فيتو أمريكا
د. تيسير ابوعاصي .
قامت امريكا في مجلس الأمن يوم أمس بإستخدام حق النقض الفيتو على مشروع قرار وقف اطلاق النار في غزة ، الذي نال ثلاثة عشر صوتا اي بالإجماع لولا موقفها ولولا امتناع بريطانيا ….
إن هذا الفيتو يذكرنا بعبثية مجلس الأمن ضمن هذه الآلية التي تعكس تداعيات الحرب العالمية الثانية دون منطق الديمقراطية التي يتشدق بها المجتمع الدولي ، فما معنى القفز والتجاوز على قرار غالبية عظمى من اعضاء مجلس الامن لا بل الاستخفاف وإزدراء اصواتهم بمجرد الاستفراد بفيتو دكتاتوري اوتوقراطي ، أليست جريمة قذرة نكراء ترتكب بحق غزة في جبهة قتل في مجلس الأمن تضاف الى جرائم الصهاينة وجيش الاحتلال على غزة ؟!.
أمريكا التي تدعي الديمقراطية كسمة للعصر وملامح للحضارة وتنشر قواتها وتفتح جبهات وتتدخل وتغزو بلاد وتقوض انظمة حكم على مساحة كل خطوط الطول والعرض بحجة الدفاع عن الديمقراطية ، كيف لها ان تمارس الفيتو على مشروع قد نال هذه الأكثرية الساحقة في مجلس الأمن ، سيما ان نجاح هذا القرار كان مأمولا منه وقف المجزرة الهمجية التي ترتكبها ربيبتها في غزة …
انه عالم اللامنطق ، انها حكاية ساخرة ، هو مسرح الأمم تتجلى فيه مشاهد سقوط العدالة وممارسة التفرد والديمقراطية ، أما السؤال المطروح ما هي جدوى وجود مجلس الأمن هذه المؤسسة الأممية بإلتئامها وهدر اوقاتها وتكاليفها وخطاباتها وتصويتها ..
طالما هناك فيتو يتربص بإرادة الأمم في كل حين . !!!..