عقدة الكيان المؤقت…
د . نزيه منصور
بعد تحقيق باكورة هزائم العدو وتحطيم أسطورة (الجيش الذي لايقهر) على أيدي وأرجل، وبأنفاس وإيمان وتضحيات، وبفكر وإرادة ثلة آمنوا بربهم واتخذوا القرآنَ الكريم دستورًا ومرجعًا في كل صغيرة وكبيرة وتوكلوا على الله رافعين شعار الآية الكريمة: ألا إن حز.ب الله هم الغالبون، تحقق وعد الله بالنصر، ومن ينصر الله ينصره، فكان الخامس والعشرون من أيار عام ٢٠٠٠، وتحرّرت المنطقة المحتلة أو ما يُعرف بالشريط الحدودي وخرج آخر إرهابي صهيوني يجر الخيبة والهزيمة بذيله…..!تحولت المنطقة من قرى وبلدات ومدن شبه مهجورة إلى مناطق تنعم بالأمن والنمو والتطور على كل الصعد بإمكانيات ذاتية غصت بأهلها، وبالمقابل تراجعت المستعمرات في فلسطين المحتلة وبدت مهجورة واختفى الجيش الذي لا يقهر بعد أن كان يسرح ويمرح من دون حسيب او رقيب.. !في تموز ٢٠٠٦ حاول العدو إعادة الاعتبار لعصاباته، وإذ بالخيبة في البر والبحر، وتكررت الهزيمة، فعاد جبل عامل أكثر همةً واندفاعًا ورغبةً أكثر من أي وقت مضى مستعيدًا الحياة والإعمار والتشبث بأرض الأجداد رغم الخراب والدمار، بل وتضاعفت عودة الأهل مع الكثيرين من الأنساب والأصهار من خارج الأهالي الأصليين. شُيّدت القصور وزُرِعت البساتين على السهول والتلال، عجّت المدارس بطلابها وانتشرت المؤسسات التجارية على طول الحدود المحاذية لفلسطين المحتلة يقصدها الغادي والبادي حيث الحدائق والشاليهات والمطاعم والمنشآت السياحية…!أثار النمو والتطور الحاصلان في أقل من عقدين غريزة العدو الذي يعاني التراجع على كل الصعد الأمني، الاجتماعي، العمراني، الزراعي والسياحي، مولّدًا عقدًا لدى عصابات صهيون أو ما يعرف بقياداتها السياسية والعسكرية والاقتصادية، علمًا أن الكيان المؤقت هو مجرد ثكنة عصابات أتت من ١١٢ دولة بلغات متعددة وقوميات مختلفة تجاوزت الثمانين منها….!كما ولّد هذا المشهد الإنمائي المحصن بقدرات عسكرية غير مسبوقة، عقدةً للعدو ودفعه لاقتناص الفرص الإقليمية والدولية وللتطبيع مع أتباع واشنطن عبر إحاكة المؤامرات وبذر الفتن وتحريك ضعاف النفوس من الإعلاميين والسياسيين والأبواق المأجورة مع كل حدث وآخرها تفجير مرفأ بيروت وقس على ذلك…!وتمهيداً لأهدافه الاستراتيجية، استغل طوفان الأقصى ورفع سقف أهدافه بدعم أميركي- تطبيعي فشطب فلسطين من المعادلة بدءاً بغزة حتى التفرغ للبنان مع حملة إعلامية وسياسية وتهديدات بإعادته إلى القرون الوسطى، وتناغم معه أصحاب السوابق من الداخل والخارج، لكن الرياح لم تجرِ كما تشتهي سفن الكابينت…!وعليه تنهض مما تقدم عدة تساؤلات منها:١- هل يقدر من فشل في غزة المحاصرة ذات المساحة الصغيرة أن يحقق أهدافه في لبنان؟ ٢- هل يمكن للعدو أن يرتكب حماقة الاجتياح، وأبطال لبنان يسطرون على مدى إحدى عشرة شهراً، مع كل يوم أهدافاً عسكرية في عمق الكيان وبقدرات متواضعة لا تتجاوز ٥% مما يملكون؟٣- هل يستفيد البعض من تاريخهم الأسود مع الكيان ويتنحّون جانباً، أم ينتظرون على ضفة النهر؟٤- الصراع قائم بين الحق والباطل لمن الغلبة للحق أم للباطل؟