السياسة الأميركية في غرب آسيا لَم تَتغيَّر إملاءآت سياسية وضغوطات ومحاولات إخضاع لدُوَل عِدَّة لإخفاء تراجع نفوذها وإنحسار دورها في المنطقة
كَتَبَ إسماعيل النجار
،
هِيَ هِيَ سياسة العنجهية الأميركية لَم تتَغيَّر في منطقتنا، ولا زالت واشنطن تُمارس دور الراعي والكرَّاز والكلب معاً!
رغم ضعف موقفها السياسي والعسكري في المنطقة نتيجة تنامي نفوذ قِوَىَ أساسية فيها كإيران وحُلفائها، وضَجَر حلفائها من كثرة متطلباتها وتوريطهم فيما لا يستطيعون تحمُل عواقبه،
إلَّا أنها لا زالت تُفكِر بعقل الحاكم بأمر الله الذي لا منافس له،
ألحرب الروسية الأوكرانية التي شَغَلَت واشنطن والعالم أَجمَع أجبرت هذه القوة العُظمَىَ على إشاحة وجهها عن جُل ما يجري في منطقة الخليج وحوله، ودفعت بحلفائها لتبريد الجبهات حتى لا تشتعل أي جبهة غير محسوب حسابها وتخرج الأمور عن السيطرة فتتدحرَج كرَة النار في الوقت الذي تضع فيه كل ثقلها في دعم أوكرانيا من أجل هزيمة القيصر الروسي فلاديمير بوتين،
هيَ أعطت إشارة تبريد الجبهات وليس الذهاب إلى تسويات لكن مصالح الدُوَل المتناحرة كانت أكبر من أن تفرض ألولايات المتحدة رأيها وقرارها، فسلكَت المملكة العربية السعودية طريق المصالحات مع إيران وسوريا، وأرسلت إشارات تهدئه لليَمن، وطَيَّبَت خاطر حزب الله في بيان القِمَة العربية التي إنعقدَت في جَدَّة، وقررت بناء تحالف عسكري بحري مع إيران،
فاستشاطت الإدارة الأميركية غضباً وارسلت رسولها إلى السعودية ليسلمهم خارطة طريق طويلة لا تمر من دمشق ولا من طهران وتحاول من خلالها فرض إرادتها وهيمنتها على شعوب المنطقة بالتهويل المعروف مسبقاً وبشراكة عسكرية بحرية إسرائيلية،
على كل حال السعودية واحدة من الدُوَل المعنية بإدارة الصراع في منطقتنا وهي تعرف حجم قدرتها على تحمُل الضغوطات الأميركية وستحين الساعه التي تحسم فيها أمرها، ولا أحد يعتقد أن بن سلمان سيقبل أن يُشكِل رافعه للأميركي بسبب الكلفه الباهظه لذلك،
واشنطن التي تَدَعي أنها تطارد تشكيلات داعش تلقت ضربة بالأمس عبر اسقاط مروحية لها وإصابة ٢٢ جندي جُلُّهُم بحال الخطر، والحبل عالجرار وهذا سيكون أول غيث العاصفه القادمة على القوات الأميركية في سوريا والعراق، الظروف تغيَرَت والزمن الذي كانت تفرض فيه اميركا ما تريد وَلَّىَ إلى غير رجعه.
بيروت في…
14/6/2023