المقالات

هل يعي المسؤولون خطورة فقدان اللبناني ثقته بالدولة والوطن؟… (السفير: حسناء سعادة)

بتصفح معمق لمواقع التواصل الاجتماعي وعلى مدى اكثر من سنة يظهر ان العديد من اللبنانيين يعيشون حال يأس من اوضاعهم، ولم تعد لديهم الثقة بوطنهم وقدرته على النهوض كطائر الفينيق حسبما كان في الماضي القريب يتغنى الكثيرون منهم به وبمقولة خروجه من تحت الرماد.

قسم من اللبنانيين يدعم التظاهر من اجل تسهيل الهجرة، وقسم هاجر بالفعل.. الى اقسام تتغنى وتدافع عن دول اخرى اكثر من دفاعها عن وطنها والتغني به.

ما الذي اوصل اللبناني الى هذه الحالة؟ اسباب كثيرة ادت الى تراكمات بات معها المواطن يرزح تحت ضغوط عدة وقاسية ادت الى حال من انعدام الوطنية والتمني بالخلاص ولو عبر فيزا الى اي بلد في العالم يشعر فيه ان كرامته مصانة على حد تعبير (ناشط فيسبوكي)، فيما ناشط اخر يصرح بوضوح انه يحن الى زمن الانتداب الفرنسي، ليعلن اخر ان زمن العثمانيين كان افضل من هذا الزمن، ويقابله ناشط بالحنين الى زمن الوجود السوري.

محلل في الشؤون الاجتماعية يرى في حديث الى “” ان “ظاهرة انعدام الوطنية امر طبيعي في ظل الاوضاع التي يمر بها لبنان من غياب الرعاية الاجتماعية في حقول التعليم والصحة والاسكان والتوظيف، وغياب المساواة في المواطنة والهوة في الدخل الشهري بين مواطن واخر”.

ويعتبر ان “الوطن ليس فقط أرضا يعيش عليها الناس بل هو مجموعة قيم وقوانين تحكم الجماعة وتحفظ حقوقهم، فالمواطن يشعر انه يقوم بواجباته تجاه دولته لكنها بالمقابل لا تؤمن ابسط الخدمات التي يحتاجها، بالاضافة الى ظروف عيش قاسية وبطالة متفشية، فيما القيمون على البلد لا يعملون الا بما تمليه مصالحهم الخاصة لا مصلحة المواطن الذي يلجأ الى زعيمه او طائفته او حزبه للدفاع عن حقه ولتأمين ابسط مقومات حياته، وكان الله في عون من ليس مدعوما في هذا البلد”، كاشفا ان “الخطاب التقليدي لم يعد ينجح لحث اللبناني على التمسك بارضه ووطنه لان الوطنية باتت مهددة في حد ذاتها، اذ كيف نقول لجائع لا يملك ثمن رغيف ولمريض لا يستطيع شراء الدواء ان الوطن مقدس؟”.

ويرى ان “هناك شعورا بالاحباط لدى اكثرية المواطنين لانهم انتظروا ان تسير عجلة وطنهم نحو الامام الا انها استمرت في الرجوع الى الوراء سنة بعد اخرى بحيث كفروا بامكانية النهوض وايجاد حل لمشاكلهم، لذا نجد ان اغلبية الشباب يتوقون الى الهجرة في سبيل العيش بكرامة لان ثقتهم بالسياسيين وبالاقتصاد باتت معدومة، كما ان غياب مكافحة الفساد والمحاسبة والاعتماد على المحسوبيات في التوظيف وليس الكفاءة يدفع العديد من الشباب الى الهجرة.”

ويلفت في كلامه الى ان “نسبة المدمنين على ادوية الاعصاب في لبنان باتت كبيرة جدا، وهذا مؤشر على انتكاسة وضع البلد ووضع المواطن معا، لافتا الى انه “اذا استمر الوضع على ما هو عليه فعلى البلد السلام.. ولكن هل يعي المسؤولون خطورة فقدان ثقة المواطن بالدولة التي ينتمي اليها؟ وهل اذا كانوا يعون بامكانهم القيام بالتغيير والاصلاح؟ هذا امر مشكوك به يختم المحلل كلامه..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى