادتها ما يلمع فقط بل كان لعيونها النصيب الأكبر من اللمعان ثم دون أي كلام بكت حتى أرخت رأسها على كتفي ورحت ألفها بذراعي،
ثم فتحت عينيها لتنظر إلي وتقول: أحبك
دون أن تسمع مني أي جواب يقال…
سنة كاملة من الحب دون أعرف أسمها أناديها ذات القلادة فقط…..
قلت لها: وأنا أيضاً
وأطلقت تنهيدة أعتقد أنها كافية لتظهر كم من التعب تحمل في قلبها ،
ثم قالت لي : من اليوم الذي صادفتك فيه أمي كانت مريضة وساءت حالتها ليلاً واضطررنا لأن ننتقل لنوفر علاجها في مدينة أخرى سفرها في البحر أخذ ذهاباً وإياباً 4 اشهر وعلاجها أخذ 8 أشهر ولكن أتعلم! ….. لقد عدنا وبقيت هي هناك .
قلت لها :هل تحتاج لفترة أطول للعلاج ؟؟؟
قالت:كنت آمل ذلك لقد فارقت الحياة هناك وعدت مع أبي وفور وصولي علمت أنك انتظرتني كثيرا حتى رأيت جملتك على حائط ذلك الزقاق، ولقد أتيتك مسرعة ولكنني كنت أتوقع أن زوجتك أو أبنتك سوف تفتح الباب لي ، كان يجول في ذهني دائما أنك تزوجت رغم صغر سنك الذي أجهل تقديرة تماما وبعد مرور 8 دقائق من الصمت وفي الدقيقة 9 قلت لها هل تقبلين أن تكوني حبيبتي قالت نعم وبدأنا قصة حبّ وفي عطلة الجامعة كنت أذهب لمدينتي لأراها وأرى أهلي نلتقي في منزلي مع أهلي الذين تفاجؤوا أننا التقينا بعد كل ذللك الغياب وفي يوم واقع في 22 شهر أجهله تحديدا أتفقنا لأول مرة بعد مرور وقت طويل أن نلتقي بذلك الزقاق القديم واتفقنا على الساعة 3 ذهبت الى هناك ،حتى مرت الساعة الثالثة، ثم ساعة أخرى، وأخرى حتى بعد مرور وقت…….. علمت بحدوث حادث سير على الطريق رقم 28 من مدينتنا. وذهبت الى هناك لأراها ملطخة بالدماء وتلتقط انفاسها بصعوبة ..إنها لم تمت….وصلت سيارة الإسعاف لتقلها الى المستشفى…ورافقتها وقلبي يكاد ان يتوقف من شدة الحزن… وهناك أحتاجت إلى عملية جراحية أخذت 8 ساعات وخرج لنا الطبيب وبيده القلادة التي نزعها من عنقها.
وقال : لقد فعلنا ما بوسعنا الرحمه لروحها
……عمَّ الصمت وأهلي و والدها بدأوا البكاء أرتديت القلادة بعنقي ومن تلك اللحظة انذاك حتى الآن و أنا صامت .. لم أبكي هل قلبي حجر!؟ جهلت تقديري لهذا الموقف أقمنا مراسم الدفن وبعد مرور وقت كنت أنام وأرتدي تلك القلادة بعنقي دائماً وكان يراودني حلم غريب كل تلك الفترة وحتى الآن وهو أنها ستأتي للقائي حتى استيقظت لأرى طيفها أمامي قالت لي:اشتقت اليك كثيراً
قلت لها: كيف جئتي أنتِ ؟
قالت: سأبقى معك.
…..وهنا دخل أهلي عليّ وقالو: لماذا تصرخ ومن تكلم؟؟؟
قلت لهم :جائتني مكالمة هاتفية من صديقي في الجامعة قال أن الجامعة ستبدأ باكراً…
كانت كذبة سريعة على أهلي كي أبتعد عنهم خوفاً من أن يروها أو يقولون عني مجنون حتى بدأت حياة جديدة مع طيفها .
لم يكن طيفها يكبرها سناً أو يصغرها بل كان بنفس العمر 17 عشر عاماً وذات الهيئة تماماً عشت معها 7 أشهر كانت أشبه بالخيال ساعدتني وسمعتني في كثير من أمور الحياة حتى جاء اليوم الذي جلست فيه على حجر رصيف يتسع لشخصين أمام بيتي الجامعي وجاء صديقي يحمل سلاحاً نارياً اشتراه للتو بعد أن وصفني بالمشرد واخذ يمازحني على جلستي
قال: أنه سيطلق النار على المكان الذي بجواري فهل يخترق الرصاص ذلك الحجر
قلت له :كما تريد ولكنني التفتت لأراها تجلس بجانبي وقد اطلق نارهُ عليها ليتفتت طيفها ..وهنا كنت قد جننت تماماً.
لم فعل ذلك.،؟؟ حرمني منها للمرة الألف لقد أخذت ذلك السلاح الخبيث من يده وقتلته….. ودخلت ببرودة أعصاب الي المنزل وجثتة خارجاً نعم إني مجرم أنتظر قدوم الشرطة إليّ ليعتقلوني وغفوت بكل سهولة على الكرسي بغرفتي لأرى القلادة
تقول لي: عليك إنتظارها 17 عشر عاما لتعود لك بالعمر الذي فقدتها به
استيقظت،
وقلت: عليَّ الهروب ولكنني مجرم وومحكم بالأعدام لقد حُسِمَ الأمر مع خطوات رجل الأمن القادم إليّ…….. وحسمت قراري ….لقد قتلت نفسي أيضاً ……..نعم لقد أنتحرت وأنا الأن شاب في عمر 17 عاماً اكتب هذه القصة في دفتري لأنني أتذكر حياتي السّابقة في كل تفاصيلها ولكن عمري 17 عاماً الآن هل عادت الفتاة لتنتظرني كما ان تظرتها ؟؟؟
لقد دخلت أمي سأكتب لاحقاً أخاف ان توبخني لأنها أمرتني أن انسى حياتي السابقة ولكنني لم أفعل ذلك…….
خاص لعكس الإتجاه نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى