المواجهة الحقيقية وقعت بين أبواق الفِتنَة في لبنان …
كتبَ إسماعيل النجار
المواجهة الحقيقية وقعت بين أبواق الفِتنَة في لبنان والإعلام الوطني الهادف،
الهدف هو تصحيح المسار الإعلامي في لبنان،
فبين صوت العقل والمنطق وصوت الغريزة والعصبية والطائفية ساحة صراع لا تقف عند حدودٍ مُعيَنَة وأفُقها مفتوح،
هوَ صراع الحق والباطل،
وصراعُ هذا الباطل فَن الممكن وليسَ المستحيل،
بين هاذين الوجهَين المتناقضين يقفُ جمهورٌ لبنانيٌ عريض وواسعُ الطيف يستمعُ إلى ما يُقال ويقرأ،
البعض منه مُضلَّل، وبعضٌ آخر يسمع وِفق مصالحَهُ الشخصيه،
والأغلبية الساحقة منهم تناصرُ الحق وترفض التحريف والتضليل والتحريض، يطالبون ببث كل ما يجمع بين اللبنانيين وليسَ ما يُفَرِّق بينهم،
على كوع الكحالة كان الإمتحان صعب جداً حيث سقطت فضائيات وفازَت أخرىَ،
هناك على كوع الموت إنكشفَ عُرَىَ الكاذبين والفتنويين والمحرضين وأنفضحوا على وقع المصيبَة ودموع أهالي الضحايا من الطرفين،
أهل الشهيد أحمد قصاص قالوا لقيادة حزبهم أمراً وطاعه واتخذوا من الله حسبهم ونِعم الوكيل،
وعائلَة فادي بجاني تَنَبهَت إلى ما يُحاك ورفضت الفتنة قاطعةً الطريق عليها برفضهم أي كلمات سياسية أو حزبية أثناء التشييع وَوَلُّوا أمرهم للمطران عبدالساتر، وبخطَة ذكية مُحكَمَة ملئوا الصفوف الأمامية في الكنيسة منهم ومن محبيهم تاركين الصفوف الخلفية للحزبيين من الكتائب والقوات اللا لبنانية الذين ما إن وصلوا ورأوا المكان ممتلئ ولا مكان لهم إلَّا في الخلف حتى غادروا بخُفَي حُنَين ومن دون ضجيج بوجوهٍ مُقفَرَّة،
سارت مراسم التشييع كما أرادت عائلة فادي بجاني حيث سَكَبَ المطران عبدالساتر في عِظَتِهِ الماء البارد على رؤوس الناس رافضاً السماح لأحد الإصطياد بالماء العَكِر كما حصل لحظات الحادثة وبعدها إلى ما قبل التشييع،
بعد الإنتهاء من مراسم الدفن والعزاء أُرسِلَ من الكحالة رسولاً إلى قيادة حزب الله ليبلغهم رسالة من عائلة الفقيد وأهالي المنطقة بأنهم ليسوا أعداء للمقاومَة ولا يكنون لها إلَّا كل الحب والإحترام،
رُدَّت التحيَة لهم بأحسن منها حيث قال الأمين العام لحزب الله أن أهل الكحاله هم أهلنا،
قنوات الفِتنَة قُمِعَت من قِبَل أهل الكحالة أولاً، وأُقفلَت الأبواب بوجهها حيث رفض أهالي فادي بجاني إستقبال أيٍ منهم قطعاً لدابر الفتنة وقطعاً للطريق على أي دور فتنوي يبدأ من حيث سالت دماء إبنهم كرد فعل على جريمة أقترفها من دون معرفة الدوافع والدافع،
من هنا بعد كل ما حصل تبدأ مواجهة الإعلام الصادق مع الإعلام المُحَرِّض الفتنَوي الكاذب،
في لبنان إعلام كبير ومتنوِع لا يقبل حرف البوصلة عن العدو الحقيقي ويرفض التحدث بلسان إسرائيل، هؤلاء إعلاميون ضد الفتنة، إعلاميون ضد الكَذِب والتضليل، إعلاميون محترفون بصياغة الكلمة التي تجمَع بين أطياف المجتمع ولا تُفَرِّق،
القنوات الساقطة هي أبواق وليست إعلام، وليست مهنية، ولا وطنية، إنما هي لسان حال مَن يدفع أكثر،
إحدى القنوات اللبنانية تهاجم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لأنه رفض دفع مبلغ مليون دولار لها مقابل التسويق الإعلامي له، فمارست معه الإبتزاز ومارسَ معها التجاهل،
لا تستهينوا في الكلمة ولا تستخفوا بها، لأن الكلمة مسؤولية، شرف الرجل كلمة، دخول الجَنة في كلمة، وولوج النار على كلمة، عيسى ابن مريم هو كلمة، وإرادة الله هي كلمة،
ليسَ من السهل أن تكتب أو تنطق باطلاً أي كلمة،
سلام الله عليك يا إمامي يا حسين،
هنا في لبنان دخلَ أهل الكلمة وأصحاب الكلمة، مرحلة المواجهة الأخلاقية والعلمية والثقافية والوطنية مع أبواق الكلمة،
إنتظرونا إنَّ غداً لناظرهِ قريب.
بيروت في…
18/8/2053