المقالات

لماذا يسعى لبنانيون أن يكونوا شوكاً في خواصر إخوانهم؟… (السفير: مرسال الترس)

في سلسلة من الندوات التي عُقدت مؤخرا في واشنطن كشف مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة الارهاب المالي مارشال بيلينغسلي ان وزارتي الخزانة والخارجية في واشنطن تسلمتا في الفترة الاخيرة “معلومات” قيّمة من الداخل اللبناني قادت الى فرض عقوبات على عدد من قيادات “حزب الله” بينهم شخصيات في السلطة اللبنانية.

انه كلام واضح وجلي عن تواطؤ داخلي لبناني مع الجانب الاميركي ومن يستفيد من اجراءاته وفي مقدمهم دولة اسرائيل بالتأكيد، تحت شعار أنهم يطبقون القوانين الدولية.

وبغض النظر عن مفهوم وتسمية الارهاب. فهذه العبارة اطلقتها قوات الانتداب البريطانية للمرة الاولى في الشرق الاوسط عام 1931 على منظمة ارغون الصهيونية التي قامت بسلسلة من الهجمات للتخلص من كافة العناصر والقوى التي تحاول الوقوف في وجه سياستهم للسيطرة على أكبر مساحة من فلسطين. وابرز ضحاياها كان الوسيط الدولي الكونت برنادوت السويدي الجنسية.

وإذ بهذه التسمية تتبدل وجهات استعمالها وتتوسع لتطلقها دولة اسرائيل على منظمات المقاومة الفلسطينية اواخر ستينات القرن الماضي، ولاحقاً على المقاومة في لبنان. لتتبناها الدولة الاميركية وكل من يدور بفلكها.

والمهم ليست التسميات بل من يقدم الخدمات ويسهل السبل لطعن المقاومة ليس في الظهر وحسب وانما بشكل شبه علني وعلى عينك يا تاجر من اجل مصالح مالية او سلطوية وهو ما يُصطلح على تسميته بالعمالة.

فعلى هامش حرب 2006 كان المواطنون يسمعون آخرين يرددون أن الطيران الاسرائيلي سيقصف هذا الجسر أو تلك التلة لأنها تسهل انتقال الاسلحة الى المقاومة. ولا تمضي ساعات أو ايام حتى “تتحقق النبوءة”!

واليوم يتردد كثيراً بين الحين والآخر أن العقوبات الاميركية ستطال هذا المصرف أو تلك المؤسسات المالية أو سواها لأنها تتعامل بشكل أو بآخر مع المقاومة، في حين أن من طالتهم تلك العقوبات في وقت سابق قد ترددت اسماؤهم قبل ذلك في الاعلام والمجتمعات.

إذاً هناك من يروج ويسهل ويتبرع بتقديم المعلومات ويشير الى مواقع الضعف خدمة لهذه الجهة الخارجية أو تلك مقابل أمر ما.

فهل يعتقد هؤلاء أن من يخدم الخارج ستتم مكافأته وفق ما يتوقع. أو كما حصل مع الامبراطور نابليون عندما رفض مد يده للسلام على ضابط نمساوي قدّم له معلومات مكنته من الانتصار في معركته. بل دفع اليه بحفنة من الذهب على الارض قائلاً له:”لن ألوث يدي بالسلام على من خان وطنه”!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى