ضربة خاطفة
ماجدة الحاج
هل أمّن بوتين صواريخ متطوّرة لحزب الله؟
في تطوّر خطير اقدمت عليه “اسرائيل” مرّة اخرى عبر اغتيال القيادي في حزب الله محمد نعمة ناصر يوم الاربعاء، اشتعلت الجبهة الجنوبية اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وبادر الحزب منذ الأمس الى ردّ غير مسبوق واستمرّ لساعات طويلة اليوم وأمطر اهدافه بأكثر من 200 صاروخ وعشرات المسيّرات الإنقضاضيّة التي دكّت مواقع ومقرّات عسكرية “اسرائيلية” في الجليل والجولان وصولا الى عكّا.. الا انّ ما لم تتوقعه تل ابيب، هو ان تطال صواريخ الحزب ايضا مقرّ “لواء الجبال810” – اللواء الجديد الذي تبجّحت “اسرائيل” بإنشائه كقوّة عسكريّة خارقة قادرة على تغيير الواقع الميداني امام حزب الله، وأنجزت تدريباته محاكاة لهجوم بري على لبنان، ليوجّه الحزب تسديدة ذهبية في مرمى اللواء المذكور، ويدمّر المقرّ وتأتي الحصيلة بمقتل واصابة 16 جروح العديد منهم بليغة- وفق ما ذكرت صحيفة “اسرائيل هيوم.وبعيدا عن “مقصّ” الرقابة العسكرية التي تفرض تكتّما مطبقا على حصيلة اليوم الصاروخي الطويل سوى زعم مصرع جندي في الجولان وقائد كتيبة، الا انّ القناة”12″ العبرية المحت الى “حصيلة قاسية وسقوط قتلى واصابات خطيرة في صفوف الجنود “الإسرائيليين” في الجولان، تمّ نقلهم جوّا الى مستشفيات صفد وحيفا، عدا اشتعال الحرائق المهولة في اكثر من مستوطنة وانقطاع التيار الكهربائي، كما توقف حركة القطارات بين حيفا ونهاريا..وبالتزامن مع “تشغيل” الجيش “الاسرائيلي” جميع اذرعه العسكرية في قصف البلدات والمناطق الجنوبية- بحسب ما قالت وسائل اعلام عبريّة، نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر اسرائيلية “استعداد الجيش لاحتمال ان يطلب منه المستوى السياسي “بدء حرب محدودة المدّة في جنوب لبنان”!هي ليست المرّة الاولى التي يلمّح فيها قادة ومواقع اعلامية “اسرائيلية” مؤخرا الى عزم تنفيذ حرب محدودة في الجنوب اللبناني، حتى انّ تقارير أميركية و”اسرائيلية” ذكرت انّ وزير الحرب “الاسرائيلي” في زيارته الأخيرة الى واشنطن، حمل الى المسؤولين في ادارة الرئيس بايدن، اقتراحا بتنفيذ عملية عسكرية محدودة في الجنوب اللبناني، تتضمّن قصفا جوّيا يقتصر على منطقة بعمق 5 الى 10 كيلومترات، الا انّ الاقتراح ووجه بالرّفض الأميركي.. هذا قبل ان يأتي الرّد التحذيري النّاري من قِبَل قيادة حزب الله، على لسان نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، والذي توعّد “اسرائيل” بأنّ الرّد على اي عملية عسكرية “محدودة” لن يكون بالمثل ابدا.ووسط تواصل التهديدات “الاسرائيلية” والغربية ضدّ لبنان بحرب تدميرية تطال البلد، ذكرت صحيفة “بيلد” الالمانية يوم الإثنين الماضي، “انّ اسرائيل قد تشنّ عمليّة عسكرية ضدّ حزب الله بجنوب لبنان في النصف الثاني من شهر تموز الجاري”، ونقلت عن مسؤولين غربيين كما قالت، “إنّ العملية المرتقبة قد تبدأ في الأسبوع الثالث او الرابع من هذا الشهر”!وللمفارقة، فإنّ تقرير الصحيفة الألمانية جاء بعد يومين فقط من زيارة نائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال الى بيروت، والذي التقى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حصرا من دون لقاء اي من المسؤولين اللبنانيين مع التذكير بأنه ليس اللقاء الأول بين الرّجلَين.ومع انّه لم يُعرَف الى ماذا افضى اللقاء، الا انّ تسريبات اعتمدت على مصدر مقرّب من الحزب، افادت بأنّ الشيخ قاسم ارسل تحذيرا غير مسبوق عبر القناة الألمانية، تضمّن تلويحا بجهوزية الحزب لاستخدام صواريخ جديدة غير مُتوقعة أُضيفت مؤخرا الى ترسانة الصواريخ الدقيقة في حال اقدمت “اسرائيل” على اي مغامرة – ولو كانت محدودة ، ضدّ لبنان.التحذير وصل سريعا الى تل ابيب، ومنها الى اروقة واشنطن.. ثمّة قرار غير مسبوق سبق زيارة ديال الى بيروت، وجاء بمثابة قنبلة مدوّية فجّرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في شهر حزيران الماضي، عبر اعلانه “انّ روسيا لم تزوّد حتى الان خصوم الغرب بأسلحة بعيدة المدى، لكنها تحتفظ بحقها في القيام بذلك”.. وجاء اعلانه ردّا على سماح حلف الناتو لأوكرانيا بضرب اهداف داخل روسيا بأسلحة غربية بعيدة المدى.اعلان الرئيس بوتين هذا لم يمرّ مرور الكرام في اروقة الغرب، وخصوصا الأميركية. منذ ايام، وتحت عنوان” تخوّف اميركي من دعم روسيا لحزب الله”، نشر موقع “ميدل ايست آي” البريطاني، تقريرا ذكر فيه ” انه بحسب معلومات استخبارية اميركية، فإنّ مسؤولي الدفاع والمخابرات الاميركيين يشعرون بالقلق ازاء حصول حزب الله على انظمة صاروخية متطورة من موسكو، قد تغيّر المشهد جذريا فيما اذا شنّت “اسرائيل” حربا على لبنان”، وذكر الموقع-نقلا عن معلومات استخبارية، انّ الرئيس بوتين قد يكون زوّد الحوثيّين ايضا بصواريخ كروز بالستية مضادة للسفن.ونقل الموقع البريطاني عن المحلّل السابق لشؤون الشرق الأوسط في وكالة المخابرات المركزية وليام آشر قوله” اذا هاجمت اسرائيل لبنان، فإنّ متانة العلاقة بين روسيا وايران والتي تجذّرت منذ الحرب الروسية-الاوكرانية وحصول موسكو على المسيّرات الايرانية “شاهد136″ والتي ادى استخدامها الى قلب الموازين على الارض بشكل كبير لصالح روسيا، فإنّ حزب الله حينها سيُدخل المنظومات الصاروخية الروسية حكما الى ارض المعركة”..وكانت صحيفة ” وول ستريت جورنال” قد ذكرت في شهر تشرين الثاني الماضي، ” انّ مجموعة “فاغنر” “الروسية تخطّط لتزويد حزب الله بنظام دفاع جوّي روسي متطور”. وغداة اعلان الرئيس بوتين الصريح عزم تزويد دول ثالثة مناهضة للولايات المتحدة والغرب بأسلحة بعيدة المدى،ذكرت صحيفة”موسكوفسكي كومسوموليتس الروسيّة، “انه للمرّة الاولى يسمح القائد الأعلى للقوات المسلّحة بإرسال أسلحة روسيّة الى دُوَل بإمكانها توجيه ضربات مؤلمة لأعضاء “الناتو” الذين يزوّدون اوكرانيا بأسلحة فتّاكة”..فيما قال الخبير العسكري، رئيس مركز الصراعات العسكرية والسياسية الروسيّة اندريه كلينتسفيتش، ” إنّ اسلحتنا باتت موجودة بالفعل حيث ينبغي، بمتناول اعداء الغرب”. قبل ان تذكر تقارير روسيّة ومجلة ريا نوفوستي،” انّ حركة انصار الله اليمنيّة حصلت على صواريخ فرط صوتية من موسكو”.اما وانّ “اسرائيل” تدرك جيدا ان شنّ اي حرب ضدّ حزب الله دونها مخاطر جمّة “لربما الأجدى لقادتها اصحاب الرؤوس الحامية ان يقرؤا بتمعّن ما اوردته محطة ام اس ان بي سي” الأميركية، والتي حذّرت “اسرائيل” من انها في اي حرب مع حزب الله، فهي لن تواجه خصما ليس فقط اقوى جهة غير حكومية في الشرق الأوسط، بل يقاتل بشكل اكثر فعالية من معظم الجيوش النظامية في المنطقة، كما مرّرت تحذيرها ايضا الى الولايات المتحدة التي لن تنجو بدورها من عواقب هذه الحرب.ربطا بترجيح محللين وخبراء عسكريين، فإنّ الامور لن تجنح صوب حرب شاملة بين “اسرائيل” وحزب الله.. لكنهم حذّروا من “ضربة خاطفة” قد يبادر اليها نتنياهو ضدّ مواقع محددة في لبنان.. وعندها، لن يكون ردّ الحزب متوقّعا- وفق ما المح قيادي كبير في محور المقاومة من بيروت، والذي توقع تطوّرات مرتقبة غير مسبوقة في غزة وجنوب لبنان، يخرقها حدث عسكري كبير في الشمال السوري!