لبنان والكيان…!
منذ اغتصاب فلسطين وقيام دولة الكيان بقرار دولي في سنة ١٩٤٨، جرى التعامل مع لبنان على أنه مجرد حديقة خلفية، فأنشئت المستعمرات والمؤسسات الاقتصادية والسياحية والصناعية والزراعية الصهيونية، وبعد الحد من قواعده العسكرية، راح العدو يتغنى بأنه لا يحتاج أكثر من فرقة موسيقية لتأديبه إذا تحرك يميناً وشمالاً، وارتكب مجازر عدة من أهمها مجزرة صلحا وحولا…!
ومع انطلاق المنظمات الفلسطينية، تعرض لبنان للقصف والخطف، وصار الموت يسرح ويمرح مع كل طلقة نار. ولم تكن الحرب الأهلية التي حصدت عشرات الآلاف من اللبنانيين أخف وطأة، حيث كان العدو الشريك والمحرض والممول والمسلح، واجتاح الجنوب سنة ١٩٧٨، وقد سبق ذلك بإنشاء ميليشيا سعد حداد تحت شعار دولة لبنان الحر، وخلفه أنطوان لحد باسم جيش لبنان الجنوبي، الذي اجتاح لبنان واحتل العاصمة بيروت وارتكب المجازر، وخرج ذليلاً بفضل المقاwمة الوطنية والإسلامية، حيث تنحت الأولى وتصدت الثانية بقيادة حzب الله، وعاهدت اللبنانيين على تحرير الأرض والقضاء على العملاء وتحقق الانتصار والتحرير في أيار عام ٢٠٠٠، وتحصّن بانتصار ٢٠٠٦. وبعد أن راهن العدو على الإرهاب في ٢٠١١ هزم مجدداً…!اليوم، تخرس كل الجبهات العربية سوى جبهة غزة وقرينتها اللبنانية على طول مئة وخمس كيلومترات، وتجبر العدو على إفراغ المستوطنين في عمق عشر كيلومتر نار، وتفقأ عيناه وتقطع أقدامه، فيفقد توازنه صائحاً مولولاً ومستغيثاً بالغربان والعربان وأساطيل البحر والبر والجو حاصداً فرق العزاء والبكاء على قتلاه…!ما بين الماضي والحاضر تبدل المشهد رأساً على عقب.
وعليه نسأل:
١- لماذا تغيّر المشهد وبفضل من؟
٢- أين هي الفرق الموسيقية التي كان يتغنى بها العدو؟
٣- متى تتحوّل باقي الجبهات إلى أخواتها من غزة وعاملة؟
٤- ألم يحِن الوقت وتنتفض القوى الحيّة على أنظمة التطبيع وتستفيد من تجربة لبنان وغزة؟
د. نزيه منصور