مقالات

الحروب الصفراء

الحروب الصفراء بين ضفتي الفرات صراع أقل مايقال عنه أنه صراع الأدوات بعد ان انتهت صلاحية كليهما أمريكيا بدليل حالة المراقبة التي يمارسها الامريكي وهو الحاكم الفعلي في تلك الجغرافيا.
البعض يصور المشهد كأنه صراع بين الخير والشر .بين حالة انفصالية ادواتية وظيفية وبين حالة يظنها كثيرون انها حالة وطنية بلبوس عشائري.
ويرى آخرون أن تراجع قوات قسد الانفصالية أمام قوات العشائر المنفصلة عن الجسم الوطني السوري الواحد حالة وطنية جامعة لكل السوريين .بل ونصر لهم.
لا ايها السادة .صحيح أن خسارة الطرفين مكسب وطني .وصحيح أيضا أن هزيمة طرف لطرف آخر فيها مصلحة وطنية لكن الصحيح أيضا أن كلا الفريقين المتحاربين صناعة أمريكية بامتياز.فلا تهللوا لخسارة طرف امام طرف .بل هللوا لخسارة واضعاف طرفي الصراع هناك.كنت اتمنى ان اقرا ولو خبرا بسيطا أن قوات مايسمى بالعشائر السورية في دير الزور استهدفت قاعدة للمحتل الامريكي.او انها اعلنت النفير العام لطرد الامريكي من ارضنا السورية ومن حقول نفطنا.
لايمثلني سوى الجيش العربي السوري ومن ثم المقاومة الشعبية للمحتل الامريكي والتركي.
العناوين التي يتقاتل فيها وعليها ومنها الطرفان هي عناوين مرفوضة وطنيا رغم محاولة طرف اظهار ولائه للدولة السورية
بالامس صرح الامريكي ان استمرار الاقتتال شرق الفرات سيدفع بتنظيم داعش للتحرك والظهور هناك .وهذا بالضبط مايريده الامريكي ويخطط له ليوجد ذريعة لاستمرار احتلاله لمنطقة شرق الفرات ومنابع النفط .
نستنتج ان الامريكي المتفرج هو من دفع بطرفي الصراع للتقاتل والحرب بينهما.ولن يتدخل الامريكي الا في لحظة انهاك كليهما لبعضهما البعض وبعد ظهور عناصر داعش وسيطرتهم على مناطق كانت سابقا تسيطر عليها قسد او قوات العشائر .
برهان شعبان
باحث ومحلل سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى