من ناجي أمهز إلى الشيخ ياسر عودة
سماحة الشيخ بداية: حتما ستكون غدا من الأقوياء في الطائفة الشيعية ومن الأكثر شعبية حتى العالمية منها، وستهتز الدول الكبرى لك، وتصبح حديث الصحف والحاضر في الفضائيات، والشيخ الذي غزو عالم الإنترنت، وستطلق على سماحتك الألقاب من مانديلا لبنان، وجيفارا ضد استكبار الثنائي، وحسين العصر.وربما يتحول توقيعك إلى أهم من توقيع أكبر شخصية لبنانية، وتتقاطر حولك الشخصيات، التي ستهرب من موجة العقوبات الأمريكية أو التي لها أعمال وشركات خارج الأراضي اللبنانية، أو حتى التي تختلف مع الثنائي الشيعي، وما أكثرها في هذه الأيام العجاف.بل إن العروض ستنهمر على سماحتك كالمطر، من كل حدب وصوب، الدولية والمحلية منها، وهذا طبيعي جدا، لأنك ستتحول الى حالة ثم إلى تيار شيعي جارف، فكل المسببات جاهزة لولادة تيار شيعي معارض، ويكفي أنك رجل دين، وكل الدراسات التاريخية والحاضر منها وما توصل إليه علماء الاجتماع، يؤكد أن الطائفة الشيعية لا يحكمها إلا رجل دين، وسماحتك رجل دين.أنا أعلم أن هذا المقال سيجعل الكثير يتنطحون ضده خاصة الذين يستشعرون فائض القوة، أو من ماسحي الجوخ ونافخي القصدير الذين لا عمل لهم إلا أن يبخسون الناس أشيائهم، واتهام الآخرين بالعمالة والتبعية لاعداء المقاومة، إلى آخر المعزوفة التراجيدية المبكية.وربما هؤلاء سماحة الشيخ أخطر على الطائفة من الشيعية ووحدتها من العدو الصهيوني والخبث الأمريكي وكل الذين يتآمرون على هذه الطائفة، التي لأول مرة منذ فجر التاريخ تبصر النور بعد مخاض لقرون طويلة، ومعيشة ضنكه مليئة بالألم والبؤس ولأشقاء.ولكن سماحة الشيخ هؤلاء الجهال الذين لغتهم ملئية بالتهم الجاهزة، هم لا يدرون ما يجري حولهم ولا سر قوة الطائفة ومنعتها، هم يعتقدون انهم باسلوبهم المقيت المريض هذا يظهورن انفسهم انهم حماة الطائفة، مع انه لا نتاج ادبي او علمي لهم، ولا حتى حضور داخلي او اعلامي لا سياسي ولا اجتماعي، هم مجرد وجوه كالحة تتمترس خلف شاشات صغيرة لتبث سمومها عبر المنصات الاجتماعية ومجموعات الواتس اب.لكن سماحتك لا يجوز ان نتاثر بمثل هؤلاء، بل احيانا انا اشكرهم لانني احملهم على المحمل الحسن بانهم يدافعون عن الطائفة وان كان باسلوبهم الهمجي، هؤلاء لا يعلمون كيف الدول المعادية للمقاومة تبحث عن معارض واحد في الطائفة لتجعل منه بطلا نصف اله، لتحوله الى ايقونة، يصبح كلامه مرجعا للهجوم على المقاومة وقياداتها.هؤلاء سماحتك بغالبيتهم، لم يسمعوا بالاسماء او يقراون بين السطور، هؤلاء مجرد فائض عددي، متواجد في كافة الشعوب والامم، يقيمون الناس بما تلبس وما تركب.سماحة الشيخ، ربما انا من الذين يعرفون او يستشعرون ما تمر به الان، فأنا العبد الفقير مررت بمثل هذه الصراعات الداخلية والتجاذبات وتحريضك من قبل الاخرين ووسوسة النفس بسبب الضغط الاجتماعي.لقد سمعت الكثير، منهم من قال لي لماذا تدافع عن المقاومة، والمقاومة لم تقدم لك المال ولا عرضت عليك منصبا، او حتى كلفت خاطرها بان تقف معك وانت الذي كنت تساعد وتدعم المقاومة بالمال قدر استطاعتك، وسخرت مجلتك لاكثر من عامين وتكلفت عشرات الالوف من الدولارات وبالختام لن تجد من يعوض عليك بقرش، او يقول لك الله يعطيك العافية.وهناك من يقول انظر الى فلان كيف يوجد من يسوق به، وفلان كم اصبح يمتلك من العقارات، وانت حتى هذه اللحظة تركب التكتوك والحمدلله انه يوجد تكتوك والا كنت ستتنقل على قدميك.واخر يخبر انظر الى الميزانية التي وضعت بتصرف فلان وفلان، وماذا يقدم فلان وماذا قد وفلان، وانظر كيف يعيش ابنائهم وحاشيتهم وانظر ال نفسك وعائلتك.نعم سماحتك اقدر ما تمر به، وما تشعر به، فأنا من الذين يصلهم يوميا عشرات الاتصالات والرسائل من نخب مسيحية سياسية واجتماعية لبنانية وعالمية، واسمع كل تلك الجمل المليئة بالمديح وبكم هائل من المفردات الجميلة، واداب المخاطبة والثناء على الافكار، حتى بالامس وصلتني دعوة من قيادة القوات اللبنانية للمشاركة بالقداس الالهي عن روح الشهداء، وهم يعرفون مواقفي ويطالعون مقالاتي، ولا مرة قالوا عني ايراني او عميل لايران، لكنهم بما يتمتعون به من مراكز احصاءات دقيقة يميزون قيمة الاشخاص، ويعلمون اقله تاثيري في البيئة المسيحية كي لا نقول اكثر.سماحة الشيخ، ان من اهم عوامل انتصار المقاومة في حرب تموز 2006، ان غالبية وسائل الاعلام المحلية والعالمية، طيلة 33 يوما يبحثون عن شيعي واحد يقول لهم انه بسبب حسن نصرالله تدمر بيتا او قتلت عائلتي، 33 يوما والشيعة يقولون فداء صباط السيد، حتى ادرك العالم كله بانه لا يمكن هزيمة مقاومة بيئتها تحميها وتلتف حولها.سماحة الشيخ انا لا أفهم او اعرف بالامور والبرتوكالات الدينية او ما يجري معك ضمن المؤسسات الدينية، انا الان احدثك كياسر عودة، لاخبرك بانه عليك ان تتذكر ان المعارضة في البيئة المسحية او السنية وحتى الدرزية ليس لها تداعيات وجودية، وهي دليل صحة وعافية في هذه المجتمعات. انما المعارضة في البيئة الشيعية، فان تداعياتها وجودية، لانه يوجد اكثر من 50 دولة حول العالم تريد الانتقام من المقاومة، وفي مقدمتهم امريكا واخرهم بعض الدول العربية.وان كانت بعض الفصائل الاسلامية السينة المعادية لامريكا وجدت التعاطف السني معها فاني الشيعة لن يجدوا واحدا بالمائة من التعاطف من اي طائفة على مساحة الكرة الارضية.فاليهود ضدنا والمسيحيين مختلفين معنا بالسياسة، والسنة هناك الازمة السورية وتداعيات تاريخية وانظمة عربية تتهمنا بالانقلاب عليها.سماحة الشيخ دعنا نبحث بهدوء عن حلول للاخطاء التي تحصل ضمن الطائفة، وان نترفع عن الجراح ونعيش السلام الداخلي، والاطئمنان، نكمل رسالتنا في حماية الطائفة الى ان تتغير الظروف الاقليمية والعالمية، وان كان ابناء الطائفة لا يشعرون بوجودنا.والسلام…