٢/٢هل غدر حزب الله والمحور بغزة وتركها..
بيروت؛ ٢٣-١٠/٢٠٢٣.
ميخائيل عوض.
الحرب الكبرى بل الشاملة جارية اليوم ومسارحها تتسع، وتمتد من الناقورة اللبنانية الى باب المندب في البحر الاحمر مرورا بمضيق هرمز والهضبة الايرانية وابعد الى موسكو وبكين وعبورا بالعراق وحشده وفتاوى المؤسسة الدينية بالجهاد.الحرب الكبرى بل الاصح بحسب التعريف والعلم العسكري الحرب الشاملة جارية وبلاء جبهاتها عظيم ويتعاظم ويزيد في ترصيد النقاط والانتصارات. والجبهات والساحات والدول والجيوش والفصائل على جاهزيتها التامة لخوضها كحرب عاصفة عندما تدق الساعة ويأذن الله.كاذب، ومضلل وغبي واحمق كل من يتشكك بالمحور والمقاومة وكل من يتهمهم بانهم مكتوفة الايدي ويراقبون.ومزايد ابله كل من يمارس الابتزاز ويطالب ويضغط للتسرع في الاداء والتصعيد غير المدروس وغير المحكم.فالحروب لاتقاد ولا ينتصر المحاربون بالعنتريات ولا تقود الحروب جنرالات العالم الافتراضي والفضائيات ولا بالشعارات الشعبوية، ولا بحروب النظارات والتنظير. انما بالحكمة والتعقل والهدوء واختيار الوقت والاهداف والمسرح المناسب وبتامين شروط النصر باقل الاكلاف.فالحرب كريهة، ولا انسانية، ودموية وتدميرية “كتب القتال عليكم وهو كره لكم”..وفي اولى مبادئ الحروب؛ انك اذا استطعت تحقيق ٥٠% من اهدافك بلا الحرب فانت كاسب والنتيجة افضل بألف مرة من تحقق أهدافك ١٠٠% بالحرب.هذا درس وخلاصة ومبدا اساس في علم الحروب والجيوش.واذا كان جنرالات الشعبوية والفضائيات ووسائط التواصل لم يعرفوه ولم يفهموه فليصمتوا وهذا اضعف الايمان.فجبهة الجنوب بادرت من اليوم الاول واعلن قادت حزب الله انها شريكا اساسيا وفتحت الجبهة وكسرت قواعد الاشتباك التي قررتها نتائج حرب تموز ٢٠٠٦ واصبحت الحدود كلها من الناقورة الى مزارع شبعا في حالة حرب. والاهم ان قواعد الاشتباك التي كرسها الغزو الإسرائيلي لبيروت ١٩٨٢ قد كسرت ايضا وتوفرت الفرص للفصائل الفلسطينية بان تتوضع على الحدود وبان تقوم بالعمليات العسكرية، ومعها قوات الفجر التي تنتمي للجماعة الاسلامية وتحققت الفرصة للقوى والاحزاب والجماعات التي طالما طالبت الحزب بفتح الجبهة لمناضليها وها هي الجبهة الجنوبية مفتوحة على مصراعيها لمن يرغب ولمن لديه سلاح وفصائل مسلحة ويرغب بالمشاركة. وهذا انجاز نوعي يعزز اللحمة الوطنية ويعيد للامه وحدتها النضالية بشفاعة عاصمة الاديان والقداسة مدينة القدس ودماء اطفال غزة.والضربات المتقنة ادت الى تدمير خط الدفاع الإسرائيلي الذي استغرق اعداده ٢٣ سنة وزود بكل التقنيات واعظمها وكلف مليارات الدولارات. وتم حتى الان وباعتراف العدو تدمير اكثر من ١٥ودبابة ميركافا بأطقمها اي ما يوازي لواء دبابات. واصبحت اسرائيل عمياء وصماء على مسرح جبهة الجنوب وعمق المتوسط حتى طوروس وزاغاروس. وقتل وجرح اكثر من ستين من العسكرين الإسرائيليين واخليت المستوطنات، وتنتشر ٣ فرق ولواء من نخبة الجيش العامل ما يخفف الضغط على غزة ويحول دون جرأة اسرائيل على تجريب الانتحار في غزو بري لها.وجبهة الجولان ايها الحمقى والانتهازيون والمزاودين مفتوحة وسورية في حالة حرب منذ ٢٠١٢ ومشتبكة مع إسرائيل وامريكا والاطلسي وادواتهم وتقاتل ببسالة وصلابة وتحقق الانتصارات وتقصف مطاراتها. وبحسب التقارير الإسرائيلية ذاتها فتضطر إسرائيل لنشر ثلاثة فرق والوية على حدود الجولان ارتهابا من ان تكون قفزة العبور الثانية منها. ومجرد نشر هذه القوة وتجميدها يعني ان جبهة الجولان مفتوحة وشغالة وجاهزة.والضفة تقاتل باللحم الحي والصدور العارية وتضطر اسرائيل الى نشر ثلاث فرق عسكرية في ازقتها ومدنها، وتشتبك وتقدم يوميا الشهداء والجرحى.اما الحشد العراقي وفصائله المقاومة فقد بدأوا التحرش بالقواعد الأمريكية في سورية والعراق ويشاغلونها بالنار، ويضعون الوجود الأمريكي العسكري والاقتصادي تحت الصليات ومن يحارب امريكا ويستهدف قواعدها هو حقا يحارب إسرائيل وقوى حمايتها واسنادها والدفاع عنها.اما اليمن واهله ومجاهديه البواسل فلم يترددوا واو ينكفؤوا وسددوا ضربات صاروخية وبالمسيرات واعلنوا بالنار ان اليمن والبحر الاحمر والمضائق وحركة السفن والاقتصاد الاسرائيلي والاطلسي والاساطيل والبوارج وحاملات الطائرات في دائرة الاستهداف وصليات الصواريخ والمسيرات المشهود لقدراتها.عندما تزف الساعة ستعصف الحرب الكبرى الجارية على قدم وساق بوتائر منخفضة في مسارح وعاصفة في اخرى وتم تشغيل الساحات والجغرافية الواسعة وتحددت الاهداف الثمينة ويجري التعامل معها.الحرب الكبرى بل اكثر، تتجسد في الحرب الشاملة وتنضج فرصها وتتجمع عناصرها وقواها وتاليا فتكتيك الاستثمار بالوقت والرهان على تعزيز المتغيرات النوعية الجارية على كل صعيد هي من فنون وفروع الحرب ويتقنها المحور بإبداعية وعبقرية نادرة. والثابت والمؤكد قطعا ومن نواتج التجارب ومراكمة الانتصارات ان المحور وعقوله العسكرية الابداعية درست العلوم العسكرية وابدعت وتعرفت على تجارب الشعوب، وقررت ان تخوض حرب تحرير فلسطين على منهج الطويلة الامد ومراكمة الانتصارات ومراكمة المكاسب والنقاط بالجولات وبتعدد وتنويع المسارح والساحات وتعمل بالقاعدة الذهبية؛ سلسلة انتصارات صغيرة تساوي نصرا كبيرا.وهكذا تتجلى عبقرية المقاومة ومحورها وتبدع في ان تترك غزة تقود القتال لتحرير فلسطين ولو تمت التضحية بالأبراج السكنية وقدمت الشهداء وهذا دابها والثمن الذي يدفعه الشعب الساع للسيادة والتحرير الكامل. فالأمر منطقي وفيتنام والاتحاد السوفيتي والصين وفرنسا وبريطانيا قدمت شعوبها عشرات الاف المدن التي دمرت عن بكرة ابيها وسقط عشرات ملايين البشر. ولم ترتهب الشعوب ولا بخلت ولا انكسرت انما انتصرت للبشرية وهزمت النازية، والارهاب، وحررت الاوطان.وان تفعلها غزة الاسطورة والولادة، فلهو امر منطقي وعادي وهكذا تجري الحروب ولمن يطالب المقاومة والمحور ان يستعجلوا دخول الحرب العاصفة كيفما جاءت وتلبية لدعوات الشعبوية والمزاودة، انما يدعون لسقوط مئات الالاف وربما عشرات الملايين من الضحايا، وتدمير المدن والحواضر. فالحرب العاصفة قبل انضاج طبختها ستكون تدميرية وقد تستخدم فيها اسلحة الدمار الشامل. فلتهدا الاعصاب ولتربط الالسن فزمن الحروب ليس للتسلية ولا للشعبوية والمزايدات الرخيصة والتافهة او لبناء النجومية الفارغة. فان تقود غزة الحرب انما هو التكتيك العبقري. والنتائج تشهد وتقطع. فعبور غزة الاسطوري ودورها في القيادة بات يحفز على تثوير الامة وشعوبها ويوفر الاسباب لاستعادة الامة لوحدتها وتوحيد كلمتها وتعود فلسطين روحها وسرها ومبتغاها وبذلك تشطب عشرات السنوات التي جرى العمل فيها لتسعير صراعات الامة بأطيافها وهذه هي اليوم غزة وقيادتها للحرب وتضحيتها تصنع المستحيل وتوحد الامة بكل اطيافها فتهتف الجزائر والكويت ومصر للسيد حسن نصرالله الحبيب، وتطالبه بقصف تل ابيب …حقا انه انجاز عبقري ونتيجة للتضحيات وصحة وعبقرية القيادة واختيار المسرح وقيادة الحرب.وان تقود غزة الحرب، لتأكيد ان الشعب الفلسطيني عبقري ومقاومته صلبة وقادره وتنجز شطب اخر الاوهام الإسرائيلية بالتطبيع والتتبيع والابراهيمية وتكسر ظهر المخططات الامريكية والإسرائيلية التي اعدت لتهجير غزة الى مصر والضفة وفلسطين ال٤٨ الى الاردن وقد تحققت فيها تحولات نوعية وفرط استراتيجية؛ فالأردن شعبا ودولة اعلن الرفض والتحشد والقول بالفم الملان ان التهجير سيكون بمثابة اعلان حرب ولن يبخل الشعب فيها وتحتشد مئات الالف على حدود الضفة انتظارا للإشارة او اكتمال العدة وعندما تعبر الحشود من الاردن الى الضفة تقترب لحظة النصر التام وربما تعيض عن عصف الحرب الكبرى وما قد يترتب عليها من دمار هائل وعدد لا يحصى من الضحايا.وما هو جار على حدود الضفة جار اهم منه على حدود غزة، فمصر ام الدنيا وحجر الرحى تغير اشرعها وتنخرط بالحرب الشاملة وتعلن على لسان رئيسها ان لا مكان يهجر اليه الفلسطينيين الا اراضي ال٤٨، وان تهجيرهم الى سينا بمثابة اعلان حالة حرب، ويستدعي السيسي الشعب المصري الى الميادين والشوارع ولا يهتز له جفن ان تهتف للسيد نصرالله … ما اعظمك غزة وانت تصنعين المعجزات والعجائب في كل حدب وصوب. فهل كان احد من ابطال حروب العالم الافتراضي والفضائيات يتوقع انقلاب مصر بثقلها واضطرار بايدن ان يعلن من طائرته انه ابلغ اسرائيل بان امريكا لن تحارب معها اذا دخل حزب الله الحرب، واعلان وزير الدفاع الامريكي عودة الاساطيل وحاملات الطائرات الى قواعدها…ام تحققت هذه الاحداث والخطوات النوعية بفاعلية عنتريات جنرالات الكلاب هاوس والوسائط والفضائيات..ويحكم ايها الصبية فقليلا من التعقل يفيد…اذن؛حزب الله والمحور لم يغدر بغزة ولم يتركها وحدها تذبح انما انخرط وينخرط ويوسع ويعدد مسارح وساحات الحرب واطرافها ويعزز من التحولات النوعية في العرب والمسلمين شعوبا وحكومات ويستثمر في التحولات الدولية ويعززها.فأطيب الطبخات هي التي تنضج على نار الحطب الهادئة فمن اشعلها يستطيع التحكم بنارها وطبخة تصفية التطبيع والتتبيع، والابراهيمية وتهجير الفلسطينيين، وصفقات القرن ونظمها واوهامها تستحق العمل بتقانة وهدوء اعصاب. وهذه انجازات نوعية للحرب الشاملة الجارية ومحور المقاومة في صلبها ويقودها، ويحقق انجازات مؤسسة في كشف امريكا وتعريتها وتحريك الشعوب تضامنا مع فلسطين واستنكار العدوانية الإسرائيلي الامريكية الاطلسية وفي عقر دارها ….هكذا تقاد الحروب الكبرى وهكذا ينتزع النصر وليس بالهوبرات والشعبوية الفارغة ولا تصنع الانتصار العقول الفارغة والمتحجرة.يا قدس انا قادمون ويومك اقرب من الجفن الى العينهذا هو الوعد، وعد الصادقين الاوفياء….واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا.
انتهى.