معلومات

الرسول الذي تنفست به السماء والارض

حين ولد الحق في هئيه انسان

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

في لحظة ولادة محمد صلى الله عليه وسلم بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان لم يكن الكون كما كان من قبل

فقد أضاء نور من السماء إلى الأرض كأنما أعلن الوجود كله عن قدوم من سيعيد تعريف الإنسان

والرحمة والحق ذلك النور لم يكن مجرد ضوء

بل إعلان كوني أن الحق سيبعث من جديد وأن الأخلاق ستعاد إلى موقع القيادة بعد أن سقطت في حفرة السلطة والجاه

ولد النبي في عام الفيل في مكة المكرمة في بيتٍ متواضع لكنه حمل أعظم رسالة عرفتها البشرية تقول الروايات

إن نورا سطع من بيت آمنة بنت وهب أضاء قصور الشام وكأن الأرض استقبلت رسولها بنور الحق الذي سيبدد ظلمات الجهل والظلم

لكن النور لم يكن خارجيا فقط بل كان خلقا يمشي على الأرض كان محمد صلي الله عليه وسلم

قبل البعثة يلقب بالأمين لما عرف عنه من صدق وأمانة وعدل لم يكن صاحب مال أو جاه بل صاحب قلب عظيم وعقل راجح ولسان صادق

وحين نزل عليه الوحي في غار حراء لم يتغير خلقه بل تجلى أكثر جاء الإسلام ليحرر الإنسان من عبودية البشر للبشر

ويمنحه كرامته ويعيد بناء المجتمع على أساس الرحمة والحقوفي لحظة فارقة من حياته وقف أمام من آذوه وسفكوا كرامته

وقال اذهبوا فأنتم الطلقاء لم يكن ينتصر بسيف بل بأخلاق

ولدت قبل أربعين عاما في بيت صغير بمكة ذلك الموقف لم يكن استعراضا بل بلاغا أخلاقيا ضد ثقافة الانتقام التي تحكم المجتمعات

فكان يخيط ثوبه ويكنس بيته ويأكل مع الفقراء يجلس حيث ينتهي به المجلس لم يطلب كرسيا مذهبا ولا منصة مرتفعة

بل رأى نفسه خادما للناس رغم أنه قائد أمة التواضع عنده لم يكن شعارا بل ممارسة يومية تهين كل مظاهر التعالي المعاصر

وفي حادثة المرأة المخزومية التي سرقت أراد قومها أن يشفعوا لها عنده لئلا تقطع يدها فقال والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها لا محاباة لا استثناءات لا لجان تحقيق تنتهي بلا نتائج فقط عدل يفضح هشاشة المجتمعات التي تميز بين الناس حسب نسبهم أو حساباتهم البنكية

عرضوا عليه المال والسلطة والمنصب مقابل أن يتوقف عن دعوته فقال والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته

لم يساوم على الحق ولم يبع رسالته بينما اليوم تباع المبادئ في مزادات مغلقة وتشترى الأصوات بكوب قهوة ومقعد في لجنة وهمية

بعد وفاة خديجة رضي الله عنها كان يكرم صديقاتها ويذكرها بالخير ويذرف الدمع حين تذكر أمامه الوفاء عنده لم يكن لحظة بل امتدادا للروح بينما بعضهم اليوم لا يذكر من رحل إلا في منشور سنوي مكرر لا يحمل سوى صورة قديمة وتعليق بارد

رأى طفلا يبكي على طائر مات له فجلس معه وواسه لم يسخر من حزنه ولم يقل له كن رجلا

وحين رأى عبدا يضرب غضب وقال أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون

كان يرى في كل إنسان قيمة حتى من لا يملك شيئا بينما اليوم تقاس القيمة بعدد المتابعين لا بعدد المواقف

عيد المولد النبوي ليس مناسبة بل إعلان مستمر أن النور لا يطفأ المسلمون يحتفلون بالمديح والذكر والصلوات وتوزيع الطعام وإحياء السيرة النبوية لكن السؤال الحقيقي هل نحتفل لأننا نحب النور أم لأننا نخاف من الظلام

هل نكتفي بالمديح أم نحمل الرسالة

هل نكتب عنه لأننا نؤمن به

أم لأننا نريد أن نبدو مؤمنين

محمد صلي الله عليه وسلم لم يكن مجرد رجل بل كان أمة تمشي على الأرض أخلاقه كانت دستورا وصفاته كانت مدرسة ومولده كان بداية عهد جديد من النور والوعي والنص انتهى لكن المعركة لم تبدأ بعد

#عكس_الاتجاه_نيوز

#الحقيقة_الكاملة

#معاَ_نصنع_إعلاماً_جديداً

لمتابعة آخر الأخبار والتّطورات على موقعنا الإلكتروني :

👇👇

www.aksaletgah.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى