خطاب السيد نصر الله..
أفشل حكومة نتنياهو واسكت أصوات النشاز في المنطقة، واعتقد بان الحرب في نهايتها.
بقلم ناجي أمهز
حقيقة لا منازع لزعامة السيد نصر الله اقله في العالم العربي، والعدو قبل الصديق يعترف بأن السيد نصر الله تجاوز مقاييس الزعامات التقليدية، أن كانت سياسية أو عسكرية في التاريخ المعاصر والقريب.
والدليل انه على الرغم من الضجيج الذي يصم الاذان والذي ضخه الاعلام في المنطقة والعالم، اضافة الى الصراع الذي يدور بين فرقة الزجل الاستراتيجية التي تدعي انها مع المقاومة والتي هي ضد المقاومة، ودخولهما في حفلة المزايدات التي لا تنتهي.
وما تحدثت عنه الدول وعلى عجل بدعوة رعاياها مغادرة لبنان ولو سيرا على الاقدام، وما رافق هذه الموجة من الفزع، ومن تهويل للعدو الاسرائيلي، وحركة نشطة لا تتوقف للمبعوثين من بعض الدول القلقة من انهيار وتدمير كل شيء، فالجميع كان يعتقد بان حكومة نتنياهو نجحت في جر حزب الله الى حلبة صراعها.
خرج السيد نصرالله وبهدوء متناهي، وثقة راسخة كالجبال.
وقال “بيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي”
وهذه الجملة المقتضبة تقول للعدو الاسرائيلي وللمستوطنين الصهاينة، ان حكومة نتنياهو هذه مجرد حكومة صبيانية، فهي لا تعلم اننا بالملعقة حفرنا الجبال، ونقلنا ترسنتنا من الاسلحة بالرصاصة الواحدة، وحررنا جنوب لبنان بالصبر الطويل، فان كانت حكومة نتنياهو تعتقد انها تستفز المقاومة او تراهن على فقدان صبر المقاومة، فان “بيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي”.
وايضا هذه الجملة هي تحاول لفت نظر الصديق المندفع، والذي توقع على الاعلام بأن يقوم حزب الله بقصف تل ابيب بآلاف الصواريخ، مع اجتياح بري للجليل، يرافقه ارسال الف طائرة مسيرة.
انه يا صديقنا طول بالك علينا شوي، اذا العدو الاسرائيلي له سنوات يعمل على تنفيذ عملية عسكرية واحدة، ما بتعطينا وقت قليل للنرد على العملية بعملية نوعية.
وأكثر من تأثر في خطاب السيد، هو تلك الشريحة الاستيطانية التي حزمت حقائبها وتهجرت من شمال فلسطين، بعد أن كانت حكومة العدو تعدها بتهجير أهالي الجنوب اللبناني.
ويمكن أن نتخيل معا كيف جنرالات العدو يبصقون على بعضهم وهم يتذكرون تلك الحقبة التي كان فيها العدو الإسرائيلي يقول إنه قادر على احتلال لبنان بفرقة موسيقية، بينما اليوم نعجة من الحدود اللبنانية قادرة أن تؤرق حكومة الكيان وتفرض عليه استدعاء الاحتياط وإعلان حالة الاستنفار الشاملة.
وما نقلته القناة ال12 الإسرائيلية عن الانزعاج الاسرائيلي الكبير من قرار واشنطن سحب حاملة طائرات من الشرق الأوسط، وطالبوا بتوضيحات من الإدارة الأميركية.
هو دليل ان الامريكيين جادين في منع اسرائيل من الانتحار، بحال دخولها في معركة مباشرة مع حزب الله، وخاصة ان كافة المعطيات الامريكية، تشير الى ثبات وهدوء المقاومة مقابل حالة من الجنون والفوضى وفقدان السيطرة التي تعيشها حكومة نتنياهو.
ومطالبة حكومة نتنياهو الإدارة الامريكية بتوضيح، لان الشعب الاسرائيلي حسب الاعلام العبري يعتقد بأن قوة إسرائيل ضعفت.
وتخوف المحلل العسكري الإسرائيلي بصحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل من أن خفض الولايات المتحدة وجودها البحري شرق البحر الأبيض المتوسط “لا يبشر بخير”، معتبرا أنه قد يكون مصحوبا بإشارة إلى طهران بعدم تصعيد الوضع المتوتر بالمنطقة.
بعد خطاب السيد بالامس الهادي كعمق البحر، والقاسي كالموت بحال تجاوز العدو الاسرائيلي قواعد الاشتباك، لان معركة الحزب، هي كما معركة باقي محور المقاومة، وقف اطلاق النار في غزة، وهذا قاله السيد في اول خطاب له بعد 7 – 10-2023
وانا ادعو الجميع وخاصة الذين لهم دور في الاعلام، يجب الالتزام في خطاب السيد، يجب الالتزام في خطاب السيد، لان هذه العنتريات تدمر انجازات المقاومة، وتزعزع استقرار المحور المقاوم.
يجب الانتباه، لقد بدات هذه الاصوات التي تنطلق من بيئة المقاومة او تدعي انها محسوية على بيئة المقاومة، تؤثر حتى على سياسة المقاومة، اليوم لا احد يتابع ما يصدر عن المقاومة، بل ما يصرح فيه هؤلاء المحللون الذين يتم استغلال ظهورهم وتصريحاتهم النارية في التشويش حتى على خطاب المقاومة، واصبح الرأي العام اللبناني والعربي، يختلف مع قيادة المقاومة بحال لم تأت تصريحاتها كما صرح غالبية الاستراتيجيين الذين يتواجدون حتى على اعلام المقاومة، وبسبب كثافة هذا الضخ من قبل اعلام المقاومة وغيره من الاعلام المعادي للمقاومة، اصبح حتى اتباع التطبيع والاتفاقيات مع العدو الصهيوني يزايدون ويستغلون تصريحات هؤلاء المحللين الذين طالما تحدثوا عن الحرب والقصف والاجتياح، ويطالبون المقاومة لماذا لم تقم بهذا العمل العسكري، كما جاء على لسان المحللين، خاصة اذا كان تصريح هؤلاء المحللين على الاعلام المقاوم.
نحن امام معضلة حقيقية وخطيرة للغاية، وبحاجة الى معالجة، وخاصة انه تبين تاثير مثل هؤلاء الهواة بالسياسة على المقاومة ومستقبلها وبيئتها.