فلسطين لست وحدك..!!
كوثر محمد المطاع
باتت “اسرائيل” اليوم كطفلة مدللة يتسابق العالم لإرضائها على حساب الفلسطينيين ، يحاولون إسكات صراخها الذي تحاول إسماعه للعالم ، يكفكون دموعها بقصف الاطفال كل يوم ، لتصبح لعبتهم البحث عن ذويهم و لباسهم الجديد هو الكفن ، بعد سنوات من زرعها في المنطقة لزعزعة امنها ، وصار موقف المسلمين عار على الانسانية وخالي من الاخوة التي أمرنا الله بها
فبعد زرع “اسرائيل” في الجسد العربي تم زرع علماء وزعماء في كل الدول العربية ، كمواطنين لتلك الدولة ومن ثم التسلق في مناصب هامة للتأثير على قرارات الدولة ، وهذا التأثير حسب ما يحتاجة الصهاينة المجرمين ، ولم تأتي هذه التغييرات بصورة واضحة أو سريعة بل ببطء شديد حتى تتعود الشعوب على هذه السياسة وبدل مناهضتها تقوم هي بالموافقة عليها أو بالصمت حيالها
فعندما نشاهد الدول المحاذية لها و تصريحاتها الباردة و اغلاق معابرها وصم أذانها لسنوات عن معاناة أهل فلسطين ، نعرف أن العدو قد تسلق السلطة وصار في كل بلد ، ونرى ذلك في قمع المسيرات السلمية و محاولة تكميم الافواه ورفض أي تعليق قد يثير الشعوب ، ونرى البعض الآخر قد ساير شعبه في مسيرات غاضبة وهو يعلم بأنهم سيثورون لبعض الوقت وتنتهي مشاعر الغضب ، لأننا لم نجد من يقوم بالتعبئة العامة للجهاد الفعلي والاستعداد الكبير لخوض المعركة حتى وإن كانت دولً بعيدة عن محيط فلسطين ، ففي العروض العسكرية تتفنن الدول في إستعراض الأسلحة الحديثة و سرد قائمة بقدارات كل تلك الأسلحة ونقلها عبر الشاشات ومواقع التواصل وتصنيف الجيوش العسكرية و التسابق للحصول على لقب أقوى جيش في العالم ، ولكن ضد من تجهز هذه القوة ياترى ،
في حرب اليمن تسابق الجميع لمد يد الشر لتدمير اليمن والذي صار كيوسف بين إخوته ، أرادوه ذليلاً وأراده الله عزيزاً على الأمة كلها ، أرادوه ضعيفاً وأراهم الله قوته ، أرادوا اشغاله بالحرب الضروس ونسوا أن القدس قضيته الأولى ، أرادوا وخططوا ونسوا أن الله يجمعهم لزوالهم القريب ،
ومن معاناة الأمة خرجت دول المحور لتقول لفلسطين لستي وحدكي ، هانحن قربك وفي ظهرك ، و جهادنا لايقوى إلا في صف واحد ، ست ساعات من المواجهة اظهرت الوجة الحقيقي للجيش الرابع حول العالم كما يسمونه ، اظهرت ضعف استخباراته وضعف جنوده وماهم الا وهم عالمي واهن ، لا ترى قوتهم إلا بين الأبرياء العزل في اقتحاماتهم الليلة والتي يريدون من خلالها استعراض القوة على الأبرياء ، لاتجد قوتهم إلا في تعذيب الاسرى المظلومين وإرعاب الأطفال الصغار ، ترى تلك القوة على مرتزقتهم وعملائهم وهم يضعون احذيتهم على رؤوسهم تراها فوق حكام العرب العملاء المطبعين،
اجتماع الدول العربية والغربية في يوم قمة مصر يعرف موقفه وبيانه قبل بدءه ، فمن استنكر و طلب ضبط النفس لن تجد منه خيراً ، فبيانه معروف بأنه مخزي قبل إعلانه ، و موقفة ضعيف ، و نتائجه تطبيع الدول بصورة علنية فاضحة ، ومااجتماعها إلا كما أسماه الشاعر البردوني إلا إجتماع الحشرات ،
أما عن أبرز قراراتهم حل الدولتين هذا خيار قمتهم العظيم وكأنها خدعة الخاتم لمعاوية وعمر بن العاص وتثبيت “إسرائيل” لاحقا ، لم تنتهي القمة لوقف اطلاق النار بصورة حقيقة ، ولم تتطرق للحصار الذي يعاني منه أهل غزة وفتح المعابر ، وفي الأخير لم يكتب أي بيان ختامي ، حتى وإن كان بيان وهمي كما تعودنا ،
نحن هنا ياغزة نشعر بآلامكي ، نمسح عنك جراحكي ، وننتشل من تحت الركام عزتك ليرتقي إلى السماء شهدائكي الاعزاء ، نتابع الأحداث عن كثب وكأنها شوارعنا وبيوتنا التي تقصف ،نشاهد قصف المدارس والمستشفيات والمساجد وكأنها نفس الأحداث التي عشناها كيف لا وعدونا واحد ، سنرج في مسيرات لا نبحث منها عن تلميع إعلامي أو ترند عالمي ولكن نخرج لنسجل الاسماء للتعبئة الجهادية في الاقصى ، وسنقدم الأموال ، سنخرج في مسيرات غضب حقيقية تجنى ثمارها ، فليس لدينا سفارة امريكية ولا اسرائيلية لنقوم بحرقها فقد أحرقناها سابقاً ، و سبق الوعي فينا هدف العدو و محاولة إستيطانه لنا ، سنربي الأجيال على جهاد أعدائك وعلى الحرية و النصر المبين ، وسنكون دوما إلى جوارك غزة .