لماذا لا تصطدم الدُوَل الكُبرىَ مع بعضها البعض بشكلٍ مُباشر بَدَل أن يتقاتلوا بِنا؟
كَتَبَ إسماعيل النجار
هُوَ سؤالٌ كبير كثيراً ما يسألهُ الفقراء والضعفاء لماذا دائماً نحنُ دائماً مَن يدفع الثمن ونحنُ الضحية؟ فلا أحَد يجيب عليه!
فعندما تحتاج دولة كُبرى كأميركا قُوَّة عسكرية أو شعبيه لتجابه بها دولَة أُخرَىَ مثل روسيا، دائماً ما تكون الدُوَل الصغيرة التابعه لها هيَ الضحيَّة والسيف الذي تقاتل بهِ،
أيضاً الدولَة الكُبرى الأخرى العَدُوَة لأمريكا على الضفة المقابلة تفعل نفس الشيء فتقوم بتجنيد حلفاء لها يقومون بواجب الدفاع عن مصالحها ويقاتلون نيابةً عنها،
الأمثِلَة كثيرة في هذا المضمار ومن بينها،،،
الكيان الصهيوني المصطنع الذي يضم ما يقارب ٧ ملايين مستوطن يهودي جاءوا بهم من كل أصقاع الأرض إلى فلسطين التي احتلوها ليدافعوا عن مصالح أميركا والغرب ويلعبو دَور الفزاعة لكامل المحيط العربي الذي يُشَكُلُ إحتياط العالم الأول من الثروةِ المعدنية والنفط الخام والغاز،
إنصاع العرب لأمريكا وبريطانيا وفرنسا لأكثر من مِئَة عام بين جبانٍ ومُتخاذِلٍ وعميل، ومَن امتلكَ منهم شجاعة أن يقَول لها ولإسرائيل كلمة “لآ” سُلِّطَوا عليه الإرهاب بكل أشكالهِ العربية والإسلامية،
لأن الدُوَل الغربية الكُبرَىَ تلك تمتلك مفاتيح أسرار الإسلام وتعرف نقاط الخلاف والإلتقاء فيه وتحفظها عن ظهر قلب،
من هذا المنطلق أصبح العداء الديني والمذهبي الذي صنعوه لنا هو مفتاح الحَلول لمشكلهم معنا والسلاح الأمضىَ الذي يقاتلوننا ويُضعفوننا به، أمريكا وإسرائيل والأوروپيين، الذين صنعوا تنظيم القاعدة وثُمَّ داعش وجبهة النُصرَىَ وغيرها من المنظمات الإرهابية المجرمة تحت مُسمياتٍ عِدَّة وشعارهم لا إله إلا الله محمد رسول الله وتسببوا بدمار نصف العالم العربي والإسلامي المناوئ للسياسات الأميركية والكيان الصهيوني الغاصب،
تساند هذه المنظمات في حربها ضد قِوَىَ المقاومة وزارة الخزانة الأميركية التي تُصدر قرارات العقوبات بِمَن تجرَّأ ورفضَ أو عارضَ سياساتهم الخبيثة واللئيمة،
إذاً أميركا حاربتنا بإسرائيل ودافعت عنها بالتنظيمات الإرهابية وتحت راية لا إله إلا الله وبالمال العربي منظمات تَدَّعي الجهاد في سبيل الله لم تطلق رصاصة واحدة على جندي صهيوني،
أي قاتلتنا أميركا بديننا الذي حَرَّفوه وبأبناء جِلدَتنا الذين من المفترض أنهم إخوتنا،
اليوم إختلفت الظروف السياسية والأمنية والعسكرية بتنامي وتصاعد نجم قِوَىَ المقاومة في المنطقة المدعومة بشكلٍ رئيسي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية،
وبإختلاف أوكرانيا وروسيا بعد محاولة الناتو تجاوز الخطوط الحمراء المرسومة أمامه من موسكو، تحوُلت الخلافات السياسية بينهما إلى صراعٍ مُسلح عنيف بتخطيطٍ وإرادة وإدارة أميركية بهدف إستنزاف روسيا وأوروپا وإضعافهم جميعاً،
تورطَت القارة العجوز بِرُمَّتِها في الصراع عبر تأييد كييڨ في هذه الحرب ضد القيصر وتقديم الدعم المادي واللوجستي والعسكري لكييڨ بشكلٍ علني وواضح،
فأصبحت روسيا موجودة مباشرةً على الأرض تخوض بجيشها أكبر معركة وجود بعد الحرب العالمية الثانية، في مواجهة الناتو بكامل أعضائه لكن بوجهٍ أوكراني يقودهُ المُهرِج “فلوديمير” “زيلينسكي”.
الحرب الطاحنة بينهما دخلت عامها الثاني وتقترب رويداً رويداً من أطراف أوروپا الشماليه والغربية،
بيلَّا روسيا الجارة الحليف لموسكو أعلنت دخول الحرب من دون أن تُطلق أي طلقة من داخل أراضيها، لكنها أصبحت تُشكِلُ تهديداً كبيراً لبولندا وأوروپا بعد السماح بإنتشار الأسلحة النووية الروسية على أراضيها،
لذلك أنَّ أي إنزلاق لهآذين البلدين نحو الحرب بصدامٍ مباشر قد يُشرِك دُولاً أخرىَ قد تصل إلى حد إشتعال حربٍ عالميه ثالثة يُستخدَم فيها كل أنواع السلاح وتُكسَر فيها جميع المحرمات،
إذاً لا ضمانة لأميركا أن تبقى متمكنة من ضبط الأمور، والإمساك جيداً بخيوط اللعبه، وأن تبقى تقاتل روسيا والصين بشعوبٍ ودولٍ أخرىَ،
ولا ضمانه من تفلُت الأمور فجأة نحو صدامٍ نووي إذا ما وُضِعَ حَد قريب للحرب الروسية الأوكرانية التي تستنزف الجميع، وأميركا تظن أنها خلف البحار آمنَة منها،
أميركا تنهار وأوروپا تنهار
بيروت في…
27/5/2023