حكومة الاغبياء 2
محمد شكر
في حرب الشوارع تتحاشى الجيوش النظامية والقوات الخاصة التوغل أثناء هجومها إلى أعماق المناطق المعقدة فتعمد إلى التدمير والتأمين الكامل للقوات خشية وقوع خسائر غير محتملة بصفوفها فتعتمد القيادات المتمرسة خلال وضع خططها الهجومية في المناطق المقفلة على حسابات دقيقة بعد الاستعلام عن قوة المدافعين ، العديد ، نوعية الاسلحة التي يمتلكها الخصم ، احتمالات وجود الافخاخ المعرقلة والموانع الموضوعة وتنتظر تقدمهم ، والتي تجعل عناصرها معرضة للقنص ، والآليات للأفخاخ والرمي بالسلاح المضاد للدروع وتكون مهددة بأن تضرب من مسافات قريبة حيث يجد المدافع فرص مؤاتية بالتقرب والتصويب على الآليات وتدميرها وقتل عناصر الفرق المتقدمة ومنعها من تحقيق أهدافها وهذه ميزة تخدم القوة المتمركزة داخل الابنية سواء كانت مدمرة بفعل التمهيد المدفعي أو الصاروخي من الجو أو التي ما زالت واقفة وتعطي الافضلية للمدافع وتسمح له بالمناورة والتنقل ورصد هدفه والتعامل معه من الجانب والخلف .الافق المسدودقيادة العدو الصهيوني قررت الدخول الى قطاع غزة ووضعت أهدافا كبيرة : “القضاء على حماس وتحرير الاسرى” حيث توغل جيشها وفرقها العسكرية وألويتها النخبوية المدعومة جويا منذ حوالي الاربعين يوما ، تتعرض فيها للخسائر بجنودها وضباطها ومدرعاتها ، وتستميت لتحقيق أي إنجاز يحفظ ماء وجهها غير آبهة بحياة جنودها أمام ما تطمح لتحقيقه وما يحول دون سقوط الحكومة ودخول اعضائها إلى السجن ، علاوة على التصريحات التي اعتبرت فيها هذه الحكومة أنها معركة وجود .المقاومة في غزة تقاتل جنود العدو في ميدانهاالعدو الصهيوني يقصف مدن قطاع غزة ويدمر الاحياء والابنية فوق ساكنيها منذ خمسة وستين يوما يرتكب فيها المجازر يقتل الاطفال والنساء ، ويبيد عائلات بكاملها إلى أن قرر الهجوم البري واصبحت قواته المهاجمة تحت نار المقاومة التي تتفنن بقتل جنوده وتدمير آلياته وهذا ما كانت تنتظره المقاومة وهو أن يصبح الجنود الصهاينة بمرماها لتحصد ما تستطيع من قواته بعد أن أصبح العدو في مأزق لا يستطيع التراجع عنه ولا يستطيع منع وقوع الخسائر ، فأي حكومة غبية هذه التي تحكم في الكيان الغاصب وتقود جيشاً سيتمزق وسيتحول إلى أشلاء في ميدان استدرجته إليه المقاومة .