المقالات

سلسلة ثقافة الأدب الشعبي (ج /11 ) وثيقة إحياء الأصالة عن تراث

وليد الدبس

الأدب الشعبي و بانوراما التركيبة الإجتماعية

تتألف الأمة الواحدة من عدة مجتمعات متفقة الأعراف فضلاً على القومية والعرقية وقربى الدم والنسب، وتجتمع على ذات المعتقد على مختلف المسميات الإثنية التي تأطرها التسميات التصنيفية وفق ترتيب جغرافي، كهوية تحمل بيانات القومية العامة والقطرية الخاصة على نحو تسلسلٍ أُسري متنامي التعددية العائلية التي تنتج بدورها إختلاف الطباع في طريقة العيش، إنسجاما مع الطبيعة الجغرافية و خصائصها الإنتاجية من الثروات الطبيعية الباطنية والزراعية والحيوانية المتأثرة بالطبيعة المناخية بترتيب فصلي سنوي عام، وهو القانون الذي يحكم جميع من الأرض من أحياء.

كان هذا تعريف عام وشامل بأشد ما يمكن من إختصار –

لندخل بالتفاصيل تراتبياً وفق أبجدية تراثية شاملة متصلة الحبال السرية بما ورد أعلاه من قانون طبيعة حول حقيقة الإنتماء كجوهر وواقع الخصوصية منه وتداخل المحدثات بتسلل طفيلي لزرع عنصرية بغضاء وإحداث شرخ الشقاق الفاصل بسلاح التغيير الثقافي.

فليكن محور هذه الحلقة حول رباعية سورية الكبرى التي قسمها الإستعمار العالمي إلى أربعة دول منفصلة كتجزئة أولية من خطة مشروع تفكيكٍ طويل الأمد يرمي إلى فرط العد بهدف الإستلاء عليه حبة حبة من خلال إلغاء ودثر الثقافة أللا مادية على مراحل زمنية
بإسلوب التبديد وإفراغ الذاكرة وملئها بالمحدثات عبر جرعات متسلسلة مواكبة لتسلسل الأجيال المتعاقبة، لضمان وجود الفراغ أولا في ذهنية النشأ الجديد منها الذي أحدثه فراغ إعطاء الجرعة الثقافية الأدبية المناعية.

التفاصيل بإختصار هي ما بعد الإحتلال العثماني الذي تعرضت له الجعرافيا العربية ما يزيد عن أربعة قرون، ليليها مباشرة الإستعمار الأوروبي كوارث مستعمر مدمر دون حاجته لحرب مباشرة مع شعب منهك السيادة حيث كانت مرجعيته الوحيدة للتاريخ ومركز عقيدته مختصرة على إستراتيجيا ثقافة أدبه التراثي أللا مادي المتنامية عبر الوازع الوجداني كموروث جيني متأصل كزمرة دموية كفيلة بنقل التاريخ عبر خضاب الأوردة التي تضمرها الأجساد المنهكة كمداد لإستمرار الوجود من خلال نتاج المناعة القومية المقاومة لقوى الإستعمار المستهجن عبر التحلل العرقي لخلاياه السرطانية القاتلة.

فمن هنا يمكننا قراءة قوة المناعة المقاوماتية المنبثقة من جذور الرابط التاريخي المؤكد للنصر المستفبلي المحقق بحيوية المضمور الثقافي المقاوم وهو المضمور المتثق بفطرة المكون الإجتماعبدي الحية كلون مدرج في سياق تدرج طيف قوس قزح تناغما ثابت المسار التشكيلي كلون لا يمكن إلغاء وجوده، قائم على معادلة الحفاظ على الذات بالحفاظ على الآخر بقانون الإختلاف باللون والإتفاق بالتعددية المتناغمة.
وهذا ما يمكننا عنونته بالتركيبة البانورامية الثقافية الذي يحدد المسار المسلكي لضامريه كمنهج عقائدي يحيّ أصالة حضارة الأمة ومستقبلها برابط تاريخها مهما بلغ صراع الوجود من حجم تكاثر الأعداء مواجهة_

تشكل العقيدة الثقافية درعا للأجيال بجذور التاريخ كحصنٍ لا يبلغه إلا من نشأ داخل بنيانه المنيع ثقافياً والدليل المادي الدامغ كشاهد على كل ما ورد أعلاه هو إستشهادي بتأثير الكلمة بتجييش المجتمع وجدانيا في مواجهة أي غزو يتعرض له من أي عدو طامع –
مثل: النشيد الوطني أم القصيدة المقروءة أو المغناة وذلك لإستنهاض الجمهور بكل فئاته العمرية المتداخلة وإيقاظ الحمية والغيرية عندالأطفال واليافعين والشباب أسوة لما قدموه كبار السن وضمروه مخزونا لأجيالهم كموروث عقائدي يناظر الجينات الوراثية في الخضاب يتلقف السمع صداه الطروب ليدوى صداحا وجدانيا

وليد الدبس

…يتبع

🌿💐تحية كواليس 💐🌿

جميل ومهم جداً ما يجاهد لأجله “الاستاذ وليد الدبس الشاعر والأديب الشعبي، عضو الأمانة العامة للثوابت الوطني في سورية، عضو الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون” عبر محاولاته الدؤوبة والملحة في ان يغوص في كنه حضارتنا الانسانية عامة والعربية خاصة يقطف من ثمارها ما يجده ملائماً لتغذية حاضرنا الذي يقترب من الانهيار نتيجة عوامل عديدة، مؤكداً علينا جميعاً ان نتمسك بقيمنا وتراثنا وحضاراتنا لعلنا ننجو من ثوران هذا البحر الغربي الهائج دائماً بحيث قطع اوصالنا وجعلنا نلهو بصراعاتها الداخلية فيما بيننا مؤججاً الطائفية ساعة والسياسة ساعة أخرى معتمداً على سرطان (إسرائيل) وضعه في جسد امتنا التي لم ولن تدعه يقتلها بفضل مقاومينا الذين وهبوا لله جماحهم وهم اليوم يصنعون على مدى مساحة الامة مجداً وعزاً وكرامة بالطبع دون ان ننسى ان هذا الغرب الاستعماري الذي قطع اوصالنا ها هو اليوم يقطع اوصاله عبر تخريب بنية الاسرة التي لم تعد نواة صافية حاملة لموروثات يبنى عليها.

لذلك، علينا جميعا ان يعلو صوتنا مع الاستاذ وليد الدبس ونعمل بكل ما اوتينا من حضارة وبأس حتى ننتصر في معركة الانسان السوي الباني للاسرة المحترمة المشبعة بقوانين الطبيعة البكر والشرائع السماوية التي بعثها انا المولى عز وجل لنرتقي إلى صفاته لا ان ننحدر إلى الدرك السفل وبئس المصير

فاطمة فقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى