مقالات

من جبل قاسيون إلى جبل العرب

..البعض بدأ يتحدث إلى السوريين وكأن دمشق حررت الشمال الشرقي وإدلب واستعادت صحة اقتصادها وكافة علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع العالم .

هكذا تتم قراءة الوقائع والمتغيرات من قبل هذا البعض وكأن دمشق أنهت الحرب تماما وأخذت بالتموضع النهائي إلا أن الحقيقة تقول هو أن دمشق تعبر فصلا من فصول الحرب وماتمر به يدعى ظرفا صنعته ثورة الكفر بنعمة سوريا وهو نتاج حرب غير عادية والسؤال الأهم يقول :من درس وعلم البعض أن قضية الشرف محصورة بالأمعاء فقط وليس بالعقل ؟! شعوب الخليج متخمة بالشبع إلا أنها متخمة بالذل والعار والخيانة ولم تستفدمن بطونها الممتلئة في العمل على إرسال رصاصة خلبية الى مقاوم في فلسطين ولا في إنجاب مفكر عربي ولا في صنع الكرامةأمام الفجور الأمريكي فقد قال التاجر والرئيس الأمريكي السابق ترامب طلبت اغتيال بشار الأسد إلاأنه قال لحكام الخليج إن مصيركم السقوط خلال أسبوع لولا الحماية الأمريكية ومن بعدها دفع السعودي إلى ابو ايفانكا أربعمائة مليار دولار .إن كانت الكرامة مقرونة بالأمعاء فقط فإن الكرامة الحق منفية من هذا العالم ..إن أحد أعظم أسباب ماوصلنا إليه ليس فقط كفر بعض القوم بنعمة سوريا لأننا أيضا لم نخضع لمن أخضع غالبية حكومات و شعوب العالم لدينه الجديد عبادة المال ..نحن السوريين لم نعرف سلطان باشا الأطرش قائدا قوميا عظيما إلاعندما كان قائدا للثورة السورية الكبرى وكان عمله الوطني متصل مع بقية القادة السوريين كانت السويداء في حينها خارج حدودها الجغرافية وليس داخلها كما يريد البعض اليوم .دواخل المدن لاتلد عظماء إن لم تكن رؤيتهم أبعد من حدود القرية والمدينة وهكذا كان سلطان باشا الأطرش يقود الثورة مع الشيخ صالح العلي في الساحل السوري كانت سوريا تلتحم مع هذه الرؤى ولم نتعرف على قديس الشهداء عصام زهر الدين إلا عندما كان يحارب جيش الظلام في بابا عمرو ويفك حصار الدمويين من حول دير الزور والسوريون معه من كل حدب وصوب..الطائفة لاتنجب متطرفين بل عدم فهم الدين ينجب طائفة لاتريد وطنا بل دويلة . لقد حاربنا كل هذه المدة من أجل أن لا نشاهد لبنان جديدا في سوريا ولاجنبلاط معتوه جديدا..إنه من الواجب عليك أن تثور وتلعن الدولة عندما لاتشاهد ابن اللاذقية يحارب على الحدود وفي حلب ودمشق وعندما لاتشاهد ابن حلب يحارب في اللاذقية ويجب عليك أن تثور عندما يشكر فيصل القاسم الدولة السورية هنا عليك أن تحارب كل مفصل من مفاصل الدولة وكل مسؤول فيها لا أن تغضب فقط ولكن عندما يشاهد فيصل القاسم طابور المحروقات في اصغر حارة دمشقية ولايلحظ آبار النفط التي يسرقها الاحتلال الأمريكي عليك أن تنتفض لأجل سوريا وليس لأجل رؤية فيصل القاسم و عندما يشاهد فيصل القاسم طابور الخبز ولايشاهد بحار القمح التي يحرقها أويسرقها الامريكي عليك أن تسأل ممن أنت غاضب وعلى من تثور؟! من حقك أن تنتفض عندما يستهدف العدو الصهيوني الجيش التركي الاخونجي ولايمس الجيش العربي السوري برصاصة واحدة عليك أن تنتفض عندما ترى الرئيس الأسد قد عاد من دمشق واستقر في اللاذقية وأقام دولة طائفية ثرية قوية لها ماتشاء عندها ممكن لك أن لاترفع راية طائفة بل أن ترفع رؤوس المسؤولين على الرماح لأنهم في حينها ليسوا مجرد فاسدين فقط بل أرباب الخيانة .الدولة تحاول فك قيود نتائج الحرب و تناجي السوريين أن يكونوا معها وليس عليها وعلى الرغم من هذا تجعل الأولوية في الكهرباء لمدينة محددة و يعلم البعض في السويداء أن الكهرباء لديه افضل من حمص وحلب والساحل ماهو موقفك الذهني عندما يكون استيعابك على حساب الآخرين ؟! ألا تجد أن الدولة تستعمل لغة الاحتواء ؟! لقد قامت الدولة بهذا لأنها تعلم مايخطط للسويداء وأخاطب هنا القلة القليلة والتي تكفر بكل الأحداث ولاتريد حتى ذكرها .. جميع السوريين يعانون كما تعاني السويداء وهل يعقل أننا نحن نفتقد لما لدى الآخر من رؤية لكي نصمت أمام ((الظلم)) ؟!.كنا نشتهي حرق صور فيصل القاسم الذي باع سوريا من أجل المال والذي كان فردا من مجموعة عملت على ايصال سوريا إلى ماهي عليه السويداء اليوم فمن كان يعمل في قناة (الصيدة فلتت) لم يكن يعمل لأجل سورية بل لأجل الصيدة الأمريكية .كنا نريد رؤية انتفاضة على عصابات الخطف والمعتدين على مراكز الدولة وكنا نشتهي أن يقول العقل كلمته وأن ننتفض في الشوارع ردا على القصف الصهيوني وعلى المحتل الأمريكي والتركي وليس ضد الدولة السورية التي استوعبت طلبات البعض ووافقت على دفاعهم عن مدينة فقط.كانت الدولة هنا تحارب التقسيم الخفي ولم يكن ضعفا منها البعض الذي رفض الدفاع خارج مدينته يطالب اليوم بمردود أرض محتلة أرض لم يدافع عنها فكيف لك أن تحصر دفاعك عن ارضك وانت تريد خيرات من كل ذرة تراب من أمتك التي رفضت أن تدافع عنها؟!تحمل راية الطائفة وتخرج إلى الشوارع فهل تريد ان تنتصر الطائفة على الدولة أم أن تكون معها ؟! نحن لم نسمح بإنتصار الوهابية والاخونجية لكي لانحمل رايات الطوائف فإن كانت ثورتك ضمن حدود الطائفة كان يجب أن يكون رزقك ضمن حدود الطائفة إذن لاترفع راية طائفة ثم تحدثني عما تريده من الأمة السورية..جميع رموز سوريا سطعوا في سماء سوريا واذهان كل سوري شريف لأنهم جميعا واجهوا عدوا واحدا فكيف اليوم لحال بني الأشراف اليوم عندما يقود أمتهم من انتصر على حرب فرضها أعداء لم يواجههم قائدا من قبل فمن يكفر بهذه الحقيقة هو من يتبع اللاعقلانية واللاواقعية .تريدون منا أن نكون مع واقعية أحداثكم وأنتم ترفضون استيعاب واقع وجود ثمانين بالمئة من ثروات سوريا مع الانفصالي الخائن بدعم الامريكي .تريدون منا أن نصدق أنكم على حق وأنتم لاترون من كافة المشهد سوى الدولة السورية مع خسف المشهد المتبقي وهو الأخطر تاثيرا في كل مايجري .

دولة استنزفت حتى آخر حبة قمح وآخر دولار لماذا قانون قيصر؟! ..دولة مزقت تمزيقا لماذا قيصر هل سأل عاقل لماذا ؟! هل من شجاع يمتلك شيئا من الحكمة والعقل أن يجيب ؟!…….

يامن أحمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى