ماذا تريد إسرائيل من لبنان ؟
أمين صالح
يوسف فاتيز مدير الصندوق القومي اليهودي كتب في مذكراته في العام 1940 : يجب أن يكون واضحاً لدينا أنه ليس هناك محل لشعبين في هذا البلد ، فإذا غادره العرب فسيكون لنا فيه متسع … ليس هناك من حل سوى ترحيلهم جميعاً . ينبغي ألا ندع أية قرية أو أية قبيلة … ينبغي أن نشرح لروزفلت (رئيس أميركا) ولجميع رؤساء الدول الصديقة أن أرض إسرائيل لا تضيق بنا إذا رحل عنا العرب ، وإذا اتسعت الحدود قليلاً لناحية الشمال على طول مجرى الليطاني وناحية الشرق صوب مرتفعات الجولان ” .
يضيف فاتيز : ” أرض إسرائيل بلا عرب ، نعم ، لأنه لا يمكن أن يكون هناك تفاهم على حل وسط ينبغي طرد العرب في إتجاه سوريا والعراق والأردن ” .
في العام 1967 صرح رئيس الكنيست مئير كوهين أن إسرائيل ارتكبت خطأ فادحاً بعدم طردها 200 ألف أو 300 ألف عربي من الضفة الغربية .
هذا هو برنامج الصهيونية الثابت : التطهير العرقي القائم على قراءة التوراة قراءة أصولية حرفية تولد تلك الإزدواجية التي لا شفاء منها ، ذلك التناقض الأبدي بين شعب الله المختار وبين سائر البشرية ” .
ووفقاً لما نشرته مجلة “كيفونيم” العبرية فإن مخطط إسرائيل الإستراتيجي يرتكز على تفتيت سائر الدول المجاورة لإسرائيل ، من النيل الى الفرات ، وخاصة الجبهة الشرقية لأن الجبهة الغربية هي أقل إثارة للمتاعب بالنسبة إليهم ، وبحسب المخطط فإن تقسيم لبنان الى خمس مناطق وأن يكون صورة مصغرة لما سوف يحدث في العالم العربي كله ، وتفسيح سوريا والعراق الى مناطق محددة على أساس معايير دينية وإثنية ، إن هذا المخطط ينبغي أن يكون برأيهم على المدى البعيد هدف إسرائيل الأول وأن تكون المرحلة الأولى فيه تدمير القوى العسكرية لهذه الدول . وخلال الحرب على لبنان ، ومنذ أقل من عشرة أيام مضت صرح الناطق باسم الحكومة الصهيونية في فلسطين المغتصبة بأنه على حزب الله أن ينسحب الى شمال الليطاني الذي هو حدود إسرائيل الشمالية . إذا وبحسب مزاعم الصهيونية فإن حدود دولة إسرائيل هي بين الأنهر الثلاث : الليطاني في لبنان ، النيل في مصر والفرات في العراق . وبناء عليه ، يرى الصهاينة أن الظروف الدولية والعربية والإسلامية مساعدة لتحقيق حلمهم التوراتي بإقامة دولة صهيونية عنصرية توراتية في الجغرافيا الواقعة بين الأنهر الثلاثة . إن واجب التصدي لهذا المشروع يقع في الأساس على الأمة العربية بكاملها مدعومة من الأمة الإسلامية وكل مناهضي المشروع الإمبريالي الأميركي وحلف الناتو ، ولبنان في قلب هذه الأمة ، وقد أصبحت مقاومته في طليعة المتصدين للمشروع الصهيوني وأنزلت به ضربات إستراتيجية موجعة ولا سيما بعد إجباره على الإنسحاب من أراضي لبنان المحتلة في العام 2000 وهزيمته في عدوان 2006 وفي خوضها لحرب المساندة لفلسطين في معركة غزة منذ 8 اكتوبر ولغاية تاريخه حيث استطاعت المقاومة في لبنان منع الكيان الصهيوني من الإستفراد بالشعب الفلسطيني في غزة ، ومنعه من تحقيق أي نصر على المقاومة الفلسطينية، لذلك عمد العدو الصهيوني الى الإرتداد الآن لضرب المقاومة في لبنان وهزيمتها ليتسنى له العودة الى غزة والضفة للإستفراد بهما وتهجيرها وتحقيق دولة إسرائيل الصغرى على كامل التراب الفسطيني والتقدم أيضاً في لبنان مستفرداً بالمقاومة لإحتلال جنوب الليطاني بما يحقق بداية أحلامه في إسرائيل الكبرى .
وعليه ، هل يستطيع لبنان وحده مواجهة المخطط الصهيوني وإسقاطه ؟؟
يتبع