ما الذي ينتظر أردوغان بعد فوزِهِ في الإنتخابات الرئاسيه؟
كَتَبَ إسماعيل النجار
هل سيُفلِح في الحُكم بمفردهِ هذه المَرَّة أم سيكون أسير الوفاء بالوعود التي أطلقها للداخل والخارج ثمناً لبقائهِ وتربص المعارضة الداخلية بهِ،
جملة أسئلة تطرح نفسها في ظِل إحتدام الصراع الداخلي في تركيا بين تحالف حزب العدالة والتنمية الذي يقودهُ رجَب طَيِّب أردوغان وبين تكتل المعارضة الخماسي الذي يقوده كمال كليجيدار أوغلو،
السلطان الإخوَنجي لن يكون الحاكم بأمر الله هذه المرة في تركيا خلال فترة حكمهِ القادمة لأن ما يحيط به من دائنين وخصوم سيطالبونهُ بنصيبهم من الكعكة الرئاسية بعدما لعبوا دوراً كبيراً بفوزهِ بتجيير أصوات صَبَّت لصالحِهِ مَن مَن يُفترض أنهم أصدقاء لهم، روسيا تريد ثمناً في أوكرانيا وسوريا، وإيران تريد ثمناً في العراق وسوريا، وإضعاف الكُرد مصلحة جماعية بين العواصم الخَمس المعنيه بالملف،
من هذا المنطلق فإن فترة حُكمِهِ الحالية سيخصصها الرجل لتسديد فواتيره السابقه وتحصين فترة حكمهُ وتحسين علاقته مع دمشق بعد إثنَي عشَرَة عام من العداء المستحكم، هذا ولَم نحتسب مطالب المعارضة التي خَسِرَت أمام إئتلافه بفارقٍ بسيط والتي ستكون له بالمرصاد بكل كبيرة وصغيرة في ظل تعثر إقتصادي،
السلطان العثماني الإخونجي سيمثل هذه المَرَّة نموذجاً فريداً للحاكم الظالم “الضعيف” المديون الذي يقف عاجزاً عن سداد فواتير تعتبر أكبر من قدرتهِ على العنترات السابقه وتحمُل تبعاتها وخصوصاً على الصعيدين الأميركي والسوري،
أردوغان بفوزه هذا يحاول إعادة تركيز قاعدته وتثبيتها على الأرض ولكن جعبته السياسية لن تكون خاليه من عملٍ مآ يعيد إليهِ وهجهُ السياسي الأمبراطوري السابق،
إن الله يُعِزُ مَن يشاء ويُذِلُ مَن يشاء.
بيروت في…
29/5/2023