اتهامات بين “القوات” و”التيار الوطني الحر”…
بات واضحاً أن حزبي “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” سلكا في المرحلة الحالية طريق اللاعودة واللاتلاقي. فبعد أشهر من المد والجزر قبيل تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري وبعدها، والتي تخللتها هدن مؤقتة، وصل الطرفان إلى قناعة بوجوب قطع آخر شعرة، كانت تحول دون انحدار الخطاب بينهما إلى أدنى مستوياته. وذلك بحسب مقال للكاتبة بولا أسطيح في صحيفة “الشرق الأوسط”.وشكّل خطاب رئيس “القوات” سمير جعجع خلال الاحتفال الذي نظمه الحزب الأحد الماضي، نقطة تحول في هذه العلاقة، بعد هجومه على “التيار الوطني الحر” من دون أن يسميه بالاسم، وانتقاده عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، متحدثاً عن “أرانب السياسة التي تتوهّم أنّها تسابق (القوات)” ، وعن مساع لـ”تهميش جميع المسيحيين الذين لا يدينون له بالولاء”.وبحسب المقال، استدعى هذا الخطاب حملة كبيرة على جعجع من النواب والقياديين في “الوطني الحر” ما لبثت أن تحولت إلى جبهة مفتوحة بينهم وبين مسؤولين قواتيين، ولم يتأخر رئيس “التيار” وزير الخارجية جبران باسيل عن الانضمام إلى حملة الردود على جعجع من دون أن يسميه أيضاً، داعياً إلى “عدم تصديق خرافات من يدّعي العزل، لأنّه يستدرج العطف، ولأن فكره انعزالي” .ولا تخفي مصادر “القوات” أنه بعد خطاب جعجع الأخير، كان هناك قرار واضح بسلوك مسار جديد في التعاطي، سواء مع” التيار الوطني الحر” أو باقي الفرقاء، باعتبار أن” ما حصل أخيراً من انقلاب علينا في موضوع تعيينات أعضاء المجلس الدستوري في الحكومة”.وتؤكد لـ”الشرق الأوسط” عبر أسطيح، أنه “من الآن وصاعداً لن تكون هناك مراعاة لخواطر أحد، كما كان يحصل في بعض المحطات في الماضي، فلا حلفاء لنا إلا من يتلاقى معنا على سياسة فضح الفاسدين وتسميتهم بأسمائهم، بعيداً عن أي مواربة”.في المقابل، تأخذ مصادر” الوطني الحر” على” القوات” إصرارها على لعب دور المعارضة من داخل الحكومة، رافضة التخلي عن المكتسبات التي تؤمنها السلطة، وفي الوقت نفسه عن” الشعبوية” التي تؤمنها المعارضة.واضافت لـ”الشرق الأوسط”: “الأمور باتت واضحة، وهدفهم كان ولا يزال إفشال العهد. بالأمس كان يتم من تحت الطاولة، أما اليوم فبات من فوقها. ونحن كنا وسنبقى لهم بالمرصاد”.