الفروج المشوي في حلب .. نار الأسعار تحرق جيوب المواطنين

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في شوارع حلب المدينة التي عرفت بعراقتها وأسواقها الشّعبيّة لم يعد دخان الفروج المشوي يثير الشّهيّة بل يثير الغضب فبين محل وآخر تقف فروجة واحدة شاهدة على فوضى الأسعار وغياب الرقابة واستغلال المواطن الذي بات يلهث خلف لقمة مغمسة بالذل
كيف لوجبة شعبيّة أن تتحوّل إلى حلم بعيد المنال كيف يباع الفروج في حي بسعر ستين ألف وفي الحي المجاور بخمسة وثمانين ألف مع اختلاف في الجّودة والإضافات إنّها ليست مجرّد فروجة إنّها مرآة تعكس انهيار منظومة الرّقابة وتواطؤ الصمت مع الجشع
في بلد يعاني من أزمات اقتصادية متلاحقة بات الفروج المشوي سلعة فاخرة لا يقدر عليها المواطن العادي من المفترض أن يكون وجبة شعبية لكنه تحوّل إلى رمز للانفلات السعري وغياب الرقابة التموينية فهل يعقل أن يصل سعر فروجة واحدة إلى أكثر من خمسة وثمانين ألف ليرة سورية بينما تباع في محل آخر بستين ألف أين العدالة أين الرقابة أين صوت المواطن
ما يحدث في سوق الفروج المشوي ليس مجرّد تفاوت طبيعي في الأسعار بل هو استغلال صارخ لغياب الرقابة بعض المحال تبيع الفروج بسعر خيالي دون أي إضافات بينما أخرى تقدم بطاطا وسلطات وخبز بسعر أقل هل يعقل أن تكون الإضافات أرخص من الفروج نفسه أم أن هناك من يربح على حساب لقمة المواطن
الأسوأ من ذلك أن بعض البائعين يبررون السعر بارتفاع تكاليف الغاز أو التوابل أو حتى الخبرة وكأن المواطن يجب أن يدفع ثمن كل شيء دون أن يسأل أو يعترض
وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك غائبة عن المشهد أو تتعامل معه ببرود غير مبرر لا نشرات سعرية واضحة لا جولات رقابية فعالة ولا محاسبة للمخالفين المواطن يترك وحيدا في مواجهة جشع السوق وكأن الدولة تخلت عن دورها في حماية لقمة العيش
الحلول ليست مستحيلة إصدار نشرة سعرية أسبوعية للفروج المشوي تلزم بها جميع المحال فرض غرامات قاسية على المحال التي تتجاوز السقف السعري تفعيل دور الرقابة الشعبية عبر تطبيقات أو خطوط ساخنة للإبلاغ دعم المحال الملتزمة بالسعر والجودة وتشجيع المنافسة العادلة توعية المواطن بحقوقه الشرائية وعدم الاستسلام للسعر المفروض
الفروج المشوي ليس رفاهية بل وجبة شعبية يجب أن تبقى في متناول الجميع ما يحدث اليوم هو إهانة لكرامة المواطن واستهتار بحقوقه آن الأوان أن تتحرّك الجهات المعنية فالصمت لم يعد مقبولاً والأسعار نار تحرق ما تبقى من صبر السّوريّين .
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً