المقالات

الحريري… و”الخرطوشة” الأخيرة مع “العهد” و”حزب الله”

منذ التسوية الرئاسية في 2016، يطغى وهج سعد الحريري رئيساً للحكومة على كونه رئيساً لتيار “المستقبل”. كثيرون راهنوا على صدامات ستحصل بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كذلك على مواجهات بينه وبين “حزب الله”، لكّن الخطوة الصادمة الوحيدة التي اتّخذها الحريري منذ 2016 إلى الآن كانت تقديم استقالته من السعودية في تشرين الثاني 2017، مهاجماً إيران و”حزب الله”، بذريعة العودة إلى التسوية الحقيقية. وبحسب مقال للكاتبة “راكيل عتيق” في صحيفة “الجمهورية”، لم يُبدِ الحريري أيّ موقف مندّد بكلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله الذي أكّد الرد على الإسرائيليين وأسقط “الخطوط الحُمر”، كذلك لم يتّخذ موقفاً من تعريض سلاح “الحزب” لبنان للمخاطر، بل كان في هذا الوقت يُجري مروحة اتصالات دولية لتجنيب لبنان ردّ إسرائيلي على ردّ “حزب الله”. موقف الحريري هذا اعترض عليه كثيرون. وتعتبر أوساط معارضة أنّ “موقف الحريري المتساهل ساهم في أن يذهب الحزب بعيداً في استغلال سلاحه واستخدامه، الأمر الذي لم يكن هكذا قبل التساهل”.وتشير مصادر تيار “المستقبل” للـ”جمهورية” عبر عتيق، إلى أنّ “القرار الرسمي ليس بين يدي الحريري فقط فهناك رئيس جمهورية ووزراء ومجلس نواب. وتشدّد على أنّ “كلّ ما يقوم به الحريري هو تمثيل خيارات الحكومة، وهو لا يدافع عن “حزب الله” ولا يهاجمه”. كذلك، على صعيد العلاقة مع العهد، فإنّ الحريري مقتنع بأنّ عدم التفاهم مع رئيس الجمهورية سيؤدي إلى التعطيل، لذلك اتّخذ الخيار الذي يُمكن أن يؤدي إلى تفاهمات وتسيير عجلة العمل. وهو بذلك، يلعب “صولد”، وتقول مصادر “المستقبل” إنّ “هذه آخر خرطوشة نملكها للنهوض فإمّا تصيب أو لا تصيب”.أمّا على مستوى تيار “المستقبل”، فعلى رغم إعتراض بعض المسؤولين على ما يعتبرونه “تنازل” الحريري أمام عون و”حزب الله”، لن تبرز في المدى المنظور أيّ معارضة علنية، حسب ما تؤكّد مصادر “المستقبل”. لكن على الصعيد الشعبي تعترف المصادر أنّ هناك إشكالاً وتململاً، يراهن الحريري على إحتوائه واستعادة شعبيته إذا نجح مسعاه في تحسين الوضع الإجتماعي – الإقتصادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى