العدو الإسرائيلي يرفع علم إسرائيل في لبنان
بقلم ناجي أمّهز
يعلم الجميع أن ما قام به العدو الإسرائيلي برفع علم إسرائيل على أراضٍ لبنانية ليس إلا استعراضًا رخيصًا للغاية. يمكن لأي قوة مشاة أن تصل إلى نقطة ما داخل الأراضي اللبنانية التي تم قصفها بأطنان المتفجرات، ثم ترفع علم الكيان الإسرائيلي لبضع دقائق قبل الانسحاب والعودة إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
لكن على النقيض، لو أن حزب الله دخل إلى الأراضي الفلسطينية ورفع علمه خلال تحرير الأرض، لقامت قيامة الدول العربية مستنكرة رفع علم غير علم فلسطين.بل حتى لو قامت حركة حماس الفلسطينية برفع علم إيران في غزة، شكرًا لدعمها ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، لسمعنا الصراخ والنواح من العرب، يتهمون إيران باحتلال فلسطين.ولكن أن يرفع العدو الإسرائيلي علمه داخل أراضٍ لبنانية عربية، معلنًا عودة الاحتلال إلى الجنوب، فلن نسمع صوتًا واحدًا يعترض، ولا حتى من اللبنانيين أنفسهم، لأن مفهوم السيادة والاستقلال أصبح مجرد وجهة نظر.يكفي مشاهدة العلم الإسرائيلي يرفرف في الأراضي اللبنانية لتعلموا لماذا أهل الجنوب لن يتخلوا عن حزب الله ولا عن سلاحه.العدو الإسرائيلي يدرك تمامًا أن كل ما يقوم به هو محاولة للضغط على حزب الله لإيقاف دعمه لغزة ووقف مساندته للقضية الفلسطينية. والجميع، بما في ذلك الساسة العرب، يعلمون أن اللحظة التي يعلن فيها حزب الله وقف دعمه لغزة، ستسارع إسرائيل إلى تهجير الغزّيين إلى سيناء وسكان الضفة الغربية إلى الأردن، ما سيدخل العالم العربي في فوضى لا نهاية لها قبل أن تتحول كل قبيلة إلى دولة كما هو الحال في ليبيا.المهم أن إسرائيل اليوم ارتكبت خطأً سياسيًا جسيمًا برفع علمها في الأراضي اللبنانية.نحن الآن ننتظر ردود الفعل الدولية والداخلية على محاولة العدو الإسرائيلي إعادة احتلال لبنان.
بمعنى أوضح، إسرائيل تقاتل حزب الله لأنه القوة التي تمنعها من احتلال لبنان، وأكبر دليل على ذلك هو رفع علمها داخل الأراضي اللبنانية.