غزة وخطاب نصر الله …
رأي شيخ من كبار أهل السُنَّة : عطاء الشيخلي
قبل أن أكمل مقالتي غزة والعالم العربي والأسلامي سأعلق بصورة سريعة على خطاب السيد حسن نصر الله. لم أرَ وأسمع وأتابع زعيم دولة أو حزب أو رجل دين مثل ما أتابع خطابات السيِّد حسن.
فهذا الرجل على الرغم أنه زعيم حزب لبناني ورجل دين شيعي وعادة في العراق والوطن العربي والأسلامي أغلب السنة وأنا منهم (كنت سابقاً) يمقتون ويحقدون على الزعماء الشيعة سوى رجال الدين أو السياسة وحتى علماء العلوم الطبية والفيزياء والكيمياء والرياضيات وباقي فروع العلم والمعرفة فمجرد نعرف أن هذا العالم من الشيعة نحكم عليه بالنفاق والجهل والكفر والفتن أو نحاول التقليل من شأنه أن كنا منصفين وغير متطرفين.
وانا من المحرضيين عليه يوم حرب سورية. ولكن هذا الزعيم اللبناني الشيعي بات رجل الخطابة والحماسة والشجاعة والقدرة والقوة والأقتدار يخطب أكثر من ساعة ونصف ولم تجد تلعثم أو زلة أو فراغ أو تكرار أو حشو كلام ينقل الوقائع كما هي بكل صدق وأمانه. في خطابه اليوم زاد حيرة العدو الصهيوني المجرم وأمريكا والغرب والأقليم السني وحير حكومات وجمهور فهو لم يعلن الحرب على أسرائيل بالطريقة التي تنتظرها أمريكا وأسرائيل وحلفائهم الغربيين والحكومات والجماهير السنية ولم يخذل الجمهور الشيعي في لبنان وباقي العالم العربي والأسلامي.
لا اخفي عليكم سرا بأن أمريكا والغرب كانو ينتظرون أعلن السيد حسن نصر الله الحرب اليوم، ليبدؤ بالهجوم على لبنان. فكان السيد كعادته بخطابه بمنتهى الذكاء والفطنة والأعتدال بعيدا عن الأنفعال والعواطف أسترسل وتدرج حتى حير وأغاض العدو وسر وأغبط الصديق فقال نحن في حالة حرب منذ الثامن من تشرين أي بعد يوم واحد من عملية طوفان الأقصى أي أن حزب الله اللبناني دخل الحرب بجانب حماس والجهاد الأسلامي بعد يوم واحد من تلك العملية العظيمة وكل يوم تزداد الجبهة اللبنانية شدة وقوة في قتال العدو الصهيوني وكل الأحتمالات مفتوحة في تطور مسير الحرب وربما غدا أو بعد شهر تتحول الى حرب شاملة وهذا يعتمد على ما يحصل في غزة .
وهنا بذكائه أخبر أمريكا وهذا الغرب بأنه هو من يحدد ساعة وتاريخ الحرب. فهل هنالك أوضح وأفصح وأقوى من هذا الخطاب لم ترهبه أساطيل أمريكا والغرب ولم تخيفه طائرات وصواريخ ومدافع وكل آلة الحرب الصهيونية المدمرة ولا قلل من عزيمته خذلان العالم العربي والأسلامي السني في نصرة فلسطين وأهلها المظلومين وهو يعلم علم اليقين أن العرب السنة والمسيحيين واللاجئين السوريين في لبنان ولا سيما الدواعش منهم يتربَّصون بالحزب والشيعة الدوائر وينتظرون دخوله الحرب حتى يغدروا ويمكروا ويطعنوا حزب الله اللبناني والشيعة في لبنان بخناجرهم من الخلف ويشفوا قلوبهم الحاقدة وعقولهم المريضة فهم بلا حياء وخجل ولا غيرة ولا دين ولا أخلاق يعلنون ليل ونهار سراً وجهراً أنهم حلفاء أمريكا وأسرائيل.
اعتذر منك أيها السيد. فعلا نعم القائد ونعم النصير لفلسطين.
العالم الشيخ عطاء الشيخلي.