مقالات

لقاء الشّرع وزيلينسكي يهزُّ خرائط السّياسة ويُعيد تعريف السّيادة

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

في زمن تتكاثر فيه الضجيجات وتُصنف فيه الدول على مقاييس المصالح لا المبادئ خرجت سوريا من تحت الركام لا لتطلب اعترافا بل لتعيد تعريفه وقف الرئيس أحمد الشرع في نيويورك لا كضيف ثقيل الظل بل كصوت وطني يفرض حضوره على طاولة الكبار ومن بين اللقاءات التي هزت اركان الدبلوماسية كان لقاؤه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمثابة لحظة تصافح فيها التاريخ مع الجغرافيا والعقل مع الإرادة والسيادة مع الشجاعة

هذا اللقاء لم يكن مجرّد حدث سياسي بل كان إعلانا صريحا بان سوريا لم تعد تدار بالبراميل بل بالحوار ولم تعد تقايض على سيادتها بل تصدرها كقيمة الشرع لم يذهب ليجامل بل ليعلن ان سوريا عادت لا لتتسول مكانا بل لتفرضه

ففي لحظة لا تشبه إلا لحظات الانتصار الكبرى وقف الرئيس السوري أحمد الشّرع على منبر الامم المتّحدة لا ليطلب بل ليعلن لا ليبرر بل ليعيد تعريف سوريا أمام العالم ومن بين اللقاءات التي هزّت أركان الدبلوماسية الدولية كان لقاؤه مع الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي الحدث الابرز حيث تصافحت يدان كان بينهما قطيعة لتكتب بداية جديدة في سجل العلاقات الدولية

هذا اللقاء لم يكن مجرد اجتماع بين رئيسين بل كان إعلانا صريحا بان سوريا خرجت من عباءة العزلة وأنها باتت لاعبا اقليميا ودوليا يحسب له ألف حساب فبعد سنوات من القطيعة بسبب موقف النظام السابق من الحرب الروسية الأوكرانية جاء الشّرع ليقلب المعادلة ويعيد فتح أبواب الدبلوماسية على مصراعيها

سوريا التي كانت تصنف بؤرة أزمات باتت تقدم نفسها كفرصة تاريخية للسلام والاستقرار

أوكرانيا التي كانت ترى في دمشق خصما باتت تعتبرها شريكا واعدا في مواجهة التهديدات الامنية المشتركة

الصحافة الغربية وصفت اللقاء بأنه اختراق دبلوماسي غير مسبوق واعتبرته صحيفة DW الألمانية تحولا دراماتيكيا من قوائم المدن المدمرة إلى منبر الشرعية الدولية

اما الصحافة الاميركية فقد ركزت على رمزية اللقاء في ظل حضور الرئيس ترامب معتبرة ان واشنطن تراقب بحذر ولكن بانفتاح

الصحافة العربية من جهتها احتفت بالخطاب الناري للشرع واعتبرته لحظة عاطفية ونقطة تحول في تاريخ سوريا مشيرة الى ان اللقاء مع زيلينسكي يعكس دبلوماسية متوازنة لا تنحاز الا لمصلحة الشعب السوري

١ _ دبلوماسيا :

_ إعادة العلاقات مع أوكرانيا فتحت الباب امام دول اوروبية اخرى لاعادة النظر في مواقفها من سوريا

_ اللقاءات المتعددة التي اجراها الشرع مع قادة فرنسا تركيا اميركا والنرويج تؤكد ان سوريا باتت مركزا للحوار لا الهروب منه

٢ _ اقتصاديا :

_ الاتفاقيات الموقعة تمهد لدخول شركات اوكرانية واوروبية في مشاريع اعادة الاعمار

_ رفع تدريجي للعقوبات كما طالب الشرع سيعيد الحياة إلى الاقتصاد السوري وينعش الاستثمار

٣ _ أمنيا :

_ التعاون في مواجهة التهديدات المشتركة خاصة في ملف الارهاب والحدود يعزز الاستقرار الاقليمي

_ تشكيل لجان لتقصي الحقائق بمشاركة الامم المتحدة يعيد الثقة في مؤسسات الدولة

٤ _ رمزيا :

_ اللقاء يعيد تعريف سوريا كدولة قانون لا دولة ميليشيات

_ يرسل رسالة للعالم ان سوريا لا تدار بالبراميل بل بالحوار والعدالة الانتقالية

الاتفاقيات التي تم توقيعها لا تخص سوريا و أوكرانيا فقط بل تعيد رسم خريطة التحالفات الدولية فهي
١ _ تضعف المحور الروسي الايراني في المنطقة
٢ _ تعزز محور الاعتدال والانفتاح
٣ _ تعيد الاعتبار لمفهوم السيادة الوطنية بعيدا عن التبعية

ما جرى في نيويورك ليس حدثا عابرا بل هو لحظة مفصلية في تاريخ سوريا والعالم الشرع لم يذهب ليجامل بل ليعلن ان سوريا عادت لا لتتسول مكانا بل لتفرضه ومن خلال هذا اللقاء اثبت ان الدبلوماسية ليست فن المساومة بل فن الانتصار للحق

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى