كتب إسماعيل النجار. . .
بين زيارة لودريان الإستطلاعية إلى لبنان وغداء السفير البخاري أمس الخميس رسالة سعودية واضحة المعالم للداخل اللبناني فهَل مَن يفهم فحواها؟
إنَّ دعوَة السفير السعودي في لبنان إلى طاولة الغداء هذه لَم تَكُن مصادفَة ولا تكتيكاً سياسياً سعودياً فحَسب بَل جاءَت في توقيتٍ مدروس لإيصال رسالة إلى بعض اللبنانيين مفادها أن المملكة صافحت سوريا وإيران ولن تتراجع عن ذلك ولن تتخذ أي موقف مغاير لسياسة البلدين،
طاولة غداء سعودية رسمية حَمَلَت عنوان تكريم السفير عبدالله أبو حبيب وجمعت حولها سفراء دُوَل كثيرة، لكن نجومها الأكثر إشعاعاً كانوا السفير الإيراني والقائم بالأعمال السوري في لبنان، وتميزَت بلقاء سعودي حار للسفير مجتبىَ أماني الذي إلتقطَ صورة تذكارية إلى جانب وليد البخاري وجلسا سوياً على طاولة غداء واحدة، كل هذا حصل والمبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص يصول ويجول في بيروت بين قيادات الصف المسيحي الأول كما التقى الرئيسين ميقاتي وبري والمرشح سليمان فرنجية،
لودريان يحمل حقيبة سياسية فارغه إلَّا من بعض الأوراق البيضاء والأقلام ليُدَوِّن عليها آراء الأفرقاء اللبنانيين المعنيين بشكلٍ مباشر بموضوع الرئاسة اللبنانية، وزيارته أكدَت الحال السيء الذي وصلت إليه باريس من الضعف والوَهن، في ظِل صمت سعودي وتلاعب أميركي بلبنان وضياع لبناني داخلي ضمن بَوطَقَة التحالف السيادي الهَش،
حزب الله مرتاح ومتمسك بمرشحه لأنه يبني موقفه على صخرة 51 نائب صلبة غير مدفوعة المقابل بينما الفريق الآخر جمعهم القرار الأميركي بمحاولة لكسر إرادة المقاومة التي لم تتَضَرَّر من النتيجة،
لودريان سيرحل بخُفَّي حُنَين، وجهاد أزعور مرابط في واشنطن بينما طَيفَهُ على أبواب الصالونات السياسية في بيروت، وعام 2023 لن تُشَكِل مخرجاً رئاسياً للوضع اللبناني الراهن،
اللغز في القضية هو قرار سوريا بعدم التدخل في الشأن اللبناني حتى لو كان فرنجيه يُشَكِل الحليف المسيحي الوحيد المتبقي لها في لبنان،
ثانياً : الصمت الإيجابي السعودي حيال أي إسم مطروح،
ثالثاً : إعادة حسابات أميركية بعد فشل حصول أزعور على 65 صوت الذي كان سيُشكل لها مدخلاً للإعتراف به كرئيس للجمهورية على غرار جوان غوايدو في فنزويلا ويقود إلى تدمير لبنان،
الجميع في وطن الأرز متموضِع ومُتَسَمِّر في مكانه، وحده لودريان يصول ويجول ليثبت أن فرنسا لا زالَ لها هيبة وأقدام ولم تصبح عاجزة أمام القرار الأميركي الذي وضعها أسفل السافلين،
لا إنفراج رئاسي قريب، وكنا قد حذرنا بأن العناد السلبي بوجه فرنجيه لدى الطرف المسيحي سيدفع بحزب الله للتمسك به أكثر فأكثر ولربما سيحوله باسيل وجعجع نتيجة غبائهم السياسي إلى أيقونة للمقاومة وقضية لها رمزيتها الخاصه لدى حزب الله تستحق النضال السياسي والتضحية لأجلها،
بيروت في..
23/6/2023