المقالات

جعجع يفاوض الأحزاب المسيحية.. براغيد يلتقي سعيد (علاء الخوري)

أن تُنشَر “تغريدة” للنائب السّابق فارس سعيد عبر اعلام “القوات اللبنانية” الالكتروني أو الاذاعي، بعد انقطاعٍ طويلٍ فتلك خطوة وإن دلّت على شيء فهي تعكس حكمًا تغيّرًا في سياسة معراب تجاه “أصدقاء الامس”، حين دفعت التسوية السياسيّة الجديدة برئيس الحزب سمير جعجع الى شنّ حرب الغاء على حلفائه المسيحيين في قوى الرابع عشر من آذار.سعيد هو واحدٌ من أطراف وأحزاب أخرى قرّر رئيس القوات “الغاءها” عن الخريطة السياسيّة المسيحيّة، ظنًا منه بأنّ ولادة “ثنائيّة مسيحيّة” قد تدر على القوات “الغلة” وتكسبها الكثير من النفوذ، خصوصًا وأنّ “الحكيم” راهن على الحاق التيار بقافلة تلك الاحزاب أو القوى المسيحية ليتفرّد حزبه بالشارع المسيحي ظنًا منه بأنّ “العقيدة” التي يملكها الحزب هي الاصلب والاقوى للامساك بالشارع ووراثة التيار الوطني الحر بعد فترة زمنيّة، الّا أنّ رياح العهد لم تجرِ كما أرادت سفن “الحكيم”، بل هزّت “شراع معراب” التي استدركت الامر واستدارت باتجاه معاكس، اذ أنّ القوّة الجارفة التي حملها حزب الله لوزير الخارجية جبران باسيل باتت تشكل تهديدًا مباشرًا لجعجع وتتطلب منه انسحابًا تكتيكيًا في هذه الفترة لاعادة ترتيب الصفوف.يتحرّك جعجع على أكثر من خطٍ لاعادة ترتيب البيت الداخلي، فلقاء مدير مكتبه ايلي براغيد بالمنسّق السّابق للامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد في مقهى المندلون في ضبية بحضور رئيس حركة التغيير ايلي محفوض وبتفويضٍ من جعجع لم يكن وليدة ساعته فربّما وصل جعجع بعد انتكاسات عدّة الى الحائط المسدود الذي حذّره منه قبل “التسوية” و”ورقة” معراب صديقه “سعيد” فوجد “ضالته” واراد تصحيح المسار بانتهاج سياسة العودة الى “بيت العائلة”.جعجع الذي يدرس المواجهة للخروج من المأزق، يدفع ايضًا باتجاه ترطيب الاجواء مع “الكتائب”، ويريد من رئيس الحزب النائب سامي الجميل ملاقاته عند منتصف الطريق، غير أنّ “طي” البيانات الهجومية بين الحزبين بعد الكلام الواقعي الذي قاله الجميل لجعجع بأنّه استسلم وخضع لـ”تسوية غير متوازنة”، يلزمه الكثير من اللقاءات لاعادة ما انقطع بين الصيفي ومعراب، وهو ما عبَّر عنه أكثر من مسؤولٍ كتائبيٍّ في المجالس الحزبيّة وشنّ هؤلاء هجومًا على رئيس “القوات” وخياراته السياسيّة ومواقفه التي قادت البلد الى ما نشهده اليوم.ولكن ثمّة مشكلة أمام رئيس حزب القوات، وهي بكلّ بساطة تغير الظروف السياسية بين الامس واليوم، وكما أنّ للقوات حضورها في المناطق والقرى كذلك للتيار تمثيله الشعبي، وكما “أدار ظهره” للاحرار والكتائب وسعيد وغيره من الاحزاب المسيحيّة بحجّة التمثيل الضعيف، هؤلاء أيضًا ينتظرون الظرف المناسب لـ “ردّ الجميل” لجعجع، وكما ينظر الى “حجم كتلته” النيابيّة كذلك ينظر هؤلاء الى عددِ مؤيّديهم وهم يشكّلون، رغم كلّ الحصار من قبل “الثنائي المسيحي” “بيضة قبان” في كثير من المناطق، ويحتاجها جعجع قبل التيار في حال استمرّ الحصار على القوات.مرحلة جديدة يشقّها “حكيم” القوات، استوجبت منه دراسة بعض التغييرات في صفوف المسؤولين في معراب، رغم التكتّم والنفي الّا أنّ القرار قد اتُّخِذَ بهيكلة جديدة تساوي تلك التي طرأت على الحلفاء بعض الوجوه التي يرى فيها جعجع جسر تواصل مع القوى والأحزاب التي أعلن الانفصال عنها سابقًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى