خريجو الجامعات امام خيارين احلاهما مر ..! عثمان بدر
سنوات وسنوات يقضيها الطالب اللبناني وراء مقاعد الدراسة وملايين الليرات او آلآف الدولارات ُتدفع الى ان يتخرّج من الجامعة بصرف النظر عن الاختصاص ليجد امامه “حائطاٌ مسدوداٌ” ,ففرص العمل في الوطن تكاد تكون نادرة ان لم نقل معدومة بالمطلق وهذا ما يضعه امام خيارين كلاهما مُر فامّا ان يقبل بالواقع القائم ويظل في ارض الوطن حيث الاهل والاحباب ليكون عالةً عليهم ويزيد في همومهم التي تكاد لاتعد ولا تحصى همّاً جديداً وبالتالي تكون فرصة بناء مستقبل زاهرٍ وواعدٍ له ضعيفة جدّاً واما ان يشد الرحال الى بلاد الغربة وعالم المغتربات بحثاً عن عملٍ وحيث يمكن له ان يؤسّس لمستقبل مرموق وهذا ما ادّى الى ارتفاع كبير في اعداد المهاجرين من كلا الجنسين على حدً سواء “الذكور والاناث” وان كانت نسبة الجنس الاول اعلى معدلاً من الجنس الاخر ,ما يعني ان لبنان يخسر سنوياّ اعداداً كبيرة من كفاءاته وادمغته من مختلف الاختصاصات والفئات العمرية الشابة التي عليها يتم الاعتماد في بناء مستقبل الاوطان و نموها وتطوّرها وازدهارها وجعلها في مصاف الدول المتحضّرة والمتقدّمة….
لا يمكن باي حال من الاحوال فصل الاوضاع الاقتصادية المزرية عن الاوضاع السياسية المترديّة فبينهما ارتباطٌ وثيقٌ لناحية تردّي الاوضاع المعيشية والحياتية وانعدام فرص العمل وشيوع البطالة التي ينجم عنها العديد من آلآفات الاجتماعية وغالباً ما تؤدّي الى تفكك الحياة الاسريّة وتسهم في دمار المجتمعات وبالتالي الاوطان, ولعل الحقيقة الموجعة التي لا غنى عن الاقرار بها ان الدولة بوازارتها واداراتها وجهاتها المعنية كافة لاتملك رؤية مستقبلية لحل هذه المعضلة وليس لديها اي خطط “استراتيجية” لتوفير فرص عمل للخريجين والجامعيين لفتح الطرق امام مستقبلهم وتشجيعهم للبقاء في الوطن….
في دول العالم قاطبة يكون يوم التخرّج من الجامعة من اهمّ الاحداث التي تحصل في حياة الانسان واكثرها سعادة وسروراً لانها تفتح امامه آلآفاق المستقبلية على الاصعدة جميعاً الاّ في لبنان فان الواقع مغاير تماماً اذ تظهر علامات الخوف والبؤس والريبة والشك على وجوه المتخرجين الذين يدور في عقولهم عشرات الاسئلة والتساؤلات والاستفسارات عن المصير المجهول الذي ينتظرهم او”النفق المظلم” الذي سيدخلونه دون معرفة الى اين سيقودهم…؟؟ ولهذا فان الغالبية القصوى من طلبة الجامعات يفقدون الحماسة اثناء الدراسة ويستعمر الخوف قلوبهم بعد التخرّج بسبب الهاجس الذي يسيطر عليهم في التفكير بالمستقبل المبهم وألآمال المبدّدة في وطن يعيش اوضاع غير مستقرةٍ من النواحي كافّة وفي ظل ان الجهات المسؤولة غير معنية او مهتمة بالعمل على ايجاد الظروف الملائمة والمناسبة لتوفير فرص العمل بل تعمد الى تعكير الاجواء وتسهم بتفاقم الازمات سعياً وراء مصالحها الذاتية البغيضة مخلّفة ارتالاً من العاطلين من العمل اوالواقفين امام السفارت بحثاً عن “فيزا” للهجرة…..؟؟