الطاقم السياسي نفسه.. ماذا عن الثقة؟… (السفير: مرسال الترس)
توصيفات وتعليقات ومواقف كثيرة تصدرت وسائل الاعلام مطلع هذا الاسبوع عن حيثيات ونتائج المؤتمر الاقتصادي الذي عُقد في قصر بعبدا بحضور كبار القوم من السياسيين واصحاب الاختصاص، بغض النظر عن النتائج التي يمكن ان يفرزها لايجاد حلول للازمات المالية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد وتهددها بأسوأ العواقب كما يعتقد معظم الخبراء!
الثابت لدى الرأي العام أن الطاقم السياسي الحاكم هو نفسه منذ اربعة عقود حين وُضع اللبنانيون امام خيارين: إما استمرار الصراعات والحروب… او اتفاق الطائف!
صحيح إن الحرب بمعناها اللفظي قد توقفت منذ ذلك التاريخ، ولكن ما بُلي به اللبنانيون من أزمات مالية واقتصادية أنستهم في كثير من الظروف ويلاتها. فهل من المنطقي أن يتوقعوا من النهج السياسي الذي أوصلهم لما هم فيه، ان يكون هو المخلّص؟
الواضح أن ذلك الطاقم وبعد كل ما حملته هذه السنوات من نكسات في المال والاقتصاد، فإنه ما زال يطرح الافكار النظرية بعشوائية من دون التقدم خطوة واحدة نحو المباشرة بالحلول الناجعة؟ على الاقل في الكهرباء والنفايات، بالرغم من أنه دفع مئات الآف الدولارات من أجل أن يستأنس برأي اولئك الخبراء الدوليين أو بعض المسترزقين المحليين!
فكيف سيصدق اللبنانيون أن ما يُقال اليوم يصب في الطريق القويم، خصوصاً وأن معظم الاقتراحات حول دعم التعثر المالي لـ “الدولة المصونة” تتمحور حول وقف التوظيف الذي كان محور استفادة السياسيين، أو حول معاشات الموظفين وتقاعدهم وصحتهم وشؤونهم التربوية. في حين ان العلل تكمن في أماكن مختلفة تماماً وهم يعرفون مكانها جيداً. وهي مرتبطة بالثروات الضخمة التي يملكونها مع من يحيط بهم، أو في الاملاك البحرية والنهرية، او في الكسارات والمرامل أو في الضريبة التصاعدية وما شابهها… واللائحة تطول وتتفرع! أو لعلهم يركزون بشكل لافت على ما هو آتٍ من الثروات النفطية والغازية!
فهل يجب أن ينتظر اللبنانيون من الذين اورثوهم مئة مليار دولار من الديون ان يجدوا لهم حلولاً، فيما الفساد المترتب عن سياساتهم قد نخر عظام الدولة وهو بصدد إهلاكها؟
ربما سهى عن بال الطاقم المشار اليه أن “قلة الثقة” هي الموضوع الأخطر الذي أشار اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كلمته الافتتاحية في ذاك المؤتمر الاقتصادي حين قال:” ان التضحية بالطبع مطلوبة من الجميع، انما عملية إعادة بناء الثقة بمؤسساتنا وبادائنا وتبديل النمط السائد الذي اثبت فشله، تبقى الحجر الاساس للنهوض ببلدنا وتحقيق ما يطمح اليه مواطنونا.”
والسؤال الذي يقض مضاجع جميع اللبنانيين هو: متى ستنتهي عملية إعادة بناء الثقة تلك؟ أم أنه فاتهم أنهم سيصحون يوماً ليجدوا انفسهم نواطير لمفاتيح المنازل التي تركها أهلها وهاموا على وجوههم في بلاد الله الواسعة!