مقالات

حقيبة “الزر النووي” الأميركي في قبضة ترامب مجددا!

غنى شريف / ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤

بعد ظهور نتائج الانتخابات الأميركية، وفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة لولاية ثانية وتعويض خسارته في الدورة السابقة أمام الرئيس الحالي بايدن، حيث سارع ترامب الي إعلان فوزه قبل انتهاء عملية فرز الأصوات في جميع الولايات.
عندما فاز بايدن في الانتخابات السابقة، قطع ترامب عطلته في عيد رأس السنة وعاد إلى واشنطن ودعا إلى التظاهر، وفي نفس اليوم خطب في المتظاهرين من خلف الزجاج ضد الرصاص، وحرضهم على اقتحام الكونغرس ومجلسي الشيوخ والنواب المجتمعين للتصديق على فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية، وأثناء اجتماع  النواب والشيوخ في المجلس، وقام المحتشدون بمهاجمة مبنى الكونغرس بعد اختراق الاجراءات الأمنية، ما نتج عنه قتلى وجرحى وعشرات المعتقلين،

ولعل ذاك الحدث يكشف ماهية سياسة ترامب واستعداده لقتل حتى الاميركيين، حيث قام بقتلهم في السنوات الماضية في المظاهرات من اجل السلطة، اذن في الحقيقة هو قاتل !!! وهناك شواهد عديدة على ما ارتكبه ترامب من جرائم خلال اربع سنوات حكمه السابق في العديد من دول العالم، منها اليمن والعراق وسوريا وحصاره لايران وفنزويلا وغيرها، ومن خلال دعمه للجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وقد سكت العالم وكثير من الامريكيين على الكثير من جرائمه المروعة ضد الشعوب الأخرى، ومنها جريمته العلنية والرسمية الفاضحة بحق القائدين الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، ورغم انه انكشاف حقيقته امام الشعب الاميركي الا انه تم انتخابه مرة ثانية، رغم ان الاحصاءات الأولية قبيل الانتخابات اشارت الى امكانية فوز المرشحة كاميلا هاريس.
لكن فاز ترامب “العينة الفجة” عن الغطرسة السياسية والعسكرية الأميركية التي طالما فرضت هيمنتها على الشعوب، وسلبت خيراتها، وقوضت سيادتها.
ومصيبة هذه الديموقراطية الأمريكية انها تسمح بوصول نماذج لا يليق بسلوكها العلني ان تصل إلى منصب رئيس لدولة في حجم الولايات المتحدة من امثال ترامب، الذي يمثل السياسي الغربي الذي هو على درجة عالية من التكبر والاجرام والحماقة ليدير ليس امريكا بل يدير العالم ويتحكم بمصائر الدول، وهو يكشف حقيقة الديمقراطية الأمريكية التي يحاولون تعميمها على العالم، وهو مع شركائه وحلفائه في المنطقة “نموذج الحكام” الدكتاتوريين المتعطشين للسلطة ولو على حساب دماء شعوبهم. ويريدون أن يفرضوا ويغيروا نتائج الانتخابات بالقوة والتهديد. كيف يتحدث عن الديمقراطية ويتوعد بوقف الحروب، وقد شاهدنا قتلى وجرحى في واشنطن على خلفية خسارته في الإنتخابات السابقة؟.

هي ٤ سنوات نأمل فيها أن يقي الله العالم من جنون هذا المتهور، واعتقد انه ستكون لفوز ترامب تداعيات على الولايات المتحدة نفسها وعلى العالم، وتاريخه حافل من اجل الحصول على السلطة، ولولا فوزه امس لربما كنا أمام ذات المشهد زلذي حصل في المرة السابقة لدى تسليم ترامب السلطة في 20 يناير/كانون الثاني ٢٠٢٠، في موعد تنصيب جو بايدن آنذاك، والأكيد ان الأمور بين الرئيس الأميركي الجديد ترامب، والشيطان المتعطش للدم نتنياهو ستقود المنطقة إلى المزيد من التوتر وعدم الاستقرار، وربما إلى انفجار حرب إقليمية.

ما تأثير انتخاب بايدن على لبنان ؟

كل الوسطاء والأميركيين والغربيين الذين يأتون الى لبنان، وخلال لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، وكذلك البيانات الصادرة عنهم في الاعلام، محورها الاساسي هو المقاومة وسلاحها ومقدراتها، وكيفية انهاء هذا الموضوع وطبعاً لمصلحة إسرائيل. هوكشتاين جاء مرارا وتكرارا إلى بيروت، وبعد إغتيال سماحة السيد حسن نصرالله وفي ظل استمرار، كان يامل أن يسمع عن تراجع المقاومة موافقتها على الشروط الإسرائيلية، لكن ورغم استمرار العدوان الغاشم على لبنان كان للمقاومة وصواريخها وابطالها ابناء الشهيد الأقدس، الدور الرئيسي في افشال المشاريع الصهيونية، خصوصا أن الأمريكان او الأوروبين اوحتى بعض الأنظمة العربية لا يعنيها لبنان أو شعبه ولا حاضر ومستقبل لبنان، بدليل فرض العقوبات وقطع المساعدات ومنعها والتهويل والحصار، بل
كل همهم الكيان الصهيوني وأمنه على حساب الحقوق العربية.

لن يفرض على إسرائيل وقف إطلاق النار، سوى المقاومة وما تكبده المقاومة للجيش الصهيوني من خسائر بشرية ومادية، اضافة إلى كونها قوة ردع واسقطت نظرية الجيش الذي لا يقهر، واكدت مقولة الشهيد الأقدس انها اوهن من بيت العنكبوت.
وتوك الدلائل ان حرب الإبادة التي تقوم بها اسرائيل في غزة ستستمر، لان وقف الحرب يعني محاكمة نتنياهو وهزيمته التي سيحاكم عليها لاسباب عديدة لسنا في صدد تعدادها.
وينتاب العالم الحذر من فترة رئاسة ترامب لأقوى دولة في العالم خلال الأربع سنوات القادمة، حيث ستصبح حقيبة الزر النووي في يد رئيس يصعب التكهن بانفعالاته، وهو الذي سبق ان قال لاسرائيل ‘اضربوا النووي أولا واهتموا بالباقي لاحقا'”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى