ما يجري في روسيا كان سيحدث عاجلاً أو آجلاً ، فليس كلّ الروس بالمطلق يوالون بوتين و يؤيدون توجهاته ، شريحة من الروس تتناغم مع الثقافة الغربية وإن كانت أقلية لكنها موجودة .. ربما من حسن حظّ روسيا أن يجري تظهير ما هو منتظر بصيغة عسكرية أو تحت عنوان تمرد عسكري ..
ومما لا شك فيه ان الإستخبارات الروسية كانت على علمٍ بما يحدث ، يؤيد ذلك الإجراءات المتخذة في الاسابيع القليلة الماضية والمتعلقة بإصدار أوامر تعاقد المقاتلين مع وزارة الدفاع ، كما تؤيده سياسة الهدوء التي تظهرها موسكو في التعاطي مع هذا الأمر ..
من المهم أيضاً الإشارة إلى أن قائد فاغنر كان قد صرّح منذ شهر تماماً بأنه يتوقع اندلاع ثورة في روسيا ..! و بالمحصلة فإن قائد فاغنر قد حرق نفسه سريعاً وهو ما يعكس ضعف خبرته السياسية إن لم نقل شيئا آخر ، كما أنه سيحرق أحلام تلك الأقلية المتماهية مع الغرب في روسيا ..
قدْ لا ينجح الغرب الأطلسي في استثمار “تمرّد فاغنر” على المستوى الداخلي الروسي أو على مستوى جبهة الحرب الأوكرانية ، و غالبا فهو لن يستطيع ذلك لأسباب متعددة ..
لكنه -أي الغرب- لن يفوّت الفرصة للتأثير على النفوذ الروسي في ساحات خارجيّة ، في أفريقيا و آسيا الوسطى أو في الشرق الأوسط ..
حلفاء روسيا مطالبون باليقظة و الإسناد لأجل أنفسهم و لأجل حليفهم ، و في منطقتنا فإنّ حلف المقاومة مطالب بجاهزية عالية لكلّ الإحتمالات ، بل إنّه قد يجد نفسه مصطرا لإحداث ضغط استباقي على الأمريكي ..
حيّان نيوف
