الاعداد النفسي !! قبل الرد الايراني (1) !
باقر الجبوري
الكثير من الاصلاحيين الايرانين كان منزعجا من الرد الايراني على المفاوضات مع الجانب الامريكي ولخسارة ايران كل تلك المكاسب التي قدمت لايران مقابل عدم الرد على اغتيال الشهيد هنية في طهران !! وهذا حال العديد من دول المنطقة التي دخلت على خط التفاوض نيابة عن أمريكا واسرائيل وبحجة تجنيب المنطقة والعالم ويلات ومآسي الحرب القادمة ( حسب مايدعون )!! اكثر من ( 46 ) عاماً من عمر الجمهورية الاسلامية وتجربتها الزاخرة بالمآسي مع الامريكان ولازال البعض يفكر بمنطق الغبي او المتغابي في فرض أن التفاوض مع الامريكان أو الوثوق بوعودهم وتعهداتهم هو السبيل نحوا الخلاص وبناء ايران !! امريكا وبعد انتصار الثورة كانت تفاوض الجمهورية الاسلامية على فك أسر عملاء السفارة الامريكية وجواسيسها من الذين تم اعتقالهم في طهران لكنها ومن باب اخر كانت قد أعدت العدة لتحريرهم بعملية عسكرية سرية شاء الله ان يكتب لها الفشل بعد سقوط الطائرات الامريكية التي كانت تقل القوة المحررة في صحراء طبس ومقتل جميع افرادها !!! وامريكا كذلك كانت تفاوض ايران في ثمانينيات القرن الماضي على تسليمها اسلحة ومعدات عسكرية مقابل الاموال المجمدة في البنوك الامريكية وفي مقابل اطلاق سراح عملاء السفارة الامريكية في طهران وبعدها تنقلب امريكا على الاتفاق وتقوم باسقاط احدى الطائرات الناقلة لتلك الاسلحة لتقول بعدها ان الشحنة قادمة من اسرائيل الى ايران وان هنالك تعاون اسرائيلي ايراني لتشوه سمعة الجمهورية أمام المجتمع الدولي !! وأمريكا هي التي كانت وخلال اكثر من ثمان سنوات من عمر الحرب العراقية الايرانية تحاصر ايران عسكريا واقتصاديا وسياسيا بحجة عدم تسليح البلدين ولكنها في مقابل ذلك تفتح خزائن السلاح في الغرب وبأوامر منها ليشتري منها النظام الصدامي مختلف انواع الاسلحة لتدمير ايران !!وخلال اكثر من اربعة عقود وامريكا وتحالفها الغربي والعربي يحاصر ايران ولم تنفع كل قرارات الامم المتحدة او القوانين الدولية لكسر ذلك الحصار المشؤوم !! فأمريكا لاتعترف الا بامريكا ولو لزم الامر لتنكرت أمريكا لامريكا ! فلا قانون يحكمهم .. ولا أعراف أو اخلاق توقفهم او تحدهم !! فهل من العقل الان وبعد كل تلك الانقلابات نقول أن أمريكا ( الشيطان الاكبر ) التي حاصرت وقتلت وتحايلت واتفقت ثم تنكرت لكل اتفاقياتها ووعدوها وعهودها !! هل من الممكن لها الان ان تتقيد باتفاق سيجعلها تخسر هيبتها الكاذبة التي تسيطر من خلالها على المرجفين والعملاء من زعماء المنطقة والعالم !! لا اعتقد .. لانها امريكا … الشيطان الاكبر تحياتي … باقر الجبورييتبع …. الاعداد النفسي !! قبل الرد الايراني (2)!كلنا نتذكر تلك السنوات التي قضتها ايران وهي تتفاوض مع امريكا ومجموعة ( 5+1 ) حول ( النووي الايراني ) الى أن جاء الاتفاق بانتصار ايراني عظيم ! وماذا بعد ذلك .. نتفاجىء بان السيد ترامب يقف ويعلن أمام الجميع انه قد تراجع عن الاتفاق الذي سبق ووقع عليه بنفسه ويؤكد انه سيشدد الحصار على ايران ومع من سيتعاون مع ايران !! والاسباب مجهولة ودون أي مراعاة للدولة المشاركة في المفاوضات ودون مراعاة عماسيراه العالم من الوجه الحقيقي لامريكا التي لاتعترف بوعودها وعهودها !! ومانراه الان من الصبر لدى القيادة الايرانية والتأخير في الرد على اسرائيل هو لالقاء الحجة على الجميع !! ● أولا .. الشعب الايراني ( الاصلاحي ) الذي يؤيد فكرة التفاوض مع الامريكان ويعتبرها الحل الامثل !! ● ثانيا .. دولة المنطقة التي دعت وتوسلت بايران للقبول بالتفاوض مع امريكا لتجنيب المنطقة ويلات الحرب ! ● وثالثا .. الاصدقاء والاعداء القريب والبعيد لقطع الشك باليقين !! في أن امريكا لاعهد لها بالوفاء بالوعود التي تطلقها وانها ستنقلب عليها ولهذا بقيت ايران تنتظر نتيجة المفاوظات ما بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل والتي جائت برعاية امريكية وقطرية ومصرية على بنود اتفاقية لوقف اطلاق النار في غزة كتبت بايادي امريكية وأملاء الرئيس الامريكي بايدن نفسه !! والذي حصل الان ان امريكا تنصلت من كل بنود الاتفاقية وما أقرته هي بنفسها ومايهمها الان في نقاط التحاور الجديدة هو اعادة رسم خريطة غزة بما يتلائم وخطط الحكومة الاسرائيلية للسيطرة على غزة ومعابرها وحدودها وبما يضمن عودة الاحتلال الى غزة ماتشاء واطلاق سراح الاسرى الاسرائيلين عند حما..س مقابل اطلاق اسرى فلسطينيبن من سجون الاحتلال بحيث يكون بامكان اسرائيل ان تغتالهم او تلقي القبض عليهم مجددا بمجرد ان تطأ اقدامهم ارض غزة !! اتفاق يعطي كل شيء لاسرائيل !مقابل لاشيء للفلسطينيين !! هذه هي امريكا !! والسؤال هنا !! فهل كانت امريكا ستصدق مع ايران في اعطائها المكاسب الكبيرة التي وعدتها بها في مقابل عدم الرد على اسرائيل !!لا اعتقد …ايران وخلال الايام الماضية نجحت بايصال هذه الحقيقة الى الجميع فلا تفاوض مع امريكا لانها لاتفي بوعودها ولهذا سيكون من حقنا الرد ثم الرد على الرد الى يوم القيامة !! نعم هذه هي امريكا وأكثر من ذلك !! تاريخ أسود مليء بالتناقضات والانقلاب على الاتفاقيات ليس مع ايران فقط بل مع كل بلاد العالم بل حتى مع عملائها وجواسيسها !! وصدق القائل ( المتغطي بامريكا .. عريان )!!
تحياتي لكم … باقر الجبوري