من فيينا الى موسكو اعلان القطيعة الكبرى

adminمنذ ساعتين

0 54 دقيقة واحدة

من فيينا إلى موسكو إعلان القطيعة الكبرى مع حضارة الازدواجية

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

روسيا في مواجهة الغرب من خيانة الوعود إلى هندسة البديل

حين يصرح ممثل روسيا في فيينا أن الغرب ليس جديرا بالثقة ولا يعتمد عليه

وأن علينا ألا نعتمد على وعوده الكاذبة فهو لا يطلق جملة عابرة بل يعلن نهاية مرحلة وبداية أخرى مرحلة لم تعد فيها موسكو تنتظر اعترافا من أحد بل تصنع عالمها الخاص بعيدا عن نفاق المنظومة الغربية

من خيبة الثقة إلى قطيعة استراتيجية

الغرب الذي وعد ثم ناور ثم عاقب لم يعد شريكا بل خصما يتقن فن التلاعب روسيا التي راهنت يوما على الحوار اكتشفت أن الطاولة كانت فخا

وأن الكلمات كانت ذخيرة ناعمة في حرب باردة متنكرة

لم تعد الوعود الغربية سوى أشباح دبلوماسية تتجول في أروقة المنظمات الدولية بلا روح ولا مصداقية

وروسيا اليوم تدخل المرحلة الثانية لا لترد بل لتبني لتعيد تشكيل تحالفاتها وتفك ارتباطها الاقتصادي وتعيد هندسة خطابها الدولي

١- التحالفات لم تعد أوروبية بل آسيوية جنوبية مقاومة
٢- الاقتصاد لم يعد يدور حول الدولار بل حول أنظمة دفع بديلة
٣- الخطاب لم يعد دفاعيا بل فضحا مزدوجا للنفاق الغربي والرمزية الفارغة

روسيا لا تكتفي بالغضب بل تجهز أدواتها
١- في البحر الأسود وفي القطب الشمالي تنتشر كأنها تقول نحن هنا
٢- في الإعلام البديل تكسر احتكار الرواية وتعيد تعريف الحقيقة
٣- في الفضاء السيبراني تبني جيوشا غير مرئية ترد وتخترق وتفضح
وجاء
تصريح أوليانوف ليس نوبة غضب دبلوماسي بل بيان مرحلة روسيا لم تعد تطلب الاحترام

بل تفرضه لم تعد تنتظر الغرب بل تتجاوزه لم تعد تشتكي بل تبني

في زمن تتهاوى فيه الرمزية الغربية وتتكشف فيه هشاشة الوعود تخرج موسكو من عباءة التردد إلى درع المبادرة

وتعلن أن البديل ليس حلما بل هندسة قيد التنفيذ