الأسباب الرئيسية لضياع لبنان هي سياسة ساسته وإزدواجية إنتماءآتهم الحقيقية
كَتَبَ إسماعيل النجار ،
لبنان دَولَة مُرَكَّبَة من مجموعة كيانات وتناقضات كدرَّاجة عجلاتها من الصين، وهيكلها من فرنسا، ومقودها من أميركا، وسائقها لبناني،
سياسيوا لبنان جميعهم إلَّا ما نَدَر منهم من حَمَلَة الجنسيتين اللبنانية والأجنبية،
يتولون مناصبهم لأنهم حاملي الهوية اللبنانية، وأثناء تولِّيهم المنصب يقدمون خدماتهم للهوية الأجنبية،
إنهم كالمُنتَج اللبناني المصنوع بآلة إيطالية او ألمانية،
سياسيينا في لبنان يشبهون الصناعه الوطنيه بالآلات الأجنبيه،
على الاقل إصنعوا الآلة وطنياً واصنعوا بها منتوج وطني ليكون المُنتَج لبنانياً خالصاً بإمتياز وليس نصف لبناني.
الغريب أن القَيمين على البلاد لم يضعوا آليه تنظم ترشيح الأشخاص للمناصب الرفيعه بموجب قانون يمنع حَملَة الجنسيتين من الترَشُح لمنصب رسمي إلا إذا تخلى عن الثانية، والتوجُه نحو الترشيح على أساس الإختصاص والخبرة والكفاءَة،
فإذاً السياسيين اللبنانيين ولادة وطنيه وصناعه خارجيه فكيف سنثق بأدائهم ووفائهم للوطن؟
ثلاثة عوامل مهمة أثرت على سير السياسة الداخليه للبلاد.
1_©تغليب المصلحه الشخصية لأصحاب المناصب على مصلحة البلاد والشعب،
2_©الإرتباط بالخارج للحفاظ على هذه المصالح الشخصية وحمايتها وحماية أنفسهم،
3_©إنعدام الثقه بين اللبنانيين بسبب طغيان الطائفيه والمذهبيه والتِبَعيَّة،
{هذه النقاط الثلاث هيَ أساس البلاء والفساد والدمار في وطن الأرز،
طيلة عمر لبنان الكبير منذ عام ١٩٤٣ إستقوَى فريق من اللبنانيين بالخارج على شركائه في الوطن، ومَرٍَّت البلاد بفترة زمنية كبيرة كانَت محكومة فيها من المارونية السياسية وكانَت الطوائف الأُخرىَ جميعها صفر عالشمال،
فوقعنا بأخطاء كثيرة لم نعمل على تفاديها أو إصلاحها ولم نستَفِد منها،
عندما نَمَت قدرات الأحزاب والطوائف وأصبحت المارونية السياسية شيء من الماضي وخصوصاً بعد الحرب الأهليه، أصبحَ لبنان يعيش عصر المقاومة التي اعتبرها الفريق الإنعزالي عدواً لدوداً له فدعا إلى عزلها وتجريدها من قوتها،
هذه المقاومة العسكرية البطَلَة إن كانت في لبنان أم في فلسطين هيَ التي حَرَّكَت المياه الراكدة في بحيرة العالم المتشدِّق في صون الحريات وحمايتها، وفرضت بالقوة المسلحة وليس بالمفاوضات على القِوَىَ الكبرىَ الإلتفات إلى فلسطين ولبنان بعدما كانت ملفاتهم في أعماق أدراجها السوداء المظلمة، مفاوضات اوسلو دفنت القضية الفلسطينية، والذي أنقذ فلسطين هي البندقية، وشكاوي لبنان ضد إسرائيل على إعتداءآتها لمجلس الأمن تشبه البكاء أمام حائط المبكَىَ،
المقاومة البطلة قالت كلمتها في لبنان وفلسطين وكل المنطقة العربية وكانت شريك في رسم معالم العالم الجديد الذي يُكتَب ميثاقه بالدم،
لَم تَعُد حركات المقاومة أمراً عابراً في العالم العربي،
بل أصبحت القلق الكبير البالغ الأهمية بالنسبة لأمريكا وإسرائيل،
في لبنان المقاومة رقم صعب وقُوَّة أوقفت العدو الصهيوني على رجل ونصف، وهزمت الإرهاب واستعادت الأرض وحَمَت الثروة،
ومع ذلك يجتمع نصف اللبنانيين ضمن دائرة العداء لها من دون مبرر إلَّا خدمةً لإسرائيل،
العالم بأسره اعترف بهذه المقاومة ويحسب لها الف ألف حساب إلا الإنعزاليين ومَن يقف خلفهم،
اللبنانيين بعيدين كل البُعد عن فهم المتغيرات الدولية الكُبرَىَ، ولم يتعظوا بعد مِما حصَلَ ويحصل في أوكرانيا ولم يُدرِكوا بعد أن إيران أصبحت قُوَّة عُظمَىَ تمُد دوَل عُظمىَ أخرى كروسيا والصين بالتكنولوجيا والسلاح!
علينا كلبنانيين أن نقرر ماذا نريد ونُحَدِّد جغرافيتنا وقِبلَتنا السياسية، أو ان نحدد موقعنا الجيوسياسي في العالم الجديد الذي تُرسَم معالمه بدءً من فلسطين إلى اوكرانيا،
لبنان ومنذ ولادته يسير وفق خط سير الرياح الدولية دون أي اعتراض أو عرض بديل وطني،
أما اليوم الظروف تختلف سياسياً وعسكرياً وأمامنا فرصه ذهبيه لكي نختار ماذا نكون؟ أسياداً أم عبيد،
وللذين يتباكون على تعطيل إنتخاب رئيس للجمهورية نسألهم ماذا أنجز لنا جميعاً عهد ميشال عون؟
ألم يكُن عهده يشبه هذا الفراغ الذي نعيشه اليوم؟،
البلاد تعاني من الحصار والإفقار والتجويع من قِبَل أميركا،
وإسرائيل تشن حملة إستغلال الظروف المعيشية لتقوم بإصطياد المحتاجين وضعفاء النفوس لتجنيدهم لصالح استخباراتها، وهي تسعى خلف أشخاص من الطائفه الشيعيه وفلسطينيين لتجنيدهم لأنهم يقدمون خدمات أفضل من غيرهم داخل بيئتهم التي يتجولون داخلها بحرية،
ولكن العنصر المسيحي أو أي عنصر من المذاهب الأخرى لن يكون هدف ذات أولوية بالنسبة للموساد لأنه لن يتمكن من دخول المخيمات الفلسطينية او أحياء البيئة الشيعية لتقديم خدمات أفضل للعدو،
في الخلاصه وطننا مُستَهدف ولا مجال للخلاص إلَّا بإصلاح أصل النظام السياسي والتمدد إلى الفروع حينها يصبح لدينا دولة ننتصر من خلالها على التفرقة.
بيروت في…
30/6/2023