التوتر يشتعل بين الصين وأمريكا..
حادث جديد في مضيق تايوان يُعيد لغتي التهديد والتصعيد لتتصدر المشهد.. بكين تحذر من تحالفات “خطيرة” في آسيا والهادئ والبنتاغون يُندد
واشنطن- (أ ف ب) – اتهمت البحرية الأميركية السبت سفينة صينية بالقيام بتحركات “خطيرة” حول مدمرة أميركية في مضيق تايوان بعد أقل من عشرة أيام على وقوع حادث جوي بين البلدين في المنطقة.
وقالت القيادة الأميركية في بيان إن السفينة الصينية “قامت بمناورات خطيرة بالقرب من تشونغ هون” المدمرة الأميركية التي كانت تبحر في المضيق السبت.
وأضاف البيان أن السفينة الصينية “تجاوزت تشونغ هون من الجانب الأيسر ثم اعترضت طريقها على بعد 150 مترا”، موضحا أن المدمرة “تابعت مسارها وأبطأت إلى سرعة عشر عقد لتجنب اصطدام”.
وتابع أن السفينة الصينية “مرت مجددا أمام مقدمة تشونغ هون من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر على بعد ألفي متر” وواصلت الإبحار إلى جانب المدمرة الأميركية التي اقتربت منها إلى مسافة تبعد عنها أقل من 150 مترا.
ووقع هذا الحادث عندما كانت السفينة “يو إس إس تشونغ هون” وهي مدمرة من نوع إيجيس تابعة للأسطول الأميركي في المحيط الهادئ، تبحر إلى جانب السفينة الكندية “إتش إم سي إس مونتريال” في مضيق تايوان الذي يبلغ عرضه 180 كيلومترا ويفصل الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي عن الصين القارية.
وقال الجيش الصيني إنه راقب مرور السفينتين لكنه لم يذكر أي حوادث. وصرح المتحدث باسم القيادة الشرقية للصين الكولونيل شي يي إن “الدول المعنية تختلق عمدا مشاكل في مضيق تايوان وتتعمد تأجيج المخاطر وتقوض بخبث السلام والاستقرار الإقليميين”.
وتعبر السفن أميركية باستمرار مضيق تايوان لكن نادراً ما ترافقها سفن تابعة للحلفاء. ويعود آخر مرور لسفن أميركية وكندية معا إلى أيلول/سبتمبر الماضي.
وتثير هذه التحركات غضب الصين التي تعتبر تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها وتؤكد أنها تمتلك حقوقا سيادية في المضيق.
وهذا الحادث هو الثاني بين الولايات المتحدة والصين في المنطقة خلال أقل من عشرة أيام.
فقد صرح عسكريون أميركيون في 26 أيار/مايو أن طيارا صينيا قام ب”مناورة عدوانية غير مبررة” بالقرب من طائرة استطلاع أميركية كانت تحلق فوق بحر الصين الجنوبي.
وصرح متحدث عسكري صيني حينذاك أن الطائرة الأميركية “اقتحمت عمدا” منطقة تدريب في الصين “للقيام بعمليات استطلاع”.
هذا وحذر وزير الدفاع الصيني لي شانغفو الأحد من إقامة تحالفات عسكرية “شبيهة بحلف شمال الأطلسي” في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، قائلا إنها ستغرق المنطقة في “زوبعة” من الصراعات.
وخلال مؤتمر حول الأمن ينظم في إطار حوار شانغريلا في سنغافورة قال لي إن “المحاولات الهادفة إلى تعزيز (تحالفات) شبيهة بحلف شمال الأطلسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي وسيلة لاختطاف دول المنطقة وتضخيم الصراعات والمواجهات، الأمر الذي لن يؤدي سوى إلى إغراق منطقة آسيا والمحيط الهادئ في زوبعة من النزاعات والصراعات”.
أضاف “منطقة آسيا والمحيط الهادئ اليوم تحتاج إلى تعاون مفتوح وشامل وليس إلى تجمع في مجموعات صغيرة. يجب ألا ننسى الكوارث الخطيرة التي سببتها الحربان العالميتان لشعوب كل البلدان، ويجب ألا نسمح لهذا التاريخ المأسوي بأن يعيد نفسه”.
ولم يذكر لي أي دولة بالاسم لكن تصريحاته تستهدف في شكل ضمني الولايات المتحدة التي عززت تحالفاتها وشراكاتها في المنطقة لمواجهة نفوذ بكين.
بدوره نددت وزارة الدفاع الأميركية الأحد بالتصرفات “الخطرة بشكل متزايد” للجيش الصيني في آسيا، بعد حادثتين بين قوات البلدين في الأيام الأخيرة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر الذي يحضر مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مؤتمرا أمنيا في سنغافورة “ما زلنا نشعر بقلق إزاء الأنشطة الخطرة والإكراهية بشكل متزايد لجيش التحرير الشعبي في المنطقة، بما في ذلك خلال الأيام الأخيرة”.