بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
من قلب مدينة حلب وعلى مرأى من الجميع يقف سوق باب جنين شاهداً على فوضى لا تحتمل وواقع صحي وبيئي ينذر بالخطر السوق الشعبي الذي كان يوماً مركزاً للحركة التجارية تحوّل اليوم إلى بؤرة من الإهمال حيث تختلط الروائح الكريهة بالأرض الملوّثة ويغيب أدنى إلتزام بشروط النظافة والصحة
أرض ملوثة وروائح تخنق المارّة
المشهد في باب جنين لا يحتاج إلى وصف طويل فالأرض مغطّاة بالمخلفات والمياه الراكدة تتجمّع في الزوايا والروائح الكريهة تنبعث من كل اتّجاه لا توجد بنية تحتيّة مناسبة ولا نظام صرف صحي ولا حتى حاويات نفايات كافية المواطن الذي يمر من هناك لا يواجه فقط ازدحاماً خانقاً بل يغامر بصحته وسط بيئة ملوثة بالكامل
باعة لا يلتزمون بأي معيار صحي
الباعة الجوالون يفرشون بضائعهم على الأرصفة أحياناً فوق الارض مباشرة دون تغليف أو تبريد أو رقابة اللحوم تعرّض في الهواء الطلق الخضار ترمى على الأرض والمواد الغذائية تباع في ظروف لا تمت للنظافة بصلة لا شهادات صحية لا رقابة تموينية ولا أي إلتزام بمعايير السلامة الغذائية
فوضى مرورية وتجارية بلا تنظيم
السوق يعاني أيضاً من ازدحام مروري خانق حيث تختلط عربات الباعة بالمارة والسيارات ممّا يعرقل الحركة ويزيد من خطر الحوادث أصحاب المحلات التجارية يشكون من المنافسة غير العادلة مع الباعة الجوالين الذين يحتلّون الأرصفة دون ترخيص ويبيعون بأسعار غير مضبوطة ممّا يضرّ بالاقتصاد المحلّي ويزيد من الفوضى
الحلول المطلوبة فوراً
- إزالة البسطات العشوائية وتنظيم أماكن مخصّصة للباعة الجوالين خارج الشوارع الحيوية
- إطلاق حملة تنظيف شاملة تشمل الأرض والمجاري والنفايات مع تعقيم دوري للمنطقة
- فرض رقابة صحية صارمة على بيع المواد الغذائية ومنع عرضها في ظروف غير آمنة
- تأهيل البنية التّحتيّة للسوق من صرف صحي وإنارة وحاويات نفايات
- تفعيل دور البلدية والرقابة التّموينيّة بشكل يومي لا موسمي
ختاماً المواطن لا يستحق هذا المشهد
ما يحدث في سوق باب جنين ليس مجرّد فوضى تجاريّة بل خطر صحي وبيئي يهدّد حياة الناس يومياً و آن الاوان أن تتحرّك الجّهات الرّسميّة بجديّة لا بحملات مؤقّتة بل بخطّة دائمة تعيد للسوق وجهه الحضاري وتحمي المواطن من التّلوّث والاستغلال .
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً
