أسود لـ””:”حتى لو في كفاءات أهمّ… بدّنا داليا داغر”! (ملاك عقيل)
يتَّخذ تعيين رئيس مجلس إدارة لتلفزيون لبنان، منحى أكثر تصادميًّا مع خوضِ “القوات اللبنانية” وبعض القوى السياسيّة معركة إسقاطِ خيارِ رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل في تزكية الاعلامية داليا داغر لهذا المنصب.ومن المتوقَّعِ وفق المعطياتِ، أن يشهدَ مجلس الوزراء نقاشًا صاخبًا حيال هذا الموضوع، خصوصًا، أنّ الاتفاق بشأن الاسم لم ينَل الغطاء السياسي من جانب كلّ أعضاءِ الحكومة.وفي الوقت الذي تُرفَع “لاءّات” عدّة بوجه هذا التعيين ولاسيّما من “القوات”، وبينما بادر رئيس الحزب سمير جعجع من كندا، وأكثر من مرَّة، الى إثارة الموضوع، سُجِّلَ دخول النائب زياد أسود بشكلٍ أساس من جانب التيار الوطني الحر من دون غيره من القيادات العونيّة الاخرى، مدافعًا، عن هذا الخيار بقوّة مع توجيهِ اتهاماتٍ واضحةٍ لـ “القوات” ووزير الاعلام السّابق ملحم الرياشي “بإثارةِ الموضوعِ بسبب عقدٍ شخصيّة وسياسيّة!”.يقرّ النائب أسود في حديثٍ الى موقع “”، بأنّه “صديقٌ لعائلةِ داغر وهو محامي زوجها، لكنّ العلاقة الشخصيّة ليست المعيار في حُكمي على ملف أتابعه منذ البداية”.ويشدِّد أسود، على أنّ “الموضوع سياسيُّ وشخصيُّ في الوقت نفسه، خصوصًا، أنّ مقاربته تأتي في إطار التجنّي والتهشيم وضرب مصداقية المرشحة لهذا الموقع عبر بثّ أقاويلٍ كاذبة عنها وليس بسبب مسألة الكفاءة”.وردًّا على ما يؤكده أصحاب الاختصاص بأن هناك كفاءات أهمّ بكثير من “تجربة” داغر المتواضعة في الاعلام وتستحق أن تُعطى فرصة في إنقاذ تلفزيون لبنان من ورطته، يردّ أسود، “في كفاءات أهمّ وبدنا ياها هيي بالذات… في أكثر من هيك وضوح؟!”. واستطرد قائلاً، “هذا المنطق يللي بيحكوا فيه لم يقرّروا أن يطبقوه إلّا حين صعد ميشال عون الى بعبدا!”.وفيما يُكرِّر أسود ما سبق أن نشره عبر “تويتر”، بأنّ “داغر لم تخضع لأيّ امتحانٍ، ولم تُقابل أحدًا ولم يُطلَب منها أيّ ورقةٍ أو صورةٍ عن شهادتها، وبأن لا وجود لآلية ولا أي قرار حكومي في اعتمادها”، يوضح، “بأنهم في البداية طلبوا السير الذاتية، لكن الآلية لم تمشِ. وكيف لهم أصلاً أن يتأكدّوا إن ما حصلوا عليه من سير ذاتية هو دقيقٌ إذا لم يجروا تقييمًا لها، وإذا لم يطَّلعوا على الشهادات والمستندات التي تُثبِت ذلك والتي لم يطلبوها أصلاً، أو طلبوها ورموها في “الزبالة”؟.ويشير، الى أنّ “تلفزيون لبنان مثل الكازينو شركات تجارية وليس مؤسسات عامة، وبالتالي لا تخضع لاي آلية، كما أنها من المواقع التي يُترَك تاريخيًّا لأيّ عهدٍ أن يأتي بمن يختاره لشغلها”.وعن وصول اللجنة المؤلفة آنذاك من الوزير ملحم الرياشي ووزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية عناية عز الدين ورئيسة مجلس الخدمة المدنية فاطمة الصايغ الى ثلاثة أسماء تمّت غربلتها بعد مثول المرشحين أمامها يقول أسود “لم يتمّ الالتزام بأي آلية، ولم يخضع المتقدّمون بسيرهم الذاتية الى أي امتحان أو مقابلات (انترفيو)، بل اختار الرياشي أسماء تدور في فلك “القوات”.ويؤكد أسود أنه بادر الى سؤال الوزيرة عناية عز الدين شخصيًّا حول الموضوع “فأكدت لي أنّ القصة سياسية ولا علاقة لها بالامتحان، ولم تحصل مقابلات للمرشحين”، مشيراً الى أنّ “المستغرَب جدًا، أن يثير سمير جعجع الموضوع ثلاث مرات خلال وجوده خارج لبنان، وكأن لا تعيينات إلّا في تلفزيون لبنان، فيما هدفه التصويب عليها كونها قريبة من التيار ويريد وضع يده على التلفزيون كما يحاول استهداف رئيس الجمهورية بشكلٍ مباشرٍ”، متسائلا:”لماذا التصويب على داغر وتجنّب الحديث في موضوع مدير الوكالة الوطنية الجديد”.أضاف “أتحداهم، أن يُبرِزوا المستندات والوقائع التي تُثبِت حصول امتحانات وتقديم السير الذاتية مرفقة بالشهادات المطلوبة”، مشيرًا، الى أنهم يكذبون حين يقولون أنّ داغر لا تملك الشهادات المطلوبة فهي تملك دبلوم في الادب العربي وDEA في الاعلام”.وعلّق ساخرًا:”وين شهاداتهم لجعجع والرياشي؟. أنا اعتقد أنّ عندهم شهادات فقط ب (الـ…)”!.في السياق نفسه، يؤكّد مصدر نيابي في “القوات”، أنّ “الرياشي طبَّق الآلية ورفع الأسماء الثلاثة التي اجتازت الاختبار الى الرئيس ميشال عون الذي اختار منهم توفيق طرابلسي، لكن الموضوع لم يُدرَج على جدول اعمال مجلس الوزراء لخلاف على منطق التعيين والإقالة في الوكالة الوطنية للإعلام”.وأردف المصدر النيابي القواتي، أنّ “أسود يأخذ الموضوع بالشخصي ونحن نتفهَّمه، إلّا أنّ المشكلة ليست في تعيين داغر بل بمنطقِ “داعش” الذي يسود عبر تدمير المؤسسات وإهدار الكرامات لأكثر من مئةِ مرشّحٍ تقدَّموا الى المنصبِ ومن بينهم داغر بالتأكيد”.وختم المصدر القواتي ساخرًا:”لا يمكن للأسود استعمال الأساليب الملتوية معطوفة على تفاهة وسفاهة لتغطية الأخطاء الجسيمة التي لا ينفكّ يرتكبها”.