«فض الاشتباك» الروسي الأميركي يترسخ وميليشيات الأخير تنفي تعاونها مع نظيرتها التركية
حلب – خالد زنكلو
الأحد, 13-08-2023
شهدت مناطق البادية السورية وشرق الفرات في الآونة الأخيرة تطورات خطيرة لجهة زيادة الاعتداءات الإرهابية على نقاط الجيش العربي السوري أدت إلى استشهاد ما يزيد على ٢٣ عسكرياً وجرح عدد آخر، الأمر الذي يضع العديد من إشارات الاستفهام حول جدوى ما يسمى بقوات التحالف التي تقودها واشنطن والتي تأخذ من وجود التنظيم الإرهابي ذريعة لاحتلال الأراضي السورية، وإن كانت هذه القوات تدعم التنظيم أم تحاربه؟!وعلى الصعيد السياسي ونتيجة الحوارات غير المعلنة والتي تظهر نتائجها تباعاً، هناك مؤشرات قد تؤدي إلى خفض تصعيد وانفراج في تحركات الاحتلال الأميركي، الذي يتخذ من تلك المناطق قواعد عسكرية غير شرعية له، لجهة الكف عن معزوفة إغلاق الحدود السورية العراقية عبر عملية عسكرية بمشاركة ميليشياته للسيطرة على مدينة البوكمال ومعبر القائم فيها، وهو الوحيد الذي يربط سورية بالعراق براً.والمتتبع للتطورات في تلك المناطق وانعكاسات التفاهمات الإقليمية والدولية حولها، يدرك حقيقة الغلو في إطلاق تصريحات إعلامية وتكهنات لا ترقى لحقيقة مصالح الدول الفاعلة على الأرض والساعية لحل المشكلات فيما بينها عبر الحوار أو خفض تصعيد تحركاتها على الأرض، للحيلولة دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة، قد تنعكس على الإقليم بمجمله.ورجحت مصادر مراقبة للوضع الميداني شرق وشمال شرق سورية، تضاؤل فرص الصدام العسكري في تلك المناطق مع توصل إدارة الرئيس الأميركي إلى قناعة بعدم جدوى أي عمل عسكري يغير خريطة السيطرة، ما دامت المفاوضات وسيلة مناسبة وناجعة للتوصل إلى «تفاهمات» ترسخ الاستقرار فيها بغية، كما يزعمون، التفرغ لقتال فلول تنظيم «داعش» الإرهابي، وهي الذريعة التي تتخذ منها واشنطن حصان طروادة لإبقاء قوات احتلالها في سورية.وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن الاحتلال الأميركي بتبنيه وتدريبه لمسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي وتوفير مظلة حماية لهم داخل «منطقة الـ٥٥ كم» في محيط قاعدته غير الشرعية في التنف، يحقق مآربه الاجرامية من خلال مد التنظيم بسبل البقاء ومحاربة الجيش العربي السوري في البادية السورية مترامية الأطراف، وهو ما حدث فجر الأربعاء الماضي بهجوم الإرهابيين على نقطة تفتيش للجيش السوري شرق مدينة الرقة ثم نصب كمين لباص مبيت أول من أمس قرب الميادين شرقي دير الزور أدى لاستشهاد كوكبة من جنود الجيش السوري، وكان الرد سريعاً من خلال غارات نفذها سلاح الجو السوري والروسي أدت حسب معلومات من مصادر معارضة إلى مقتل عدد من إرهابيي التنظيم.وأضافت المصادر: إن ثلاثة عوامل برزت أخيراً، قد تحول دون مضي الاحتلال الأميركي في تحريك ميليشياته من قواعده شرق نهر الفرات ومن منطقة التنف عند مثلت الحدود السوري مع الأردن والعراق، باتجاه البوكمال، ما ينزع فتيل أي مواجهة محتملة مع الجيش العربي السوري وحلفائه الذين استعدوا جيداً لكل السيناريوهات التي تحاك ضدهم.وأضافت: أول عامل يتمثل في التهدئة غير المعلنة منذ نحو أسبوعين بين قوات الجو الروسية والأميركية في مناطق التنف وشرق الفرات، إذ لم تسجل خروقات كبيرة ومتكررة لاتفاق «منع التصادم» في سماء تلك المناطق، كما هي عليه الحال في الشهرين الأخيرين، الأمر الذي يعزز صمود قواعد «فض الاشتباك» واستمرار التواصل بين المسؤولين العسكريين للدولتين العظميين ويمنع تواصل الاستفزازات والتهم المتبادلة بين قواتنا الجوية.أما العامل الثاني، وفق المصادر، فتجسد في نفي متزعم ميليشيا «جيش سورية الحرة»، والتي كانت تعرف سابقاً بـ«جيش مغاوير الثورة» ومنوط بها حماية قاعدة الاحتلال الأميركي في التنف، المدعو محمد فريد الجاسم وفي تصريح لوسيلة إعلام معارضة، التقارير التي تحدثت عن نية مسلحي ما يسمى «الجيش الوطني»، التابع للإدارة التركية، إرسال مقاتلين إلى قاعدة الاحتلال الأميركي في التنف لتلقي تدريبات بغية المشاركة في المعركة المزعومة نحو البوكمال، كذلك الأنباء المتداولة حول نقل قوات الاحتلال مسلحين من «جيش سورية الحرة» إلى قاعدتي حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز، بهدف التدريب في مناطق هيمنة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في أرياف محافظة دير الزور.وبرزت أول من أمس تكهنات ايجابية نتجت عن «الاتفاق المبدئي» بين طهران وواشنطن، والقاضي بإطلاق محتجزين أميركيين في إيران مقابل تحرير مليارات الدولارات الإيرانية المجمدة في بنوك كوريا الجنوبية، وأطلق ذلك العنان لصحف أميركية مرموقة تحدثت عن «صفقة أوسع» ستلي ذلك، أو ربما جرى التوافق بشأن «تفاهماتها»، تتعلق بعض بنودها بخفض توترات البلدين في المناطق المحتلة من الجيش الأميركي في سورية، وفق تصريحات المصادر