منوعات

إلى متى يستمر الحر ؟

الفترة الحالية تسمى أربعينية الصيف التي تبدأ من 21 حزيران وتنتهي مع نهاية تموز وهي الفترة الأقسى خلال السنة من حيث ارتفاع الحرارة وسيطرة الضغوط الجوية الحارة، والمتمثلة بشكل رئيسي في الضغط المنخفض الموسمي الهندي في الطبقات السطحية، والضغط المرتفع شبه المداري في طبقات الجو العليا، ينضم إليهما امتداد متفاوت لمرتفع آزور من المحيط اأطلسي الذي يمنع تماما المنخفضات خلال الصيف، وإن حدث بعض الهطولات فهي تتركز في شهر آب بسبب عبور المنخفض الهندي للمياه الواقعة بين قبرص وسورية مما يحدث هطولات صيفية أحيانا كانت غزيرة في بعض السنوات واقتصرت في سنوات أخرى على جو غائم.
الضغوط الحارة الهندية والمدارية تتراكب فوق بعضها لتعطي جوا حارا جدا في الساحل بسبب الرطوبة والتبخر من البحر القريب لذا يكون الشعور بالحرارة أعلى من الواقع وهذا قد يتغير للأسوأ كلما اشتدت الحرارة، بينما تكون الحرارة أعلى في الداخل بدون ارتفاع إضافي بسبب عدم وجود رطوبة مرتفعة لذا يكون الجو حارا مرهقا في الساحل وحارا جافا في الداخل.
في الأول من آب تبدأ خمسينية الصيف (هي 52 يوما في الحقيقة ولكن سميت خمسينية) وتنتهي في 22 أيلول وهي تقسم إلى أربعة سعودات ليس لها نفس شهرة سعودات فصل الشتاء، مدة كل سعد منها 12.5 يوما وهي..
سعد اليباس: في الأول من آب حتى منتصف اليوم 13 منه ويتضمن عيد التجلي في 6 آب.
سعد الشوب : من منتصف 13 آب وحتى 25 منه.
سعد اللهاب: ويبدأ من منتصف 25 آب وفيه يبدأ موسم قطاف الجوز (عيد الجوزة 28 آب. 
سعد الخبايا: ويبدأ في 10 أيلول حيث يبدأ الندى في التشكل صباحا على أوراق النباتات.
يبدو تراجع درجة الحرارة في شهر آب أكثر وضوحا في الداخل السوري الذي يعد فيه شهر تموز هو الأعلى حرارة، بينما يكون شهر آب رطبا في الساحل بسبب تأخر تسخن مياه البحر مقارنة بالمناطق البرية الداخلية ، لهذا لا يظهر تأثير الارتفاع الأكبر لدرجة الحرارة إلا في شهر آب في المناطق الساحلية، من 19 آب تبدأ الأرض بخسارة كميات حرارة أكثر مما تكسب كما يحدث حاليا من كسب حراري، ومن بعد هذا التاريخ تبدأ حرارة الليل بالاعتدال والانخفاض قليلا ولكن النهار يبقى حارا وتبقى دائما الفرص متاحة لارتفاع الحرارة وحصول موجات من الحر خلال شهر أيلول.
وبعد 20 آب نبدأ بالشعور بأن الليل أصبح لطيفا نوعا ما. وهي الفترة التي كان قد لاحظها القدماء والأخوة المسيحيون، أنه بعد 6 آب شرقي و 19 آب غربي الذي يصادف عيد التجلي وظهور السيد المسيح ويبدأ التراجع الحراري بعدها يأخذ بالوضوح وقالوا فيه (في عيد التجلي قولوا للصيف ولّي).

قسم الجغرافية- جامعة تشرين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى