شعب يأبى اليأس …يحب الحياة
بات الحديث عن التفاؤل في ظل ما وصلت إليه الحالة المعيشية المزرية لأغلب السوريين خيانة للمنطق والعقل ،واحتقار لمشاعر الأسر منتاهية الفقر والعوز .
نحن ندرك حجم التحديات التي تواجه سورية .كما نعي الأخطار الجسام التي واجهتنا وتواجهنا الآن منها السياسي المتعلقة بالخيارات الوطنية والانسانية ومنها الاقتصادي وفرض سياسية التجفيف المتدرج بثبات لمقومات استمرار الحياة من حوامل الطاقة شريان أي اقتصاد وتنمية الى اقفال طرق البر والبحر والجو أمام حركة المستوردات السورية .الى مراقبة لحظية لحركة انتقال وتحويل الاموال بالعملات الصعبة عبر نظام التحويل الغربي.الأمريكي الوحيد بالعالم حتى الآن(سويفت).
مما خلق فجوة بدأت تبتلع مدخرات السوريين ولاحقا السوريين أنفسهم .
وأمام استمرار الحرب علينا وتوحشها يتطلع السوريين الى معجزة لانقاذهم او انقاذ ماتبقى منهم .صحيح أن زمن المعجزات انتهى منذ 1400 سنة لكن الصحيح أيضا ان استمرار الحياة في ظل مايمر به الشعب السوري الصابر اليائس المحتسب هو بحد ذاته معجزة.
كثيرون نقدوني بل وبعضهم شتمني وأساء لي سواء على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ام عبر تبادل وجهات النظر مع المعارف والاصدقاء عندما كنت أردد دائما وفي كل مقابلة تلفزيونية أو اذاعية أو عبر صفحتي على الانترنيت أو في محاضراتي ولقاءاتي الميدانية أنني متفائل رغم ألمي ووجعي وجوعي .ومازلت رغم كل مايجري متمسك برأيي وقناعتي حتى بعد ان فقدت معظم ما جنيته بخمسين سنة.
وإنا لمنتظرون.
بسم الله الرحمن الرحيم
(إن مع العسر يسر.إن مع العسر يسر)
صدق الله العظيم
هذه الموجة العملاقة المستمرة بتدفقها( موجة الغلاء والفقر والجوع) التي لم تترك لنا مجالا للتفكير بل أخذتنا الى حيث ماتريد وترغب هي لابد أن تتلاشى وتتكسر في النهاية .صحيح الثمن باهظ وباهظ جدا لكنه قدرنا .ولانملك ارادة تغيير القدر .لكننا نملك ارادة الحياة.ومن يملك ارادة الحياة قادرا على كسب قدره لا بل وحتى تغييره بما لايتعارض ولا يتناقض مع الارادة الالهية.
برهان شعبان