هل سيخرج اردوغان من سورية والعراق؟
الكاتب الاردني : فؤاد دبور
تعتبر تركيا دولة مجاورة لسورية والعراق مثلما تصل بين دول المنطقة والدول الأوروبية ودول أخرى في شرق أسيا ويعتبر جزءا من أراضيها أوروبيا مما جعلها تتجه نحو أوروبا بعيدا عن دول المنطقة مثلما اختارت سياسات مؤيدة للغرب حيث انضمت إلى حلف شمال الأطلسي عام 1951م. وفتحت أراضيها لقواعد عسكرية أمريكية، ولا تزال، هذه القواعد التابعة لحلف الاطلسي موجودة. ومنذ أن واجهت الدولة السورية مؤامرة دولية شكلت، تركيا قاعدتها ومحركها الأساسي. ضد هذا القطر العربي الذي فتح أرضه وتجارته لتركيا وعمل جاهدا على اعتماد سياسة حسن الجوار مع الدولة التركية وتمت مواجهة هذه المواقف بالجحود والتنكر فدعمت الإرهاب والإرهابيين الذين استهدفوا، ويستهدفون، سورية تدريبا وتسليحا وجعلت من أرضها أيضا ممرا لهم، كما شكلت لهم الحماية في الارض السورية العربية المحتلة في محافظة ادلب وحلب وشرق الفرات. ان النظام التركي بقيادته المتجددة كانت داعمة للعصابات الارهابية واقدمت على احتلال اراض سورية ولا يزال احتلالها قائما.
وقد اتخذت هذه المواقف وانتهجت هذه السياسات انطلاقا من أطماعها التوسعية ونظرتها الاستعلائية حيث تتطلع حكومة اردوغان وأهمه بأنها ستعود مرة أخرى لاستعمار العرب وإقامة الدولة العثمانية.
ونظرا لهذه السياسات فقد ساءت علاقاتها مع دول الجوار العربية وبخاصة سورية والعراق، سيما وانها حاولت، وتحاول، الاستفادة من موقعها لتقوم بدور الدولة الإقليمية العظمى مما جعل الهوة تتسع وتزداد مع العرب والمسلمين، ووصلت هذه الهوة العدائية بين حكومة اردوغان والأمة العربية بجماهيرها المخلصة للأمة عندما اتبعت سياسة العدوان وانخرطت في المؤامرة الكونية البشعة التي تستهدف سورية العربية وقد أوصلت سياسات حكومة اردوغان المنطقة بأسرها إلى حافة حرب مدمرة أدركت جماهير شعبية في الدولة التركية ابعادها الكارثية مما دفعها إلى مواجهة سياسات اردوغان المتحالفة مع الكيان الصهيوني والمعادية للأمة العربية والإسلامية، خاصة بعد أن فشل رهان الحكومة التركية على إسقاط الدولة السورية رغم كل ما قدمته، وما تقدمه، من دعم وإسناد للإرهاب الذي يستهدف سورية متعاونة بذلك مع مجموعات مجرمة تطلق على نفسها “المعارضة السورية”.
وبالطبع لا بد لنا وان نتوقف عند بعض الأسباب التي جعلت الدول الغربية والحركة الصهيونية وحكومة اردوغان تناصب سورية العداء وتعمل على تقويض الدولة السورية والتي يأتي في مقدمتها موقف الدولة السورية ممثلة بقيادتها وشعبها المعادي للمشاريع الأمريكية – الصهيونية التي تستهدف الأمة العربية في وحدة أقطارها وسيادتها وثرواتها مثلما تستهدف تصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني.
سورية دولة مقاومة، تقاوم وتدعم المقاومين، مما جعل الجهات المعادية للأمة تشن عدواناً إجرامياً بشعاً على شعبها ومؤسساتها وتاريخها الحضاري. لكن سورية قاومت هذا العدوان وصمدت بسبب وحدة شعبها وحكمة وشجاعة قيادتها ودعم الأشقاء المخلصين وإيران وروسيا والصين والعديد من دول العالم الحرة في أمريكا اللاتينية، مثلما هدفت الحكومة التركية عبر انخراطها في العدوان على سورية إلى تحقيق دور قيادي تتحكم من خلاله، أو تكون شريكة، بثروات المنطقة النفطية والغاز.
والان وبعد ان تم انتخاب اردوغان للمرة الثالثة رئيسا للدولة التركية هل يمكن ان يتبع سياسة ايجابية تجاه سورية والعراق ويخرج قواته المحتلة من الشمال السوري وكذلك من شمال العراق؟ وهل ينتهج اردوغان سياسة حسن الجوار مع دولتين عربيتين جارتين طالما تعاملت مع تركيا وشعبها بحسن الجوار؟ ام سوف يستمر نهج اردوغان بدوافعه السياسية المتمثلة في ابعاد واهداف العدوان المتعدد الاشكال على سورية العربية، الدولة المقاومة وكذلك على شمال الدولة العراقية؟
ولا بد لنا وان نؤكد على ان سورية ستحرر ارضها من كل محتل صهيونيا كان ام امريكيا ام تركيا، وكذلك فإن العراق سيبقى يواجه سياسة العدوان والاحتلال في شماله وان مستقبل الامة العربية في كل اقطارها بالتعاون والتضامن ومواجهة العدوان أينما كان.
فـــــــــــؤاد دبــــــــــــور
31/5/2023