الشرع لبوتين: لن أتعب… لأنني أصعد من أجل شعبي

الشرع لبوتين: لن أتعب… لأنني أصعد من أجل شعبي
بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
لديكم درج طويل أحمد الشرع يصعد إلى بوتين ولا ينحني
في مشهد سياسي نادر اختزل الرئيس السوري أحمد الشرع موقفا دبلوماسيا حادا في جملة لا تتجاوز خمسين ثانية لكنها حملت من الرمزية والرسائل ما يعجز عن حمله خطاب مطول حين خاطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلا لديكم درج طويل لكنني ألعب الرياضة لن أتعب في الوصول
لم يكن يصف مبنى الكرملين بل كان يشخص آلية اتخاذ القرار الروسي
ويعلن عن ولادة نهج سياسي جديد في سوريا
وآن رمزية مزدوجة من الدرج إلى الرياضةالدرج الطويل في عرف السياسة يرمز إلى البيروقراطية والتسويف وتراكم الملفات دون حسم
أما الرياضة فهي استعارة للقوة واللياقة والقدرة على الصعود دون كلل
حين قال الشرع ألعب الرياضة لم يكن يتحدث عن هواية شخصية بل عن منهج قيادي قائم على المثابرة والجهد والاستعداد لتجاوز العقبات مهما طالت
هذه الجملة القصيرة تحمل في طياتها ثلاث مستويات من الرسائل
قوة ذاتية وثقة بالنفس تعكس شخصية قيادية لا تعرف الكسل ولا ترضى بالتأجيل أو التراخي
استعداد لتجاوز العقبات مهما كانت طبقات القرار
الشرع مستعد للصعود إليها دون أن يرهقه الطريق
رسالة ضمنية إلى بوتين والعالم سوريا الجديدة لا تنتظر بل تصعد
الرسائل السياسية الموجهة
القيادة الروسية لن أرهق من صعود درجاتكم لكنني لن أقبل أن أبقى في الأسفل
المجتمع الدولي سوريا الجديدة لا تطلب طريقا سهلا بل تطالب بحقها وتصعد إليه
الشعب السوري أنا أمثلكم بعزيمة لا تعرف التعب وبإرادة لا تنكسر أمام البيروقراطية الدولية
-صلابة الموقف السياسي
الشرع لم يكتف بتوصيف الواقع بل قدم نفسه كفاعل فيه
خاطب بوتين بندية لا بتبعية كسر جمود اللقاء الرسمي بعبارة مشحونة بالمعنى
أرسل رسالة مفادها سوريا لا تنتظر بل تصعد
هذا النوع من الخطاب يعكس تحولا في العقيدة السياسية السورية
من التكيف إلى المبادرة ومن رد الفعل إلى صناعة الحدث
قائد من طراز استثنائي
أحمد الشرع الذي يلقب بالشيخ الفاتح لا يتحدث بلغة المجاملات الدبلوماسية بل بلغة الوضوح الحاد والرمزية الذكية
عبارته القصيرة كانت بمثابة بيان سياسي مكثف يختصر موقفا ويؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية
سوريا الجديدة تصعد ولا تنحني
في عالم تقاس فيه القوة بعدد الحلفاء جاء الشرع ليقول القوة الحقيقية هي في وضوح الموقف وفي القدرة على الصعود لا في انتظار من ينزل إليك
خطابه أمام بوتين لم يكن مجرد لحظة إعلامية بل كان إعلانا عن ولادة نهج سياسي جديد سوريا لا تتوسل بل تطالب
سوريا لا تنحني بل تنهض
سوريا لا تنتظر بل تصعد
وفي علم الخطاب السياسي تعد الرمزية أداة فعالة لتوصيل الرسائل دون صدام مباشر وقد نجح أحمد الشرع في توظيفها ببراعة حين مزج بين الدرج الطويل والرياضة
ليقول لبوتين وللعالم
أنا لا أتعب لأنني أؤمن بقضيتي
وأصعد إليها مهما طال الطريق